بين محاولة الديبلوماسية الايرانية التأكيد ان طهران لا تسعى للتصعيد، وتهديد حرسها الثوري باستخدام أسلحة اكثر تطورا في المرات المقبلة، مازالت المحاولات جارية لتجنب أو تخفيف حدة رد اسرائيل على الهجوم الايراني عليها بالصواريخ والطائرات المسيرة السبت الماضي، والذي بدت مصممة على عدم السكوت عنه.
وعليه أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إن بلاده بعثت «رسائل» عدة إلى الولايات المتحدة للتأكيد أن إيران «لا تسعى إلى توسيع التوترات» في الشرق الأوسط مع إسرائيل، حسبما أفادت وزارته أمس.
وقال لدى وصوله فجرا إلى نيويورك لحضور اجتماع لمجلس الأمن الدولي «ما يمكن أن يزيد التوترات في المنطقة هو سلوك النظام الصهيوني».
وشدد عبداللهيان على أنه «تم بعث رسائل قبل العملية وبعدها» إلى الولايات المتحدة، خصوصا عبر السفارة السويسرية في طهران التي تمثل المصالح الأميركية في إيران في ظل قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، موضحا أن الهدف هو «التوصل إلى فهم صحيح لتصرفات إيران». وأضاف«ابلغنا الأميركيين بوضوح أن قرار الرد على النظام الإسرائيلي»، في أعقاب الضربة المنسوبة الإسرائيلية التي دمرت القنصلية الإيرانية في دمشق، كان «نهائيا». وأضاف «حاولنا أن نوضح للولايات المتحدة في هذه الرسائل أننا لا نسعى إلى توسيع التوترات في المنطقة».
من جهتها، نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني قوله أمس إن إيران قد تراجع «عقيدتها النووية» في ظل التهديدات إسرائيلية، مما أثار مخاوف بشأن برنامج طهران النووي الذي تقول دائما إنه مخصص للأغراض السلمية فقط.
وأكد أن إيران مستعدة لمواجهة أي تهديد إسرائيلي يستهدف منشآتها النووية، وقال «إذا استهدفت إسرائيل منشآتنا فستتلقى ردا بأسلحة أكثر تطورا، نحن مستعدون لإطلاق صواريخ قوية لتدمير أهداف محددة في إسرائيل وأيدينا على الزناد وتم تحديد المنشآت النووية الإسرائيلية».
وأضاف العميد أحمد حق طلب «إن المراكز النووية للكيان ستتعرض للهجوم والعمليات بالأسلحة المتطورة»، وفق ما نقلت وكالة «إرنا» الرسمية.
في غضون ذلك، فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عقوبات على إيران أمس استهدفت «برنامج المسيرات الإيراني وصناعة الصلب ومصنعي السيارات».
وفرضت العقوبات على «16 شخصا وكيانين يعملون على إنتاج طائرات إيرانية بدون طيار» منها طائرات شاهد التي «تم استخدامها خلال هجوم 13 أبريل».
في المقابل، وفيما أكد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، ان إسرائيل «تحتفظ بالحق في حماية نفسها»، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية وأخرى أميركية أن اسرائيل فكرت في أن توجه سريعا ضربات انتقامية ضد طهران ردا على القصف الإيراني غير المسبوق لأراضيها في نهاية الأسبوع الماضي، لكنها عدلت عن هذا الأمر في نهاية المطاف.
وقالت قناة «كان» التلفزيونية العمومية الإسرائيلية إن رئيس الوزراء قرر، إثر محادثة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، عدم تنفيذ الخطط التي اعتمدت مسبقا لتوجيه ضربات انتقامية إلى طهران.
ونقلت القناة عن مسؤول كبير طلب منها عدم نشر اسمه قوله إن «الحساسيات الديبلوماسية لعبت دورا.. سيكون هناك حتما رد لكنه سيكون مختلفا عما كان مخططا له في البداية».
بدوره، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مصادر إسرائيلية لم يسمها قولها إنه خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الحرب الإسرائيلي، والذي كان ثاني اجتماع له منذ القصف الإيراني، بحث الوزراء مليا في إمكانية إصدار الأمر بتنفيذ الضربات الانتقامية في تلك الليلة، لكنهم في نهاية المطاف لم يفعلوا ذلك.
كما نقل أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله «لا نعرف لماذا وإلى أي مدى كان الهجوم وشيكا». ووفقا للموقع نفسه فقد أبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية أنها قررت التريث في توجيه ضربة لإيران.
من جانبها، قالت شبكة «إيه بي سي» الإخبارية الأميركية إن الحكومة الإسرائيلية فكرت في مناسبتين في توجيه ضربات ضد إيران لكن دون أن تصدر أمرا بذلك.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية الألمانية إنه يتعين على مجموعة السبع الرد على الهجوم الإيراني على إسرائيل مؤكدة مناقشة هذه التدابير مع نظرائها في اجتماع في إيطاليا.