بيروت ـ داود رمال
تحرك سفراء اللجنة الخماسية العربية والدولية في بيروت على حدين متلازمين، حد محاولة منع انزلاق لبنان إلى حرب تدميرية جديدة مع اسرائيل، وحد وجوب الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بهدف اكتمال نصاب المؤسسات الدستورية، وحتى يصبح لبنان في جهوزية لملاقاة الحلول او التسويات على مستوى المنطقة، كونه جزء اساسي من ساحات الصراع المشتعلة.
وعلمت «الأنباء» ان لقاء بري وسفراء اللجنة الخماسية أكد على «وجوب الإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية وتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية الضرورية، وانه لم يتم الدخول في الأسماء المرشحة او المحتملة للتوافق حولها في موقع الرئاسة الاولى، انما جرى التأكيد على مواصفات الرئيس لجهة ان يجسد النزاهة ويوحد الأمة ويضع مصالح البلاد في المقام الأول، ويعطي الأولوية لرفاه مواطنيه ويشكل ائتلافا واسعا وشاملا لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الأساسية، لاسيما تلك التي يوصي بها صندوق النقد الدولي».
كما تم «تأكيد دعم توافق اللبنانيين على شخص الرئيس الذي تتوافر فيه المواصفات المطلوبة لاسيما قدرته على توحيد الامة، وان يكون قادرا على الكلام مع الجميع في الداخل وفي الخارج، وان على اللبنانيين ان يثبتوا قدرتهم على إدارة شؤونهم بأنفسهم وان يساعدوا انفسهم حتى تتقدم الدول الشقيقة والصديقة لمساعدتهم، مع ربط الاستعداد لمساعدة لبنان بتنفيذ الإجراءات الإصلاحية التي لا مفر منها لتحقيق ازدهار البلاد واستقرارها وأمنها في المستقبل».
وجدد السفراء في لقائهم مع بري «التأكيد على الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله، والحرص على عدم تورطه في اي نزاع مسلح واهمية الالتزام بالقرار الدولي 1701، وأهمية تنفيذ الحكومة اللبنانية لقرارات مجلس الأمن الدولي والاتفاقيات والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي تضمن الحفاظ على الوحدة الوطنية والعدالة المدنية في لبنان».
واوضح النائب قاسم هاشم عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يترأسها الرئيس نبيه بري في تصريح لـ«الأنباء» ان «جو اللقاء بين الرئيس بري وسفراء الخماسية كان ايجابيا ويبنى عليه، والتفاؤل قائم بإمكانية تحقيق تقدم، مع ابداء السفراء الاستعداد للمساعدة في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين، مع رفضهم الدخول في الاسماء، وتفضيلهم حصول التواصل والنقاش اللبناني ـ اللبناني لتذليل العقبات الموجودة توصلا إلى تفاهم، وانهم جاهزون للتدخل اذا لزم الامر للمساعدة في حال حصل اي تعثر».
وأضاف النائب هاشم «ان السفراء ابلغوا إلى الرئيس بري انهم يعولون على دوره في تقريب وجهات النظر كونه على تلاقي دائم مع الجميع ويتعاطى بمسؤولية في معالجة الملفات الشائكة، وانه قادر على لعب دور ايجابي في ملف الاستحقاق الرئاسي».
واشار النائب هاشم إلى ان «سفراء الخماسية اكدوا في خلال الاجتماع انهم لن يدخلوا في موضوع الاسماء انما سيقتصر الامر على المواصفات المطلوبة والتي سبق للجنة الخماسية ان اعلنتها، وهم في هذا السياق جاهزون للمساعدة كلما دعت الحاجة».