حظي حزب العمال البريطاني بدعم صحيفة «ذي صن» غير المسبوق منذ عهد توني بلير، عشية الانتخابات التشريعية البريطانية.
وقد أدلى ملايين الناخبين البريطانيين بأصواتهم أمس عبر نحو 40 ألف مركز انتخابي لاختيار ممثليهم في مجلس العموم (الغرفة السفلى للبرلمان) لشغل مقاعد المجلس وعددها 650 مقعدا.
ويتم انتخاب كل نائب بالنظام الفردي، ما يعطي الأفضلية للأحزاب الرئيسية.
وبعد ستة أسابيع من الحملة و14 عاما من حكم المحافظين الذي شهد تعاقب خمسة رؤساء وزراء بينهم أربعة اضطروا للاستقالة، وبعد صحيفة «فايننشال تايمز»، ومجلة «ذي إيكونوميست»، دعت «ذي صن» قبل الانتخابات إلى التصويت لحزب العمال بزعامة كير ستارمر.
وكتبت الصحيفة المملوكة لأسرة الملياردير الأسترالي الأميركي روبرت مردوخ «حان وقت التغيير، حان وقت حزب العمال».
وأثار تتالي الأزمات منذ العام 2010، من الانقسامات الناجمة عن «البريكست» إلى إدارة «جائحة كوفيد» الفوضوية، والارتفاع الكبير في الأسعار، ومستويات الفقر العالية، والنظام الصحي العام المتهالك، والتغيير المستمر لرؤساء الحكومة، تطلعا كبيرا إلى التغيير دفع «المحافظين» في الأيام الأخيرة إلى الإقرار بأنهم لا يسعون إلى الفوز بل إلى الحد من الخسائر وتقليص الغالبية التي كان يتوقع أن يحققها حزب العمال.
وقبل الانتخابات عمد كبار شخصيات المحافظين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ريشي سوناك إلى دعوة الناخبين الى عدم إعطاء «غالبية كبرى» للعماليين في مجلس العموم.
ومع تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء محافظين عام 2022 وخمسة منذ عام 2010، كان الناخبون البريطانيون يتطلعون إلى أمر واحد فقط، هو التغيير. وبدوا على استعداد لمنح فرصة لكير ستارمر زعيم حزب العمال المتقشف وغير المعروف كثيرا والبالغ 61 عاما. وستارمر محام سابق مدافع عن حقوق الانسان، شغل منصب المدعي العام قبل أن ينتخب نائبا قبل تسع سنوات.
وفي مواجهة الأخطاء التي راكمها سوناك المصرفي الاستثماري ووزير المال السابق، سلط كير ستارمر الضوء على أصوله المتواضعة، أي والدته الممرضة ووالده العامل اليدوي، ما يتناقض مع خصمه المليونير. ولتجنب هجمات اليمين وتبديد وقع برنامج سلفه جيريمي كوربن الباهظ التكلفة، تعهد بإدارة صارمة للغاية للإنفاق العام، من دون زيادة الضرائب.
ومع أن حذره دفع البعض إلى القول إنه قليل الطموح، إلا أنه سمح لحزب العمال بالحصول على دعم في أوساط الأعمال وفي الصحافة اليمينية.