بيروت - ناجي شربل - أحمد عز الدين
اقتصرت الحركة السياسية في لبنان أمس على ترقب نتائج المحادثات الخاصة باتفاق وقت إطلاق النار في غزة، على أمل انعكاس ذلك على «جبهة الإسناد» الجنوبية التي فتحها «حزب الله» في الثامن أكتوبر الماضي.
وفي مواجهة التصعيد الإسرائيلي يتحرك لبنان الرسمي عبر التواصل مع عواصم القرار بهدف خفض التصعيد متسلحا بالمطالبة بتنفيذ القرار 1701، والتشديد على التمسك بتنفيذه بكل مندرجاته، على اعتبار انه الخيار الوحيد الذي يمكن ان يوفر الأمن والاستقرار على الحدود.
وتحدث مصـدر مطلع لـ«الأنباء» عن تقاطع معلومات من مصادر ديبلوماسية مع ما تتحدث عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن احتمال اللجوء إلى ردود سياسية او عملية اغتيال من قبل «حزب الله» ردا على قتل إسرائيل مسؤوله العسكري الأرفع فؤاد شكر، من دون تغييب الرد العسكري في حال فشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق لوقف النار.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية عن الاشتباه بطائرة مسيرة تابعة لـ «حزب الله» حلقت قرب منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية. ورجحت المصادر ان ذلك قد يكون رسالة ليس أكثر، ولا يصل إلى مرحلة الاستهداف الجدي.
والى جانب السعي لوقف الحرب، والعمل على عدم توسعها، استمرت الأزمات الداخلية، وجديدها المكرر الانقطاع الشامل للتيار الكهربائي الذي تؤمنه الدولة عبر شركة «كهرباء لبنان» الرسمية.
وتحولت هذه الأزمة الى مادة سجال إضافية بين أهل السياسة. ولفت أمس بيان صادر عن رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع ضمنه انتقادا لحكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، بعد انتقاد أول يوم الجمعة الماضي، أحدث ضجة في البلد إثر ردود خرجت عن الطابع السياسي إلى أمور تطول التركيبة اللبنانية.
وقال جعجع في بيان: «لقد امتعض البعض عندما قلنا إن الأكثرية في هذه الحكومة ترتكب خيانة عظمى بتركها المواطن اللبناني، إن في الجنوب، أو في المناطق اللبنانية كافة، تحت رحمة أحداث عسكرية مفتوحة المدى، ومن دون ان تتحمل هذه الأكثرية مسؤولياتها في حماية المواطن اللبناني وتأمين سلامته واستقراره. ولم يكتف البعض في هذه الحكومة بارتكاب خيانة عظمى، بل يقوم أيضا بارتكاب خيانة صغرى، من خلال مزيد من حرمان المواطن اللبناني المحروم أصلا بضع ساعات كهرباء كانت مؤمنة له، وذلك بعدما كانت مؤسسة كهرباء لبنان قد رفعت أسعار الكهرباء والتي أصبحت مع ملحقاتها توازي في مكان ما أسعار المولدات في الأحياء».
وأضاف ان أزمة الكهرباء التي وقعت في اليومين الأخيرين «تدل على ان إدارة قطاع الكهرباء كما هي عليه منذ 15 سنة.. وهي فاشلة تماما ولا مؤشر يدل على ان هذه الإدارة ستتغير. ولذا، لم يبق سوى حل واحد وهو إشراك القطاع الخاص فورا في عملية توليد الكهرباء وتوزيعها في لبنان».
وطالب جعجع رئيس اللجنة النيابية للأشغال النائب سجيع عطية بـ«استعجال مناقشة اقتراح قانون أو أكثر موجودين أمامه لإشراك القطاع الخاص، وإرسالها إلى اللجان المشتركة في أسرع وقت»، كما طالب «الرئيس نبيه بري بالدعوة إلى جلسة تشريعية تحت بند الضرورة القصوى، لأن إخراج المواطن اللبناني من العتمة هو أقصى الضرورات التي تتطلب إقرار قانون واضح وصريح لإشراك القطاع الخاص في إنتاج الكهرباء وتوزيعها في لبنان».
بدوره، طلب ميقاتي في كتاب وجهه إلى رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية «إجراء تحقيق فوري في موضوع الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي مع جميع الاشخاص المعنيين في هذه المسألة من دون استثناء، والإفادة في سبيل ترتيب المسؤوليات القانونية يناء على نتيجة هذه التحقيقات».
في الحركة بالضاحية الجنوبية، وبعد جولة ميدانية لـ «الأنباء»، أمكن ملاحظة ان عمليات المغادرة توقفت، واقتصرت في الأسبوعين الماضيين اللذين اعتبرا الأكثر توترا منذ بدء المواجهات في أكتوبر الماضي، على الأسر التي تملك منازل في مناطق أخرى، والأسر المقتدرة ماديا التي سارعت إلى استئجار منازل في مناطق جبلية لتمضية فصل الصيف.
الا ان الحركة في الشوارع الداخلية استمرت أقل مما كانت عليه سابقا، في فترات كانت تعرف بالذروة في ساعات النهار وحتى ساعات متقدمة ليلا.
كما أمكن ملاحظة تردد قسم كبير من المقيمين في تلك المنطقة المكتظة، في حجز اللوازم الخاصة بالسنة الدراسية المقرر انطلاقها في سبتمبر المقبل.
وأفاد عدد من أصحاب المكتبات وأولياء تلاميذ، «عن ترقب لمعرفة ما إذا كان العام الدراسي سينطلق في موعده». بينما ذكر صاحب مكتبة انه عمل على تأمين لوائح الكتب التي أصدرتها المدارس في المنطقة إلى لوازم القرطاسية الخاصة بالتلامذة، «لكن بكميات أقل، مع توقع ازدياد الطلب من الأهل وتحركهم وقت التأكد من عودة الأمور إلى طبيعتها قريبا».
في حين ذكر قاسم الذي يملك عددا من الحافلات الصغيرة المخصصة للنقل العمومي الداخلي، انه راجع إدارة المدرسة، ودفع نسبة صغيرة من القسط السنوي عن أولاده الثلاثة، مشيرا إلى اعتقاده ببت مصير السنة الدراسية في المنطقة بعد التأكد من عودة الأمور إلى طبيعتها.
في الميدان الجنوبي، أغارت مسيرة إسرائيلية أمس على منطقة عبرا في حولا، ما أدى إلى سقوط قتيلين. ثم استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة عيتا الشعب بالقذائف الثقيلة، تلاه استهداف بغارتين، ما أدى إلى اضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية.
وكان الجيش الإسرائيلي أطلق صباحا نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه الأحراج المتاخمة للخط الأزرق عند أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وجبل العلام.
بدوره، أعلن «حزب الله» التصدي لمجموعة من الجنود الإسرائيليين حاولت التسلل إلى حرش حدب عيتا صباح أمس. وبعد الظهر خرق الطيران الإسرائيلي على دفعتين جدار الصوت فوق العاصمة بيروت وكسروان، وجزين.