بعد نحو أسبوع على حريق منطقة «ساروجة» التاريخية في دمشق، لاتزال الآثار المادية والمعنوية ماثلة للعيان نظرا لأهمية المواقع التي اتت عليها النيران، منها «مركز الوثائق التاريخية» والذي يحتوي على ملايين الوثائق، وقصر أمير الحج
ووجيه دمشق عبدالرحمن باشا اليوسف، وقصر خالد بك العظم أحد ابرز الوجوه السياسية في تاريخ سورية.
ونقل موقع تلفزيون «سورية» عن دكتور من كلية الآداب بجامعة دمشق ويدرس مقرر تاريخ الدولة العثمانية لطلبة قسم التاريخ، قوله إن المخطوطات التي يحتويها القسم العثماني من مركز الوثائق التاريخية لا تقدر بثمن، حيث يضم المركز مخطوطات المحاكم الشرعية خلال حقبة الحكم العثماني للمنطقة، وهي أرشيف مهم يوثق تاريخ سورية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا، كما يضم القرارات والأوامر السلطانية المكتوبة باللغة العثمانية ـ فرمانات ـ عسكرية وإدارية».
إلى جانب الدمار التاريخي، أتت ألسنة من النيران على عدة منازل وورش لم تبق منها إلا الرماد والحطام، في حي ساروجة وسوق الهال القديم قرب شارع الثورة، من دون معرفة مصير أصحاب تلك المنازل أو كيف سيتم تعويضهم.
ويقول أحد سكان تلك البيون: «بعد عودتنا إلى المنزل وجدناه رمادا» معبرا عن حزنه الشديد على منزله، موضحا خلال حديثه مع موقع «أثر» أنه كان وعائلته في زيارة لمنزل شقيقته يوم الحريق، وعند عودتهم إلى المنزل فوجئوا برؤية منزلهم محترقا بالكامل، مضيفا: «المنزل تحول إلى فحم أسود، وليست لدينا المقدرة على ترميمه».
ونقل الموقع عن بعض الأهالي أنهم غير قادرين على ترميم منازلهم أو استئجار منازل جديدة نظرا لارتفاع أسعار الإيجارات في دمشق، فبالتالي هم غير قادرين على شراء منازل غيرها، مطالبين بمساندتهم جراء خسارتهم المفاجئة والذي أعادت لهم ذكرى حدوث الزلزال الذي ضرب سورية في السادس من شهر فبراير.