حاول آلاف النازحين الفلسطينيين العودة الى منازلهم بشمال غزة مع دخول الحرب الهمجية التي تشنها اسرائيل على القطاع يومها الـ 191.
وتداولت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد لتعرض النازحين الفلسطينيين لقصف مدفعي إسرائيلي أثناء محاولتهم العودة لمنازلهم في شمال القطاع رغم التحذيرات الإسرائيلية.
وبالتزامن، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة «حماس» في غزة أمس ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر جديدة خلال 24 ساعة.
من جهته، نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي السماح لسكان شمال غزة بالعودة للمناطق التي نزحوا منها أثناء الحرب.
وحذر أدرعي، في بيان، سكان غزة من أن «المنطقة مازالت تعتبر منطقة حرب ولا يمكن العودة إليها أو الاقتراب منها أو أي من المنافذ الواصلة بين شمال القطاع ووادي غزة، ويمكن لهذا الأمر أن يشكل خطرا على حياتهم».
وزعم بالقول أن «الجيش الاسرائيلي لا يسمح بعودة السكان لا عن طريق شارع صلاح الدين ولا عن طريق شارع الرشيد، من أجل سلامتكم لا تقتربوا من القوات العاملة هناك، منطقة شمال القطاع لاتزال منطقة حرب ولن نسمح بالعودة إليها».
«حماس» تتمسك بمطالبها
لهدنة جديدة
وجاءت محاولة عودة النازحين في وقت أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن «حماس» رفضت أحدث مقترح لعقد صفقة تبادل أسرى لاستعادة المختطفين في قطاع غزة.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إنه «بعد مرور أكثر من أسبوع على اللقاء الذي عقد في القاهرة، رفضت حماس المقترح الذي طرح عليها من قبل الوسطاء».
وأضاف البيان أن رفض «حماس» المقترح الذي أبدت فيه إسرائيل «مرونة ملموسة جدا» يثبت أن رئيس في قطاع غزة «يحيى السنوار لا يريد صفقة إنسانية واسترجاع المختطفين ويسعى إلى إحداث تصعيد شامل في المنطقة».
وشدد على أن إسرائيل ستواصل العمل على تحقيق أهداف الحرب ضد حماس بقوة وستبذل كل جهد ممكن من أجل استرجاع 133 مخطوفا ومخطوفة من غزة في أسرع وقت.
وأعلنت «حماس» أمس الاول تسليم ردها للوسطاء في مصر وقطر بشأن المقترح الذي تسلمته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة التمسك بمطالبها.
وأكدت الحركة، في بيان مقتضب، تمسكها بمطالب الشعب الفلسطيني التي تتمثل «بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار».
وشددت «حماس» على استعدادها لإبرام صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى بين الطرفين.
ويسعى الوسطاء القطريون والمصريون إضافة إلى الولايات المتحدة، إلى التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين إسرائيل وحماس، بعد الأولى التي استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر الماضي.
وضع صحي كارثي
في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة إلى 33729 قتيلا وما لا يقل عن 76371 جريحا، فيما رصدت فرق طبية بلوغ نسبة الأطفال والنساء وكبار السن نحو 85% من إجمالي المصابين.
وقال وفد من تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا خلال زيارته للقطاع ان الأوضاع هناك كارثية.
وأوضح رئيس التجمع د.رياض مشارقة ـ خلال مقابلة مع «الجزيرة نت» عبر الإنترنت ـ أن المعاناة في غزة تتضمن كل الجوانب الصحية والشرائح المجتمعية، سواء على صعيد المرضى ومتابعتهم، أو توفر الأجهزة الطبية والمستلزمات، أو قدرة المرضى والمصابين على الوصول إلى المراكز الصحية، فضلا عن اضطرار الأطباء في أحيان كثيرة للمفاضلة بين الحالات بناء على شدة الاحتياج، «وهذا بحد ذاته وضع غير إنساني».
وروى د.مشارقة أيضا معاناة أصحاب الأمراض المزمنة، كمرضى القلب والجهاز التنفسي والكلى والغدد والسرطان وغيرها، كاشفا عن أنهم لم يتلقوا أي عناية أو متابعة منذ 6 أشهر، مطالبا أن تضم الوفود الطبية للمؤسسات الإغاثية القادمة إلى غزة، أطباء متخصصين في الأقسام الباطنية.
إلى ذلك، شيع فتى فلسطيني قال مسؤولون إنه قتل على يد مستوطنين متطرفين هاجموا قرى في الضفة الغربية المحتلة، حيث أثار مقتل مستوطن موجة من العنف.
وبعد الإبلاغ عن اختفاء بنيامين أحيمئير البالغ من العمر 14 عاما بعد خروجه من مستوطنة عشوائية قريبة من رام الله الجمعة الماضية، داهم مئات المستوطنين اليهود تدعمهم القوات الإسرائيلية قرى فلسطينية مجاورة، وأحرقوا سيارات ومنازل، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة العشرات بجروح، بعضهم بالرصاص الحي.
واشتدت الهجمات أمس الاول بعد العثور على جثة أحيمئير بالقرب من مستوطنة ملاخي هاشالوم العشوائية.
وقال رئيس بلدية المغير الفلسطينية المجاورة أمين أبو عالية لوكالة «فرانس برس» إن «عشرات المستوطنين» هاجموا القرية وأحرقوا «كل ما وجدوه في طريقهم. أحرقوا منزلا وجرافة وعددا من المركبات».
وأفاد مراسلو وكالة «فرانس برس» بأن المستوطنين اليهود الذين شاركوا في البحث عن أحيمئير، أطلقوا النار وأحرقوا المنازل والسيارات بينما رد السكان برشق الحجارة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الفلسطيني جهاد أبو عليا قتل جراء أعمال العنف وتم تشييعه، فيما أصيب 25 فلسطينيا آخرين، ثمانية منهم بالرصاص الحي.
وأضافت أن الفتى الفلسطيني عمر حامد البالغ 17 عاما قتل في قرية بيتين شرق رام الله، وشيع جثمانه أمس.
وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى هجمات المستوطنين وحث على تأمين الحماية لأهالي المغير. وامتدت أعمال العنف إلى أجزاء أخرى من الضفة الغربية، وقال رئيس بلدية دوما قرب نابلس سليمان دوابشة لوكالة «فرانس برس» إن القوات الإسرائيلية والمستوطنين أضرموا النار في أكثر من 15 منزلا و10 مزارع في قريته.