جدد الفلسطينيون مطلبهم نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، في وقت تحصد الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة المزيد من الغضب والادانة خصوصا لجهة استهدافها بعثات الإغاثة.
وفي رســــالة للســــفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور، أحيلت وفقا للإجراءات المتبعة على مجلس الأمن الدولي طلب «أن ينظر مجلس الأمن الدولي مجددا خلال أبريل 2024» في طلب نيل العضوية الكاملة الذي قدمته السلطة في 2011 ولم يبته المجلس مذاك، بحسب وكالة فرانس برس.
وفي الأشهر الأخيرة واصل السفير الفلسطيني التلويح بخيار تحريك هذا الطلب في مواجهة الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ 7 أكتوبر على قطاع غزة ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنته يومذاك حركة حماس على مواقع جنوب اسرائيل.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أطلق في سبتمبر 2011، الإجراء الذي يطلب «انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة»، وفي نوفمبر 2012 حصلت عبر تصويت في الجمعية العامة على صفة مراقب.
مشاورات ثنائية
من جهتها، قالت رئاسة مجلس الأمن التي تسلمتها مالطا منذ أبريل لوكالة فرانس برس «تلقينا الرسالة.. وسنجري مشاورات ثنائية لتحديد سبل المضي قدما».
وتلقى الفلسطينيون «دعم» ممثلي الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وذلك بعدما طرحت عواصم أوروبية عدة إمكان درس الاعتراف بدولة فلسطين، حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سابقا إن خطوة مماثلة لم تعد «من المحرمات».
وانضمت اسبانيا إلى داعمي المطلب الفلسطيني واعلن وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس أمس، أن بلاده ستعترف بفلسطين دولة ذات سيادة، لذلك سيكون لها مكان في الأمم المتحدة.
وأمس الأول نقلت وسائل إعلام إسبانية عدة عن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قوله للصحافيين المرافقين له خلال جولة في الشرق الأوسط إن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول يوليو المقبل.
بدورها، قالت وزيرة خارجية بلجيكا حجة لحبيب، إن الاعتراف بفلسطين أمر ستأخذه بروكسل بعين الاعتبار عندما يحين الوقت.
احتجاجات
وفيما تستمر مساعي التوصل إلى وقف لاطلاق النار واطلاق سراح الاسرى، قالت قناة الكنيست الإسرائيلي إن عائلات أسرى محتجزين في غزة اعترضت وقاطعت جلسة للكنيست أمس للمطالبة بالعمل على الإفراج عن أبنائها.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن مسؤول في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أن الاحتجاجات في القدس المحتلة قرب منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «تجاوزت الخطوط الحمراء».
وأبلغ مسؤول في الشاباك ضباط الشرطة «أن الاحتجاجات كان من الممكن أن تنتهي بإطلاق نار على المتظاهرين». بحسب ما نقلت قناة «الجزيرة».
خطأ جسيم!
في غضون ذلك، وفي ظل موجة الغضب الدولية الواسعة، أقر الجيش الإسرائيلي بارتكاب «خطأ جسيم» بعد الضربة التي أسفرت عن مقتل سبعة متطوعين متعاونين مع منظمة المطبخ المركزي العالمي «وورلد سنترال كيتشن» الاغاثية الأميركية غير الحكومية في قطاع غزة. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي في رسالة بالفيديو إن الضربة «خطأ جسيم لم يكن يجب أن يحدث» متحدثا عن «خطأ في تحديد الأشخاص» في «ظروف معقدة للغاية».
وأعرب الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ عن «حزنه الكبير واعتذاره الصادق» إثر مقتل سبعة عمال إغاثة فيما وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الضربة بأنها «غير مقصودة» و«حادث مأسوي». وتوالت التصريحات المنددة بالحادث وقال رئيس الوزراء الپولندي دونالد توسك إن الهجوم الذي أسفر عن مقتل پولندي، ورد فعل إسرائيل عليه، يضع التضامن مع هذا البلد «أمام امتحان».
وصرح توسك عبر منصة «إكس» متوجها إلى نتنياهو والسفير الإسرائيلي في وارسو «اليوم تضعان هذا التضامن أمام امتحان. الهجوم المأسوي على المتطوعين ورد الفعل عليه يثيران غضبا مفهوما».
من جهته، انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل بشدة على الغارة الجوية التي أسفرت عن مقتل عمال الإغاثة مؤكدا أن اسرائيل «لم تفعل ما يكفي» لحماية المتطوعين الذين يمدون يد العون للفلسطينيين الذين «يتضورون جوعا».
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «هذا أمر غير مقبول، لكنه النتيجة الحتمية للطريقة التي تدار بها الحرب»، مجددا دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار وتحرير الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وذكر بأن مقتل هؤلاء المتعاونين مع منظمة «وورلد سنترال كيتشن» يرفع العدد الإجمالي للعاملين في المجال الإنساني الذين قتلوا خلال هذه الحرب إلى 196 «من بينهم أكثر من 175 من الأمم المتحدة».
وأعربت منظمة «وورلد سنترال كيتشن» عن «صدمتها» لمقتل أعضاء فريقها «الأبطال» الذين نشرت أسماءهم وصورهم وجنسياتهم في المساء على منصة إكس وهم سيف الدين عصام عياد أبو طه (25 عاما) وهو فلسطيني، ولالزاومي (زومي) فرانكوم (43 عاما) وهي أسترالية، وداميان سوبول (35 عاما) وهو پولندي، وجايكوب فليكينجر (33 عاما) وهو أميركي-كندي، والبريطانيون جون تشابمان (57 عاما) وجيمس (جيم) هندرسون (33 عاما) وجيمس كيربي (47 عاما).
وقالت الرئيسة التنفيذية لـ«وورلد سنترال كيتشن» إيرين غور «أشعر بالحزن والغضب لأننا فقدنا، نحن وكل العالم، أرواحا جميلة بسبب هجوم مستهدف شنته القوات الإسرائيلية». من جهته، قال رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي أمس، إنه أبلغ نتانياهو بـ«غضب» الشعب الأسترالي «تجاه هذه المأساة».
السفينة جينيفر تعود ادراجها
وبسبب صعوبة إدخال المساعدات الإنسانية برا إلى القطاع المحاصر، فتح ممر بحري في أواسط مارس. لكن الحكومة القبرصية أعلنت أن السفينة «جينيفر» التي أبحرت من سواحل الجزيرة المتوسطية السبت إلى غزة، في طور العودة إلى الجزيرة مع حمولتها البالغة زنتها 240 طنا من الأغذية، بعد الضربة.
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة بغزة، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي «إلى 32 ألفا و975 شهيدا و75 ألفا و577 مصابا». وقالت ان الجيش الاسرائيلي «ارتكب 5 مجازر في القطاع راح ضحيتها 59 شهيدا و83 مصابا خلال 24 ساعة».
وقال إعلام حماس في القطاع إن «الاحتلال شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي واستهدف منازل المدنيين على ساكنيها في مخيم النصيرات والمغراقة وخان يونس» أمس.
وأفاد شهود بأن اشتباكات عنيفة تركزت في وسط مدينة خان يونس ومنطقة المغراقة وشمال النصيرات وتل الهوى بمدينة غزة.