أعربت الأمم المتحدة عن «قلقها» حيال التدابير «غير المتناسبة» التي تتخذها الشرطة الأميركية لتفريق محتجين مؤيدين للفلسطينيين في عدد من الجامعات وفض خيم أقاموها، في بيان صدر أمس في جنيف.
وأبدى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك «قلقه لكون بعض التحركات التي تقوم بها قوات حفظ النظام عبر عدد من الجامعات تبدو غير متناسبة في وطأتها».
وتحدى طلاب من جامعة كولومبيا في نيويورك والتي انطلقت منها حركة طلابية مؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة، إنذارا وجه اليهم لوقف تحركهم واحتلوا مبنى.
بدأت جامعة كولومبيا بمعاقبة طلبة رفضوا مغادرة مخيم اقيم منذ عشرة أيام «إلا بالقوة».
واعتبرت الأمم المتحدة أمس أن تدخل الشرطة «غير متناسب» ضد احتجاجات الجامعات الأميركية.
وخلال ليل أمس الاول تحصن طلاب في مبنى هاميلتون وحاصره آخرون بسلسلة بشرية في الخارج، بحسب مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت المجموعة الطلابية Columbia University Apartheid Divest في بيان إن طلابا من جامعة كولومبيا «سيطروا على هاميلتون هول» وأطلقوا عليه اسم «مبنى هند» تكريما لفتاة في السادسة من العمر تدعى هند قتلت خلال حرب غزة.
وأضافت المجموعة ان «السيطرة على مبنى هي مجازفة صغيرة مقارنة بالمقاومة اليومية للفلسطينيين في غزة».
وقال بن تشانغ، نائب الرئيس المكلف التواصل في جامعة كولومبيا، للصحافيين «لقد بدأنا في وقف طلاب عن الدراسة في إطار خطوة جديدة لضمان سلامة الحرم الجامعي».
وبعد نهاية أسبوع هادئة نسبيا في الحرم الجامعي حيث نصب المحتجون خياما، وجهت رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق أمس الاول انذارا للطلاب لإخلاء الخيم بعد فشل المفاوضات معهم.
وتعهد الطلاب حينذاك بالدفاع عن خيامهم المنصوبة في الحديقة الرئيسية للحرم الجامعي في نيويورك، على الرغم من تهديد الكلية بفصلهم. ودعوا فورا إلى تظاهرة تلاها مؤتمر صحافي «لحماية المخيم».
وقالت إحدى قيادات الحركة الطلابية سويدا بولات من على منصة «لن يتم طردنا إلا بالقوة».
ومع انتهاء مهلة الإنذار سار عشرات الشباب مرتدين كمامات تغطي وجوههم حول الحرم الجامعي وصفقوا بأيديهم وهتفوا «فلسطين حرة» حسبما أفادت وكالة فرانس برس، مؤكدة أن نحو خمسين شخصا بقوا في المخيم.
ورأى الأستاذ في جامعة كولومبيا جوزيف هولي أن بيان الجامعة يرقى إلى «الاستسلام للضغوط السياسية الخارجية». وقال لفرانس برس إن إدارة المؤسسة تختار الانطلاق من «افتراض بأن مجرد وجود خطاب سياسي باسم فلسطين يشكل تهديدا لليهود مثلي»، وهو أمر «سخيف وخطير».
وانتشرت في أنحاء العالم صور لشرطة مكافحة الشغب أثناء تدخلها في حرم جامعات، بعدما استدعاها رؤساء هذه المؤسسات التعليمية، ما أعاد إلى الأذهان أحداثا مماثلة في الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام.
ومن جهة أخرى، يتهم طلاب وأساتذة جامعاتهم بالسعي إلى فرض رقابة على خطاب سياسي، وتؤكد شخصيات عدة من جهة أخرى وبينها أعضاء في الكونغرس، أن الناشطين يؤججون معاداة السامية.
وفي جامعة تكساس في أوستن، تم أيضا تفكيك مخيم وتوقيف عدد من الأشخاص. واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل ضد متظاهرين. وقال حاكم تكساس المحافظ غريغ أبوت على وسائل التواصل الاجتماعي «لن يسمح بإقامة أي مخيمات».
وقال المحامي بول كوينزي الذي يدافع عن أشخاص أوقفوا في أوستن لوكالة فرانس برس إنه يقدر أن «عدد الاعتقالات بلغ 80 حالة»، مشيرا إلى أن عمليات التوقيف «ما زالت مستمرة».
في جامعة فرجينيا كومنولث (VCU) في ريتشموند (شمال شرق) أيضا أخرجت الشرطة متظاهرين بحسب صور بثتها محطات تلفزة محلية. واتهم الطلاب الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع لإجبارهم على المغادرة.
وأعلنت الإدارة على شبكة اكس انها اعطت عدة مرات للمتظاهرين «وبينهم كثيرون ليسوا طلبة» الفرصة للمغادرة «والذين لم يفعلوا تم توقيفهم لأنهم ارتكبوا مخالفة».