- الفيلم خيّب آمال جمهور «جعفر العمدة» ولم يتم التحضير له بشكل جيد
رؤية: ياسر العيلة
النجاح الاستثنائي الذي حققه مسلسل «جعفر العمدة» لمحمد رمضان وغيابه عن السينما لمدة خمسة أعوام كاملة والإيرادات الهائلة التي يحققها فيلمه في مصر.. كل هذا شجعني على مشاهدة فيلمه الجديد «هارلي» الذي يعرض حاليا بدور عرض «سينسكيب» بالكويت، لكنني أعترف بأنني صدمت مما شاهدته على الشاشة، وظل هناك سؤال يراودني خلال العرض «ماذا يريد محمد رمضان مع صناع الفيلم أن يقدموا للجمهور؟».
تدور أحداث الفيلم حول مهندس ميكانيكا يدعى «محمد هاشم» الشهير بـ «هارلي» وهي ماركة سيكل شهير معروف بسرعته الفائقة، «هارلي» إنسان مدمن يعمل «سارق» مع إحدى العصابات التي يتزعمها محمود حميدة، لكنه يقرر التوبة والابتعاد عن الإدمان عقب وفاة شقيقه الأصغر «أحمد داش» في حادث سير، فيطارده زعيم العصابة حتى يثنيه عن قراره، والعمل معه مجددا، ومن أجل ذلك يقوم بخطف والد «هارلي» وزوجته للضغط عليه لإتمام بعض العمليات الإجرامية، وخلال هذه الفترة يتعرف «هارلي» على الفتاة الثرية «مي عمر» التي يقع في حبها ويساعدها على العلاج من الإدمان، لكنه يكتشف أن زعيم العصابة هو زوج أمها، فيعمل على إنقاذها منه وإنقاذ والده وزوجته والانتقام من زعيم العصابة، هذه باختصار أحداث الفيلم.
على الرغم من اقتناعنا جميعا بأن محمد رمضان ممثل موهوب ولديه إمكانيات كبيرة، لكننا شعرنا من خلال الفيلم بأنه لم يتعب على تقديم عمل يتناسب مع النجاح الكبير الذي حصده من مسلسل «جعفر العمدة»، فالفيلم كان عبارة عن «سلق بيض»، تحضير وتجهيز ضعيف، سيناريو مفكك، بسهولة جدا توقعنا الأحداث، فلم نلمس أي مفاجآت أو تشويق، بل بالعكس كانت الأحداث «ساذجة» والإخراج لم يكن على مستوى توقعاتي، خاصة ان مخرج الفيلم الصديق محمد سمير مشهود له بالتميز، وقدم أعمالا درامية كثيرة ناجحة من قبل، لكن لم أشاهد البصمة التي توقعتها منه في «هارلي»، وهناك الكثير من التساؤلات لدى الجمهور، فلم نعرف «لماذا زعيم العصابة يسرق؟ ويسرق من؟»، بالإضافة إلى أن مشاهد الأكشن والمطاردات التي احتواها الفيلم جاءت ضعيفة وغير مقنعة، ذكرتني بمشاهد في بعض الأفلام الهندية التي يسخر منها الكثيرون في وسائل التواصل الاجتماعي وعدم تصديقها مثل مشهد هروب «هارلي» من المستشفى مع مي عمر، إلى جانب مشهد إنقاذه لها وهروبهما من منزل زوج أمها «زعيم العصابة» باستخدام الحبل، فكلها مشاهد ضعيفة لا تمت للواقع بصلة.
باختصار، العمل تم تفصيله لمحمد رمضان، وصنع خصيصا لإرضاء جمهوره، وتم حشوه بكل عناصر الجذب، مثل الأكشن والدراما والكوميديا التي اعتمدت على مشاهد تحمل إيحاءات جريئة بلا داعي وبلا أي مبرر درامي سوى إظهار البطل كأنه محطم قلوب النساء، وهنا يحسب لشركة السينما الكويتية والعاملين في دور العرض السينمائي التشديد على عدم دخول أي شخص تحت سن الـ 18 عاما، ولكي تكتمل الخلطة كان لابد من حشو الأحداث بأغنية من خلال كليب غنائي.
وإذا تحدثنا عن أداء الممثلين، فمحمد رمضان لم يقدم أي إضافة سوى ظهوره بـ «لوك» يشبه فناني الأكشن في هوليوود، كما أنه لم يبذل مجهودا في شخصيته، وكانت الدموع لا تفارق عينيه في كثير من المشاهد بلا داعي. أما الفنان القدير محمود حميدة فقدم دورا مكررا، وكان أداؤه ضعيفا لم نعتده من هذا النجم الكبير، وباقي الممثلين ظهروا بدون سياق درامي مقنع. وكما ذكرت جميعهم عملوا من دون تحضير جيد للفيلم، فالفنانة مي عمر التي تلتقي مع محمد رمضان للمرة الثالثة، حيث تعاونت معه من قبل في فيلم «آخر ديك في مصر» ومسلسل «الأسطورة»، لم تقدم أفضل ما لديها من أداء وان كانت اجتهدت نوعا ما في بعض المشاهد. أما الفنان الشاب أحمد داش فأجاد في تجسيد الشخصية التي قدمها والشيء نفسه ينطبق على الفنان حسني شتا، وإن كان يؤخذ عليه تكرار أدائه في آخر أعمال قدمها خاصة الدرامية.
في النهاية، أرى أن الجميع سقطوا في اختبار «هارلي» ولم ينجح منهم أحد للأسف، ولم أجد إجابة عن السؤال الذي راودني في البداية «ماذا يريد محمد رمضان مع صناع الفيلم أن يقدموا للجمهور؟».