شارك مئات الآلاف من العمال الفرنسيين في إحياء يوم الأول من مايو الذي تحول الى يوم عمال «تاريخي» تخللته مظاهرات ومسيرات اليوم الثالث عشر من الاحتجاجات ضد قانون إصلاح نظام التقاعد ورفع سن التقاعد حتى 64 في نحو 300 مدينة وبلدة بجميع أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات العمالية.
ورأى الأمين العام لنقابة «القوى العاملة» («أف أو») فريديريك سويو أن «عيد العمال هذا العام يأتي في ظل وحدة نقابية، ولا شيء غير ذلك، وهذا أمر تاريخي»، وذلك وفق ما أوردت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش».
وشارك عشرات الآلاف في التظاهرة المركزية في باريس التي انطلقت من ساحة «لا ريبوبليك» نحو ساحة «لا ناسيون»، بمشاركة معلنة لنقابيين من مختلف أنحاء العالم، ونشرت السلطات نحو 12 ألف عنصر من الشرطة والدرك لضمان الأمن، بينهم خمسة آلاف في باريس وحدها. ووقعت مناوشات ومواجهات بين أفراد الشرطة الفرنسية وبعض العناصر التي تصفها بـ «المخربة» الذين تتهمهم بالتسلل ضمن مسيرات العاصمة باريس عند انطلاقها من ميدان «الجمهورية».
وفي بداية المسيرات، قامت عناصر مخربة من جماعة «بلاك بلوك» الذين غالبا ما يرتدون ملابس سوداء ويضعون أقنعة سوداء بإضرام النيران في حاويات القمامة وألقوا مقذوفات في اتجاه أفراد الأمن الذين أطلقوا قنابل مسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم، وعلى إثر هذه المواجهات، ألقي القبض على عشرات الأشخاص، ونظمت المظاهرات وسط هطول أمطار غزيرة واكتظ الميدان بكثير من المتظاهرين الذين توجهوا نحو ميدان «الأمة».
وأثرت الإضرابات على حركة الملاحة الجوية، إذ تم إلغاء ما نسبته بين 25 و33% من الرحلات في أكبر مطارات البلاد، بينما يرجح أن يتواصل اضطراب الحركة في مطار «باريس-أورلي» حتى اليوم الثلاثاء.
ووفقا للأرقام الصادرة عن «الاتحاد العام للعمل»، وهو إحدى النقابات الفرنسية الكبرى، تظاهر في مدينة مارسيليا نحو 130 ألف شخص، بينما قالت الشرطة الفرنسية إنهم لم يتجاوزوا 11 ألفا.
وخلال الاحتفال بيوم «عيد العمال»، الذي تعهد الاتحاد النقابي بأن يكون «يوما تاريخيا» مع حشد عدد كبير من المتظاهرين، نظم العديد من المواطنين في مدينة «تولوز» جنوب غرب فرنسا مسيرات حاشدة، وقدر عدد المتظاهرين بنحو مائة ألف شخص وفقا للنقابات، بينما سجلت الشرطة الفرنسية 13 ألفا. كذلك، في مدينة «تولون»، شارك نحو 20 ألف شخص في المظاهرات، وسجلت مظاهرات في مدن لوهافر ورين، شارك فيها الآلاف بالاحتفال بعيد العمال والاحتجاج على قانون التقاعد.
وقد صادقت المحكمة الادارية بباريس على استخدام «طائرات من دون طيار» خلال المظاهرات والتي قررت شرطة باريس، في مرسوم صدر الجمعة 28 أبريل الماضي، استخدامها لمتابعة المسيرات، من أجل «ضمان سلامة الأشخاص والممتلكات وكذلك تأمين المسيرات»، وبحسب المعلومات الاستخباراتية قدرت السلطات مشاركة ما بين 500 ألف و650 ألف شخص في 300 مسيرة في جميع أنحاء فرنسا.