بيروت ـ عامر زين الدين
حذّر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د.سامي أبي المنى، من خطورة استقواء أي مجموعة وطنية على أخرى، مهما كانت الدوافع والمبررات، انطلاقا من وحدة داخلية محصنة بجيش قوي وإرادة شعبية متماسكة تشكل جميعها قوة ردع لمن يحاول استباحة الكيان، ولا تغرق الوطن في مغامرات غير محسوبة ومنازعات داخلية وأزمات لا طاقة له على تحملها، مطالبا باحترام الدستور والإسراع في عمليات الانتخاب والتعيين وفق الأصول الدستورية، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والاتفاق، صونا للدولة من التفكك القاتل، وحماية للمؤسسات من الشلل، آملا بتطبيق اتفاق الطائف بأكمله، وتأسيس مجلس الشيوخ ليتولى مهماته دستوريا.
جاءت مواقف شيخ العقل خلال الإفطار الجامع الرسمي والروحي، الذي أقيم في دار طائفة الموحدين الدروز في بيروت، بدعوة من مشيخة العقل والمجلس المذهبي أمس الأول، بمشاركة الرئيس نجيب ميقاتي وممثل عن رئيس مجلس النواب نبيه النائب محمد خواجة، ورؤساء سابقين ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، وممثل عن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي والمرجعيات الروحية والنائب تيمور جنبلاط ووزراء ونواب وسفراء وشخصيات منوعة حاشدة.
وقال ابي المنى في كلمته «إن كنا لم نفلح حتى الآن في عقد قمة روحية منتظرة بسبب تسارع المستجدات، لكنها قائمة باستمرار في ما بيننا، ومازلنا نشرع الأبواب لها ولأي لقاء جامع يترجم حقيقة وحدتنا الروحية والاجتماعية والوطنية ومضمون رسالتنا الأخلاقية والإنسانية».
وإذ انتقد «الأصوات المنادية بأية صيغة من صيغ التقسيم والتشرذم المناطقي أو الطائفي»، فإنه طالب «باحترام الدستور والإسراع في عمليات الانتخاب والتعيين وفق الأصول الدستورية، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والاتفاق، صونا للدولة من التفكك القاتل، وحماية للمؤسسات من الشلل الكلي، رافضين التسويف والانتظار ووضع الفيتوات الداخلية والاستسلام للتسويات الآنية، التي وإن كانت جميلة أحيانا، إلا أنها غالبا ما تكون محكومة لا تنتج سوى حلول ضعيفة ومسؤولين محكومين، وقد بات التفكك الداخلي مدعاة للتوغل الخارجي، وكأن لبنان أضحى عدو نفسه، فالخارج، وإن كان مهتما بنا عبر لجنة خماسية أو اتصالات فردية أو مبادرات ثنائية أو ثلاثية، لكن لا يتوهمن أحد أننا في رأس قائمة اهتماماته لكي ننام على حرير الوعود والانتظارات والأوهام، وكأننا لسنا المعنيين بإنتاج الحلول وإنقاذ الوطن».