قالت جماعة تدافع عن حقوق المهاجرين ومقدمو طلبات لجوء أفغان إن حملة ترحيل ضخمة تتبناها باكستان أعادت قسرا عشرات الأفغان الذين كانوا ينتظرون إعادة توطينهم في الولايات المتحدة، مضيفين أن السلطات الباكستانية غالبا ما تتجاهل خطابات الحماية التي تقدمها السفارة الأميركية.
ويصعب هذا من محاولات الراغبين في الانتقال بعدما أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في كابول، كما أنهم يجدون أنفسهم أمام تحديات إضافية مثل قيود حقوق الإنسان والأزمات المالية والإنسانية الصعبة في بلادهم.
وبدأت إسلام آباد في الأول من نوفمبر الماضي طرد أكثر من مليون أجنبي لا يحملون وثائق معظمهم أفغان وسط خلاف حول اتهامات بأن كابول تؤوي مسلحين باكستانيين وهو ما تنفيه حركة طالبان الحاكمة.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 450 ألف أفغاني عادوا إلى بلدهم ويعيش الكثير منهم الآن في ظروف الشتاء القاسية قرب الحدود.
وقال شون فان ديفر رئيس «أفغان إيفاك»، وهو تحالف رئيسي للمجموعات التي تساعد في مثل هذه الجهود، إنه تم ترحيل ما لا يقل عن 130 أفغانيا كانوا بانتظار الحصول على تأشيرات هجرة خاصة للولايات المتحدة أو إعادة توطينهم في الولايات المتحدة.
وقبل الأول من نوفمبر 2023، أرسلت السفارة الأميركية رسائل حماية عبر البريد الإلكتروني إلى نحو 25 ألف أفغاني لتثبت للسلطات الباكستانية أنه يجري الترتيب لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة بعد مغادرة آخر قواتها من كابول في 2021.
ويقول مدافعون عن اللاجئين وأفغان إن عمليات الترحيل والاعتقالات تبرز الوضع الخطير الذي يواجهه الأفغان الذين تعهدت واشنطن بحمايتهم وإعادة توطينهم وطلب من العديد منهم السفر إلى بلد ثالث لمتابعة طلباتهم.
ودخل العديد من الأفغان إلى باكستان بتأشيرات انتهت صلاحيتها بسبب تعثر إجراءات تأشيرة الهجرة الخاصة أو طلبات إعادة توطين اللاجئين، وهم يواجهون صعوبات نتيجة لتأخر تجديد التأشيرة وفرض رسوم مالية عالية.
وقال أحد مقدمي طلبات اللجوء، ولم تذكر «رويترز» اسمه لأسباب أمنية، إنه باع كل ما يملكه تقريبا في أكتوبر 2022 لنقل عائلته من كابول إلى باكستان لتقديم طلب اللجوء هناك.
وتقول حركة طالبان، التي تعارض الترحيل الجماعي من باكستان، إن لديها عفوا عاما لخصومها السابقين في الحرب التي استمرت 20 عاما، وستدعم عودة هؤلاء الأشخاص.
وتقول إسلام آباد إنها تواجه أزمات اقتصادية وأمنية ولا يمكنها استضافة 600 ألف أفغاني وصلوا منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة، مما يزيد من عبء استضافة الملايين الذين فروا خلال سنوات الحرب.
وقالت الحكومة الباكستانية مؤخرا إنها ستمدد الموعد النهائي لتجديد الأوراق للأفغان الذين يسعون لإعادة التوطين في دولة ثالثة حتى فبراير بدلا من 31 الجاري، مع خفض رسوم تجاوز مدة الإقامة إلى النصف لأولئك الذين يغادرون بتأشيرات منتهية الصلاحية.
وقد قام 3 مسؤولين أميركيين كبار، من بينهم الممثل الخاص لأفغانستان توماس ويست، بزيارة إسلام آباد مؤخرا لإجراء محادثات حول هذه القضية لكن النتيجة غير واضحة.