تظاهر مئات الآلاف من الإسبان امس بدعوة من الحزب الشعبي اليميني المعارض، للاحتجاج على قانون للعفو عن انفصاليين كاتالونيين طرحه رئيس الوزراء المكلف بيدرو سانشيز، لقاء ضمان دعمهم له للبقاء في السلطة.
وحشد التحرك مئات الآلاف في شوارع 52 مدينة كبيرة في إسبانيا أمس، ليقولوا «لا للعفو» عن الانفصاليين، وفق أرقام صادرة عن مسؤولي عدة محافظات ونقلتها وسائل إعلام محلية.
ففي مدريد تجمع نحو 80 ألف شخص بحسب أرقام رسمية، حاملين الأعلام الإسبانية في الساحة الرئيسية للمدينة لابويرتا ديل سول، وهتفوا «بيدرو سانشيز استقل».
ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى «وضع حد للامساواة»، وأخرى تتهم سانشيز «بخيانة الأمة وزرع الشقاق».
وقالت المحامية لورا دياز برناردو (31 عاما) التي جاءت للتظاهر في مدريد مغطية جسدها بعلم إسباني إنها لا تشعر «فقط بالغضب والسخط ولكن أيضا بالخوف»، إزاء التحالف بين سانشيز وحزب بوتشيمون.
وأعرب ألبرتو (32 عاما) الذي يعمل مدرسا ويصوت لليمين عن إدانته هذا الاتفاق «الذي وقع وراء ظهر جميع الإسبان الموجودين هنا».
ودعا حزب زعيم فوكس سانتياغو ابسكال إلى تعبئة «دائمة» و«متزايدة» ضد «الانقلاب»، الذي يمثله في رأيه الاتفاق بين الاشتراكيين وانفصاليي كاتالونيا.
ويشكل المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي في مدريد هدفا منذ نحو أسبوع لتحركات احتجاجية يومية يدعو إليها منظمون قريبون من حزب فوكس. وشهدت هذه التحركات غير مرة خلال الأيام الماضية، مواجهات بين الناشطين المتطرفين وقوات حفظ الأمن الإسبانية.
وبعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، وقع الحزب الاشتراكي بزعامة سانشيز وحزب «معا من أجل كاتالونيا» اتفاقا في التاسع من نوفمبر، حسبما أشار الطرفان.
وقال زعيم الحرب الشعبي، وهو أبرز تشكيل في المعارضة اليمينية، ألبرتو نونييس فيخو في خطاب ألقاه بمدريد «لن نصمت حتى يتم إجراء انتخابات جديدة»، مؤكدا أن هذه التعبئة تتجاوز حدود أنصار الحزب.
وكان نونييس فيخو تصدر نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في يوليو، لكنه فشل في تسميته رئيسا للوزراء بسبب الدعم غير الكافي له في البرلمان.
في المقابل، ضمن سانشيز الذي حل ثانيا في الانتخابات، الحصول على تصويت المجلس للاستمرار في منصب رئيس الوزراء، وذلك بفضل أصوات 7 نواب ينتمون الى حزب الانفصالي الكاتالوني كارليس بوتشيمون، الشخصية الرئيسية في محاولة الانفصال عام 2017.