تصاعد الغضب الذي يعم إسرائيل رفضا لتمرير الكنيست قانون يغل يد المحكمة العليا عن إعادة النظر في قرارات الحكومة، ويخشى معارضون ان يمثل خطرا على استقلال المحاكم، حيث بدأ الأطباء إضرابا لمدة 24 ساعة وتصدرت إعلانات سوداء صفحات جرائد امس.
وأعلن تسيون هاغاي رئيس نقابة الأطباء الإسرائيلية في بيان، أن الأطباء أضربوا. وقال إن «اليد الممدودة للحوار، تركت معلقة في الهواء حيث جرت احتفالات النصر التي ترمز قبل كل شيء إلى حرب خاسرة فقط».
وطلبت نقابة الأطباء الإسرائيلية من الأطباء الإضراب، وعزت ذلك إلى أنه لن يكون بمقدور المحكمة العليا رفض المشاركة الحكومية المحتملة في قرارات موظفي وزارة الصحة بزعم «عدم معقوليتها». وقالت إن الإضراب الذي يسري لمدة 24 ساعة لن يطبق في القدس، حيث تتصاعد المواجهات. وكانت الحكومة تسعى لاستصدار أمر قضائي يجبر الأطباء على العودة للعمل.
وبعد الجلسة العاصفة في الكنيست التي أقرت «قانون المعقولية» بأغلبية 64 صوتا، اعتبر معارضون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدفع بإسرائيل نحو حكم الفرد المطلق، فيما وصف سلفه ايهود أولمرت المواجهات والاحتجاجات التي عمت إسرائيل بـ «الحرب الأهلية»، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لاشتباكات بين الشرطة ومحتجين معارضين للتعديلات، وبين محتجين وأنصار نتنياهو. واتشحت الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية الصادرة امس باللون الأسود وتوحدت صحف «يديعوت أحرونوت» و«كلكاليست» و«هآرتس» و«إسرائيل اليوم»، عبر إصدار صفحات أولى لا تحتوي إلا على عنوان رئيسي موحد باسم الصحيفة وتاريخها، وبقية الصفحة مطلية باللون الأسود.
أما في الصفحة الثانية من الصحيفة، فقد كتب بأحرف بيضاء على خلفية سوداء وزرقاء نقش «قاطرة إسرائيل لن تستسلم أبدا»، أما الصفحة الثالثة فتحتوي على الصفحة الأولى الأصلية.
ونشرت ما تصف نفسها بأنها مجموعة من العمال التقنيين إعلانا بالصفحة الأولى لصحيفة كبرى كتبت فيه «يوم أسود للديمقراطية الإسرائيلية». وقال قادة للاحتجاج إن أعدادا متزايدة من جنود الاحتياط لن يؤدوا الخدمة بعد الآن.
لكن زعيم المعارضة يائير لابيد طلب منهم الكف عن ذلك التهديد الذي هز الحس الأمني الوطني لإسرائيل والانتظار لأي حكم تصدره المحكمة العليا بشأن استئناف تقدمت به جماعة مراقبة سياسية لإبطال القانون.
وانتقد لابيد نتنياهو بقوله: «لا يوجد رئيس وزراء في إسرائيل. أصبح نتنياهو دمية في يد المتطرفين».
من جهته، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، من أن إسرائيل تدخل في حرب أهلية وقال لقناة الأخبار البريطانية الرابعة: «هذا تهديد خطير. لم يحدث ذلك من قبل. نحن الآن في حرب أهلية. عصيان مدني مع كل التداعيات المحتملة على استقرار الدولة وقدرة الحكومة على الأداء، وعلى طاعة جزء كبير من السكان الإسرائيليين لحكومة يعتبرها جزء كبير من السكان غير شرعية». وأضاف أولمرت: «قررت الحكومة تهديد أسس الديموقراطية الإسرائيلية، وهذا ليس بالشيء الذي يمكننا قبوله أو تحمله».