بيروت - عمر حبنجر
«الهدن الإنسانية» القصيرة الساعات والتي لم تصل إلى حد وقف إطلاق النار في غزة، تنعكس مزيدا من التوسيع لقواعد الاشتباك بين «حزب الله» والفصائل الحليفة من جهة والإسرائيليين في جنوب لبنان من جهة ثانية.
والرهان في بيروت على الحاجة الأميركية الى تأكيد الجدية في الضغط على إسرائيل، وينتظر ان يتناول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هذه الأمور في إطلالته الثانية السبت بمناسبة «يوم شهيد الحزب».
هذا، ويتهيأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليعرض على القمة العربية السبت، خطة سلام أعدها ترتكز على هدنة إنسانية لخمسة أيام، مقابل إطلاق بعض الأسرى من المدنيين الأجانب وإدخال مساعدات إنسانية.
واعتبر النائب جورج عقيص، عضو تكتل «الجمهورية القوية» ان «أي جهد سواء عبر القمة العربية او الجامعة العربية يوقف الإبادة في غزة مرحب به، وقال ان الشرق الأوسط لن ينعم بالسلام ما لم تمارس الضغوط على إسرائيل لتطبيق حل الدولتين.
وتزامن مع كل ذلك تصعيد عسكري على محاور الجنوب واستخدمت خلاله إسرائيل الطائرات الحربية والمسيرة، ومدافع الميدان، فيما رد «حزب الله» مستهدفا بصواريخه المواقع الإسرائيلية المقابلة.
وأعلن حزب الله في بيان نعيه لسبعة من عناصره قتلوا «على طريق القدس» ودون تحديد الأماكن التي سقطوا فيها.
وقال المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط ديڤيد ساترفيلد، إنه «لا يوجد ما يشير إلى أن إيران أو حلفاءها في المنطقة يعتزمون التعجيل بنشوب صراع يتجاوز حرب «إسرائيل مع حماس».
وخلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت أشار ساترفيلد إلى أنه «من الضروري ألا يقدم حزب الله وإيران على أعمال استفزازية»، معتبرا ان «تبادل إطلاق النار مع حزب الله على طول حدود إسرائيل مع لبنان يعزز احتمال التقديرات الخاطئة».
وأضاف: «لا نعتقد أن صراعا يتورط فيه لبنان وإسرائيل أمر لا مفر منه بحال من الأحوال، الحقيقة هنا والآن هي أنه لا يوجد ما يشير، من أي جانب، إلى أن هناك نية لاستباق صراع أو حرب».
رئاسيا، حذر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك من التحديات الخطيرة التي يواجهها لبنان، وشدد على «عدم المس بقيادة الجيش العليا في هذا الظرف الأمني الدقيق، فيما الحرب دائرة على حدودنا الجنوبية» ما يعكس تأييد المجلس لوجهة نظر البطريرك الماروني بشارة الراعي المتمسك بالدعوة الى تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون سنة إضافية، ريثما يصار الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ودون الاعتداد بما جرى في مؤسسات أخرى كالأمن العام والمصرف المركزي، فالموضوع هنا مرتبط بحماية شعبنا، وتطرق المجلس الى حل الدولتين في فلسطين والى القرار 1701 والى موضوع النازحين السوريين.
رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية أبلغ قناة «ال بي سي» انه ليس ضد التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، لكنه اعتبر ان التمديد واحد من خيارات عملية مطروحة.
وأضاف فرنجية ان حظوظه: في رئاسة الجمهورية 50/50، وأكد انه لن ينسحب من السباق الى الرئاسة «إلا اذا سحب ترشيحي من رشحني»، وقال: الدول العربية دعمتني وكذلك الفرنسيين، وقائد الجيش يجب ان يأتي مع الرئيس الجديد.
«القوات اللبنانية»، في موقفها اليومي، رأت ان لبنان بأمس الحاجة الى انتفاضة جديدة تنهي فصول الحرب المستمرة منذ عام 1969، وتضيف الى مقدمة الدستور اللبناني ثلاثة بنود تنص على إسقاط لبنانية «كل من يبدي دولة أخرى على لبنان»، و«عزل وتخوين كل من يحاول استخدام الأرض اللبنانية خدمة لأغراض إقليمية او أيديولوجية»، ومواجهة كل من تصور له نفسه «ضرب التعددية الوطنية لمصلحة أحادية».
سياحيا، ألغيت حجوزات الفنادق على وقع قرع طبول الحرب، وقال نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر «لصوت لبنان»: الرعايا الأجانب غادروا والمقيمين غادروا أيضا، ومع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة نسبة التشغيل في بيروت بين 0 و7% أما خارج بيروت فأكثرية الفنادق أغلقت أبوابها.