تستمر الغارات الإسرائيلية والقتال العنيف بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، مع دخول الحرب أمس شهرها العاشر، وإعادة إطلاق الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن اسرائيل ستعاود إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات حول وقف للنار في القطاع، لافتا إلى وجود «تباعد بين الجانبين».
وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» نقلا عن مصدر رفيع بأن مصر «تستضيف وفودا إسرائيلية وأميركية للتباحث حول النقاط العالقة في اتفاق التهدئة بقطاع غزة».
وبحسب المصدر، فإن «هناك لقاءات مصرية مكثفة مع جميع الأطراف لدفع جهود التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة».
من جهتها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر في «الموساد» مشاركة في المفاوضات، قولها إن هناك «أملا كبيرا في الوصول إلى صفقة»، فيما قالت القناة 13 الإسرائيلية إن المؤسسة الأمنية تقدر أن الفرصة ذهبية الآن للتوصل إلى هدنة، وأن الجهات الأمنية توصي القيادة السياسية باغتنامها.
وفي الأثناء، تصاعدت الضغوط الشعبية على حكومة نتنياهو من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث أغلق متظاهرون إسرائيليون أمس الطرق في تل أبيب لليوم الثاني على التوالي، مطالبين الحكومة بإبرام صفقة لتبادل المحتجزين مع حماس.
وبدأ «يوم التعطيل» على مستوى البلاد الساعة السادسة والنصف صباحا، وهو نفس التوقيت الذي شنت فيه حماس هجومها المباغت على البلدات الإسرائيلية الجنوبية في السابع من أكتوبر. وأوقف متظاهرون يحملون العلم الإسرائيلي حركة المرور عند تقاطع طرق رئيسي في تل أبيب، مطالبين الحكومة بإجراء انتخابات وبذل المزيد من الجهود لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين في غزة. ودفعت الشرطة بتعزيزات أمنية حول مقر إقامة نتنياهو في القدس قبل التظاهرة. ومساء أمس الاول، اشتبك المتظاهرون المناهضون للحكومة الذين أغلقوا طريقا سريعا، مع عناصر شرطة كانوا على ظهور الخيل قبل أن تفتح خراطيم المياه لإخلاء الطريق.
ميدانيا، أعلن الهلال الاحمر الفلسطيني أمس مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلان يبلغان من العمر ثلاث وأربع سنوات، في غارة إسرائيلية على منزل في الزوايدة وسط القطاع.
وقال مسعفون إن ستة أشخاص قتلوا في غارة استهدفت منزلا شمال مدينة غزة. وبحسب الدفاع المدني، فإنه تم «انتشال 3 شهداء وعدد من الجرحي وما زال البحث عن مفقودين تحت الانقاض جراء استهداف طائرة حربية اسرائيلية منزلا» في منطقة الميناء غرب مدينة غزة.
ويستمر القصف الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط القطاع بعد يوم من مقتل 16 شخصا على الاقل في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الجاعوني، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بمخيم النصيرات وتؤوي نازحين في وسط قطاع غزة، بينما ادعى الجيش الإسرائيلي أنه استهدف «إرهابيين».
ونددت وزارة الصحة التابعة لحماس بـ«مجزرة بشعة»، مشيرة إلى أن القصف أسفر أيضا عن إصابة خمسين شخصا آخرين في هذه المدرسة بمخيم النصيرات نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى. ووصفت حركة حماس الهجوم بأنه «مذبحة» بحق «المدنيين النازحين العزل». واعتبرت «ادعاءات الجيش الإسرائيلي بوجود مقاتلين تابعين لها في مدرسة الجاعوني، محض كذب وتضليل».
كما قالت «حماس» عبر النسخة الإنجليزية من قناتها على منصة تلغرام إن «العديد من القتلى والجرحى هم من النساء والأطفال والشيوخ».
وأدانت مصر بأشد العبارات أمس قصف الاحتلال الاسرائيلي للمدرسة، واستنكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مطالبة بضرورة التوقف عن استهداف المدنيين العزل بقطاع غزة وتوفير الحماية والمناطق الآمنة لهم وضرورة امتثال الاحتلال الاسرائيلي لالتزاماته كقوة قائمة بالاحتلال.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة أمس أن حصيلة قتلى الحرب بين إسرائيل والحركة، ارتفعت إلى 38153 على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات «55 شهيدا و123 إصابة خلال 24 ساعة. وأشارت إلى أن إجمالي عدد الجرحى «بلغ 87828 إصابة منذ السابع من أكتوبر».
«الخارجية السعودية»: المملكة تُدين وتستنكر قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تابعة لـ «الأونروا» في غزة
أعربت الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تؤوي النازحين المدنيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وجددت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) «رفض المملكة التام للاستهداف الممنهج ضد المدنيين، مع مطالبتها بالوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية والإغاثية والعاملين فيها، وضرورة تفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية».
«كتائب القسام»: قدراتنا البشرية بخير ونتنياهو يستخدم قضية المحتجزين لتحقيق نصر شخصي
قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن «القدرات البشرية لكتائب القسام بخير كبير»، مؤكدا تجنيد آلاف من المقاتلين الجدد خلال الحرب في غزة التي أكملت شهرها التاسع.
وأضاف أبو عبيدة خلال كلمة مصورة بثتها قناة «الجزيرة» الفضائية أن قدرة مقاتلي «القسام» على القتال والمواجهة باتت أقوى أمام جرائم الاحتلال وإبادته، متعهدا بأن يكون محور نتساريم وسط قطاع غزة «محورا للرعب والقتل وسيخرج منه العدو مندحرا مهزوما».
وأضاف «عززنا القدرات الدفاعية لمواجهة الاحتلال في كل مكان من أرضنا». وأن «هناك آلافا من المقاتلين مستعدون لمواجهة العدو متى لزم الأمر».
وأشار أبوعبيدة إلى أن «كل كتائبنا الـ24 مع كل فصائل المقاومة قاتلت العدو وكسرته بمختلف أرجاء القطاع»، مؤكدا أن «العدو تلقى ـ ولا يزال يتلقى ـ الضربات الموجعة في كل مكان يتوغل فيه داخل قطاع غزة».
وأوضح أن «معركة رفح وما يسطره مجاهدونا في الشجاعية وغيرها دليل على قوة مقاومتنا وفشل العدو وهزيمته».
وشدد على أنه «لا مكان في غزة لقوات تتحصن في البيوت كاللصوص ولا لضباط يختبئون وراء المدرعات»، مؤكدا أن مقاتلي كتائب القسام يقاتلون منذ 9 أشهر ويكسرون جيش الاحتلال.
وبشأن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وجه المتحدث باسم ابوعبيدة كلامه لعائلات المحتجزين قائلا إن «مصير أبنائكم أصبح ألعوبة بيد (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو الذي يسعى لتحقيق نصر شخصي»، معتبرا أن ما تم الكشف عنه من وثائق استخبارية من فشل الاحتلال في السابع من أكتوبر الماضي «نزر يسير مما سنكشف عنه لاحقا».
وحول ظروف المعركة ميدانيا، قال أبو عبيدة «ما زلنا نقاتل في غزة دون دعم خارجي، وما زال شعبنا صامدا بلا غذاء ولا دواء»، لافتا إلى أن «شعبنا لا يزال يتعرض للعدوان والإبادة الجماعية، عقابا له على تمسكه بأرضه».
وقال ابوعبيدة إن «جيش الاحتلال يستخدم المدنيين دروعا بشرية ويقصف البيوت ويستبيح المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس».
وشدد على أن طوفان الأقصى «لم يكن بداية مقاومتنا لعدوان الاحتلال، بل كان انفجارا في وجه جرائم العدو». وأضاف قائلا «نطمئن مجاهدينا وشعبنا وأمتنا بأن طوفان الأقصى من تلك المعارك التي لا تؤول إلا لتحولات كبيرة».
وحول الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، قال أبو عبيدة إن «كابوس تحرك الضفة والقدس وأراضي 48 المحتلة قادم لا محالة». وأضاف أن «ما يجري من تصاعد مستمر للمقاومة في الضفة الغربية هو رد وخيار شعبنا في مواجهة الإبادة الممنهجة».
وتعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها أبو عبيدة منذ أواخر مايو الماضي عندما أعلن إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح وأسير في كمين محكم شمالي القطاع. كما تزامنت كلمته مع مرور 9 أشهر كاملة على الحرب الإسرائيلية على غزة.