يجتمع قادة دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» في واشنطن على مدى ثلاثة ايام، في قمة تهدف إلى تأكيد الدعم لأوكرانيا ويتوقع أن تطغى عليها جهود الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل البقاء السياسي.
وخلال القمة التي انطلقت أمس وتستمر حتى الغد، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف، يحاول بايدن البالغ 81 عاما طمأنة الحلفاء، حيال القيادة الأميركية وقدرته الشخصية على البقاء في الحكم وسط تزايد الدعوات التي تطالبه بالانسحاب من السباق الانتخابي.
وقال بايدن في مقابلة بثت أمس الاول «حلفاؤنا يتطلعون إلى القيادة الأميركية»، مضيفا «من برأيكم يمكنه أن يتدخل في هذه الحالة وفعل ذلك؟ أنا وسعت حلف شمال الأطلسي. أنا عززت الحلف».
وفي ظل الشكوك المحيطة بقدرة بايدن على الحكم، تدرس الدول الأخرى في التحالف المؤلف من 32 عضوا بقلق احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
وخلال حملته الانتخابية، هدد الرئيس الاميركي السابق بالقضاء على مبدأ الدفاع عن النفس بموجب المادة الخامسة من معاهدة إنشاء حلف «الناتو» والتي تنص على أن أي هجوم تتعرض له دولة عضو يعتبر هجوما على جميع الأعضاء.
لكن السياسة الأميركية لن تكون وحدها محط الاهتمام في القمة.
فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيشارك في الاجتماع بعدما تقدم معسكره على اليمين المتشدد الذي كان يرجح حصوله على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية، فيما سيشكل حضور رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر أول رحلة دولية له منذ تسلمه منصبه الأسبوع الماضي، في وقت يصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بعد أيام من اجتماع مثير للجدل عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويحل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على القمة ضيفا على أمل ضمان حصول بلده على مزيد من أنظمة الدفاع الجوي من طراز باتريوت يطالب بها منذ أشهر للتصدي للهجمات الروسية.
ومن المتوقع أن يكون الوعد بتقديم المزيد من الأسلحة أكبر انتصار يحصل عليه الرئيس الأوكراني في وقت تسعى قواته بصعوبة للحفاظ على مواقعها بعد عامين ونصف من بدء الغزو الروسي.
ووسط قلقهما من جر حلف شمال الأطلسي إلى حرب مع روسيا، سدت الولايات المتحدة وألمانيا الطريق على أي حديث عن منح أوكرانيا دعوة واضحة للانضمام إلى التكتل الدفاعي.
لكن يتوقع أن يتعهد أعضاء «الناتو» بمواصلة دعم أوكرانيا أقله بالوتيرة نفسها المعتمدة منذ بدء الحرب أي بما قدره 40 مليار يورو سنويا، لعام إضافي على الأقل.
من جهته، أكد «الكرملين» انه يتابع من كثب قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن ويحضرها الرئيس الأوكراني.
وقال المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف للصحافيين أمس إن موسكو «ستتابع باهتمام بالغ لهجة المحادثات والقرارات التي سيتم اتخاذها».
وأضاف «الناتو تحالف يعتبر أن روسيا عدو وخصم».
وأشار إلى أن الحلف «أعلن بانتظام عن هدفه المتمثل في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة» و«يشارك بشكل مباشر في النزاع الأوكراني إلى جانب أوكرانيا».