يبدي الناخبون الأميركيون القليل من التفاؤل تجاه الوضع الاقتصادي الذي يشكل إحدى أولويات المقترعين، قبل أقل من شهر من انتخابات رئاسية متقاربة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديموقراطية كامالا هاريس، وذلك بالرغم من أن الاقتصاد في الولايات المتحدة يظهر انتعاشا بشكل غير متوقع، فضلا عن تجاوز خلق فرص العمل مستوى التطلعات.
وبحسب استطلاع أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع كلية «سيينا» نشر مؤخرا، فإن نصف المستطلعين تقريبا يعتبرون أن الوضع الاقتصادي «سيئ»، وذلك رغم تباطؤ التضخم وعدم حدوث الركود المتوقع وارتفاع الاستهلاك وسوق العمل الواعد.
واعتبرت جوان هسو، مسؤولة الاستطلاعات الشهرية المعنية بثقة المستهلك في جامعة ميشيغان أن «الأسعار المرتفعة ترهق جيوب الناس وهذا ما يؤثر بالفعل على ثقة المستهلك، على الرغم من أن المؤشرات جيدة»، بعد 3 سنوات من التضخم المرتفع.
وازدادت الأسعار في الواقع بنسبة 20% عما كانت عليه في مطلع 2020، ولذلك رأى راين سويت، الخبير الاقتصادي في شركة أكسفورد إيكونوميكس للاستشارات «أن مجرد رؤية الأسعار ترتفع بانتظام يؤثر على النفسية على نحو جماعي، خاصة بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط». ويستغل المرشح الجمهوري دونالد ترامب هذا الجانب بانتظام لجذب الناخبين، مشيرا إلى أن الأسعار ارتفعت كثيرا عما كانت عليه خلال ولايته.
وقال في أوغستا بولاية جورجيا «دمر التضخم اقتصادنا». وأكد ترامب مؤخرا خلال تجمع في جونو بولاية ويسكونسن أنه «مع وجود (كامالا هاريس) في السلطة، سيرتفع التضخم بشكل حاد»، متعهدا على العكس من ذلك، في حال فوزه في الانتخابات، بأنه «منذ اليوم الأول لإدارتي الجديدة... سوف نجعل أميركا من جديد ميسورة التكلفة».
وبات الحزب الديموقراطي أكثر قناعة بتأثير الاقتصاد منذ ترشيح هاريس بعد انسحاب جو بايدن في يوليو الماضي.
وفي استطلاع أجرته جامعة ميشيغان ونشر في 20 سبتمبر المنصرم، رأى 41% من المشاركين أن هاريس «أفضل بالنسبة للاقتصاد» مقابل 38% لترامب. في حين أظهر استطلاع مماثل في يوليو 2024، عندما كان جو بايدن لا يزال مرشحا، تقدم ترامب بنسبة 40% مقابل 35%.
وفي غضون ذلك، نقى الرئيس السابق دونالد ترامب بشدة ما ورد بخصوصه في الكتاب الجديد للصحافي الاستقصائي، بوب وودوارد، المعنون:«الحرب» والذي يتوقع صدوره قريبا.
وفي مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز»، وصف، ترامب مؤلف الكتاب وودوارد بأنه «مجرد راو، راو سيئ في الواقع. لقد فقد صوابه تماما».
كما سارعت الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري، لنفي ما ورد في الكتاب، وقال المتحدث باسمها ستيفن شونغ لفرانس برس إن «أيا من هذه الروايات المختلقة من قبل بوب وودوورد ليست صحيحة، هي ابتكار من رجل مجنون وغير موزون».
ورأى شونغ أن هذا الكتاب «يصلح لاستخدامه كورق للمرحاض».
ويقول الصحافي بوب وودوورد في كتابه، إن ترامب أرسل أثناء فرة رئاسته، اختبارات كوفيد-19 إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل سري في العام 2020، بينما كانت روسيا تعاني نقصا في هذا المجال.
ويعد وودوورد من أبرز الصحافيين المطلعين على خبايا البيت الأبيض، وبرز اسمه بعدما كشف وزميله في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية كارل برنستين فضيحة «ووترغيت» التي أدت لاستقالة الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974.
ووفق مقتطفات من الكتاب تداولتها وسائل إعلام أميركية، أرسل ترامب إلى بوتين حزمة من اختبارات كوفيد في عام 2020 في ذروة الجائحة. وسعى الرئيس الروسي إلى إبقاء الأمر طي الكتمان لتجنب أي تداعيات سياسية.
وبحسب وودوورد، قال بوتين لترامب: «لا أريدك أن تخبر أحدا لأن الناس سيغضبون منك لا مني».
ونقل وودوورد عن مساعد لترامب لم يذكر اسمه، قوله إن الرئيس السابق تواصل مع بوتين 7 مرات منذ نهاية ولايته الرئاسية مطلع العام 2021، على رغم أن الولايات المتحدة بإدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن، هي أبرز داعمي أوكرانيا سياسيا وعسكريا في مواجهة الغزو الروسي.
وأوردت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها عن الكتاب بأن ترامب طلب من أحد مساعديه في مطلع العام 2024 أن يغادر مكتبه في منتجع مالاراغو الذي يملكه في فلوريدا، لأنه أراد أن يجري محادثة خاصة مع الرئيس الروسي.
ونفى الكرملين حصول التواصل الهاتفي. ونقل موقع «آر بي كاي» الإخباري الروسي عن المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف قوله: «كلا، لم يحصل ذلك».
ويتطرق الكتاب بشكل موجز إلى دور هاريس كنائبة لبايدن «بالكاد تؤدي دورا مؤثرا في تحديد السياسة الخارجية».
وردا على سؤال بشأن الكتاب، قالت هاريس للإعلامي الأميركي هاورد ستيرن إن ترامب خضع للتلاعب خلال كارثة صحية شهدت «وفاة مئات الأميركيين يوميا».
وتابعت: «كان الجميع يسعى للحصول على عدة الاختبار (وترامب) كان يقوم بإرسالها إلى روسيا».