القاهرة - خديجة حمودة
أكدت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج أن مصر كانت في طليعة الدول المساهمة في إحلال السلام عالميا، بدءا من دورها كمؤسس للأمم المتحدة، ولتجمعات الجنوب العالمي، وعلى رأسها حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ 77 المطالبة بنظام دولي منصف، عادل، يحترم القانون الدولي ويحقق التطلعات التنموية لشعوب العالم أجمع، وهي الضمانة الأوثق لصيانة السلم والأمن الدوليين.
وذكرت الوزارة أن مصر تحيي، جنبا إلى جنب مع منظمة الأمم المتحدة، يوم السلام العالمي، لتطالب من خلاله باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لإنهاء الحروب الجارية وتعزيز عمليات السلام اللازمة طبقا لقواعد القانون الدولي القائمة وتفعيلا لمبادئ ومقاصد المنظمة العالمية.
وأضافت أن هذا الدور الرائد في جهود إحلال السلام امتد أيضا إلى جميع الأزمات في الدول المجاورة، وعلى رأسها ليبيا والسودان والصومال من خلال الحفاظ على المؤسسات الوطنية في دول الجوار وتمكينها من أداء المسؤولية المنوطة بها لخدمة لشعوبها وتحقيقا لتطلعاتها. ولا تقتصر مساهمة مصر على المشاركة النشطة في جميع محادثات السلام ذات الصلة، وإنما تقوم كذلك بتسخير كل قدراتها في دعم تلك الدول الشقيقة المجاورة لتجاوز محنتها الحالية واستعادة السلام والاستقرار المنشودين.
أما على الصعيد المفاهيمي، فقد كانت مصر رائدة في طرح رؤية لتحقيق السلام عالميا، إذ كانت أول من طالب بمقاربة شاملة لبنية السلم والأمن الأممية، بمكونات صنع، وحفظ، واستدامة السلام، وذلك إبان عضويتها الأخيرة في مجلس الأمن عامي 2016/20217 ليتجاوز تعامل المجتمع الدولي التناول الجزئي الضيق للأزمات الدولية، وعلى نحو ما ساهمت به مصر في إقامة بنية السلم والأمن الأفريقية بتلك الأركان الثلاثة.
كذلك لم تبخل مصر بأفكارها في طرح رؤية شاملة متسقة عن الحوكمة العالمية، إذ استضافت منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في يوليو الماضي استعدادا لقمة المستقبل، بعنوان «افريقيا في عالم متغير: إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية». وتناولت استنتاجات المنتدى أولويات التعددية، والحوكمة العالمية، وأجندة الوقاية العالمية والسلام المستدام، والترابط بين السلام والأمن والتنمية، ومستقبل عمليات السلام في أفريقيا، ودور الشباب من خلال التعليم لبناء السلام. وفي سياق مكمل، تشارك مصر في المجموعة الاستشارية لصندوق بناء السلام.
وأوضحت «الخارجية» - في بيان بمناسبة يوم السلام العالمي- أن مصر تعمل على تكامل المنظومة الأممية والأفريقية لصيانة السلم والأمن الدوليين، من خلال عضويتها الحالية بمجلس السلم والأمن الأفريقي والاجتماعات التي سيعقدها تحت رئاسة مصر مع مجلس الأمن الأممي، جنبا إلى جنب مع تكامل دور مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراعات، الذي تستضيفه مصر، مع لجنة وصندوق بناء السلام الأممي، بما يعظم من الموارد المتاحة ويحقق التناغم والتنسيق المطلوبين.
ولم يقتصر دور مصر في ربط الجهود الإقليمية بالأممية على النطاق الأفريقي، فقد قامت مصر خلال رئاستها الأخيرة لمجلس الأمن في 2016 بمبادرة لعقد أول اجتماع مشترك مع مجلس جامعة الدول العربية بمقرها في القاهرة بعد سنوات طويلة من إنشاء المنظمتين، ليستكمل ذلك التشاور بين أمانتي المنظمتين.
وعلى صعيد بناء القدرات، فقد أسست مصر مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في عام 1994، بهدف المساهمة الفعالة في تدريب وتأهيل الكوادر المصرية والعربية والأفريقية والفرانكفونية، سواء العسكرية أو الشرطية أو المدنية في مجال حفظ السلام الذي كانت مصر، ولا تزال، رائدة فيه وهو ما ستحتفل به مجددا في اليوم العالمي لحفظة السلام في 29 مايو المقبل.
ووفقا للبيان، يتم الاحتفال هذا العام تحت عنوان «زرع ثقافة السلام»، إذ تؤكد مصر - في هذا اليوم العالمي الذي تتصادف ذكراه مع مرور ربع قرن على اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة عمل ثقافة السلام - على أهمية الدور الذي تضطلع به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في بناء حصون السلام في عقول البشر، وهو الدور الذي بات اليوم أكثر إلحاحا من أي وقت مضي. ولقد كانت مصر من أولى الدول المشاركة في تأسيس هذه المنظمة الدولية المهمة، وأولتها اهتماما كبيرا من خلال مشاركتها النشطة في مجالسها ولجانها المختلفة، اقتناعا منها بأن نشر السلام وتعزيز القيم الإنسانية لا يمكن أن يأتي دون توظيف التربية والعلم والثقافة والاتصال والمعلومات لتعزيز التعاون والاحترام المتبادل بين كل شعوب العالم دون تفرقة.