بيروت ـ أحمد عز الدين
تراجعت التغطيات الإعلامية لهجمات القوات الإسرائيلية وعمليات القصف للمراكز المدنية على طول المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية الجنوبية خلال الأيام الماضية بعد لجوء اسرائيل لاستهداف الصحافيين وممثلي المؤسسات الإعلامية العربية والدولية بشكل خاص، وذلك للحؤول دون اظهار عمليات التدمير المنظم للمنازل السكنية التي هجرها المدنيون.
فمعظم وكالات الأنباء العالمية سحبت مراسليها ومصوريها من الميدان في جنوب لبنان بالكامل، ولا يخفى ان مستوى الترهيب الاسرائيلي للصحافيين انعكس في التغطية الإعلامية خلال الاسبوع الماضي، حيث لم توثق حادثة مقتل المدنيين الاثنين في بلدة شبعا بأي صورة او وكالة عالمية في ضوء المخاطر المرتفعة، وكذلك ما حصل في القطاع الغربي، وفي منطقة كفرحمام سجل الصليب الأحمر قتيلا وأربعة جرحى.
وبرز استهداف المراسلين بعد القصف الذي استهدف الإعلاميين الاسبوع الماضي والذي ادى الى مقتل مصور وكالة «رويترز» عصام عبدالله ووقوع اصابات بالغة لمراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد لجأت القوات الإسرائيلية بعد أيام الى محاصرة صحافيين قرب موقع العباد المشهور لأكثر من عشر ساعات ولم يتمكنوا من مغادرة المنطقة إلا بعد تدخل القوات الدولية والجيش اللبناني ومقتل أحدهم وإصابه آخر.
إضافة الى الوكالات، انسحب مراسلو معظم القنوات التلفزيونية الأجنبية، ولم يبق في الميدان إلا مراسلو قنوات عربية ومحلية، وتم تقويض حركتهم الى الحدود القصوى، حيث اضطروا للتغطية في القطاع الشرقي من بلدتي جديدة مرجعيون والقليعة المحاذيتين، أما في القطاع الغربي فبات المراسلون ملزمين بالتغطية فقط من بلدة رميش، وهي بلدة تسكنها أغلبية مسيحية، «يفترض أن تكون الأكثر أمانا». أما القطاع الأوسط الذي شهد خلال يومي السبت والأحد أعنف المعارك (البلدات الواقعة في قضاء بنت جبيل وقضاء مرجعيون الجنوبي) فقد خلا من مراسلي القنوات العربية.