بيروت - بولين فاضل
يوم اغتيال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في 27 سبتمبر الماضي، ليس كما قبله لهرمية الحزب وبيئته ومؤسساته، ومن بينها المؤسسات الإعلامية التابعة له أو المغردة في فلكه.
ثمة ما طرأ على المواقع والمقرات لحسابات على علاقة بصون أمنها والنأي بها عن الاستهداف الإسرائيلي، والبداية كانت ليلة اغتيال «السيد»، حيث عمدت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة للحزب ومقرها في الضاحية الجنوبية لبيروت (خلال حرب يوليو 2006 تم قصف مبنى آخر للقناة في الضاحية بحي الأميركان) إلى إخلاء المبنى والانتقال بسرية إلى مكان آخر محصن تحت الأرض لا يزال مجهولا.
أما قناة «الميادين» الممولة من إيران شأنها شأن 7 تلفزيونات أخرى منضوية تحت ما يعرف بـ «اتحاد القنوات التلفزيونية والإذاعية الإسلامية»، فمقراتها تقع في منطقة بئر حسن المتاخمة للضاحية الجنوبية. ويقع مقر «الميادين» تحديدا في مكان قريب نسبيا من مقر السفارة الإيرانية (على بعد مئات الأمتار شرقا). وبعدما راجت أخبار عن انتقال قسم كبير من العاملين في المحطة إلى فندق «الحبتور» في منطقة سن الفيل في المتن، للعمل من هناك مقابل مجموعة أخرى غادرت إلى العراق واتخذته مكانا للإقامة والعمل، اكتفى مسؤول بارز في المحطة ردا على استفسار«الأنباء» عن صحة هذه المعلومات بالقول: «نحن موجودون في لبنان ونعمل من لبنان». إلا ان معلومات موثوقة تحدثت عن انتقال 85 شخصا من طاقم القناة إلى العراق.
وعلى خط مغادرة لبنانيين إلى العراق عن طريق سورية، وبحسب معطيات ومعلومات توافرت لـ «الأنباء»، فإن أكثر من 10 آلاف لبناني حتى اليوم وبخاصة من أبناء الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، دخلوا إلى العراق ومن بينهم من لديهم أقارب يقيمون هناك أو يملكون مصالح تجارية، لاسيما في النجف وكربلاء وحتى في بغداد.
كما ثمة عناصر منتمية إلى «حزب الله» غادرت إلى العراق، لكنها ليست من صفوف المقاتلين وإنما من الإداريين في الحزب، فضلا عن عائلات لأفراده.
وعلمت «الأنباء» أنه «يتم تنظيم عملية انتقال العائلات اللبنانية إلى العراق بتنسيق مع احد الفصائل التابع لإيران تمويلا وتسليحا وتنظيما، حيث تصل العائلات من لبنان برا إلى دمشق وتحديدا إلى فندق مستأجر من الحشد الشعبي قرب مقام السيدة زينب على بعد 7 كيلومترات شرق دمشق. وفي أقل من 24 ساعة يتم نقلها عبر معبر البوكمال إلى العراق في رحلة تستغرق 8 ساعات. ولدى الوصول تقيم كل عائلة في منزل مستقل ومكتمل التجهيزات في مناطق ذات غالبية شيعية كما في وسط العراق وجنوبه فضلا عن محافظتي ديالى وصلاح الدين، ويجري تأمين كل طلباتها وحاجاتها، حتى أنه يمكن للعائلات التي لديها أولاد إرسالهم إلى المدارس هناك كي لا يضيع عليهم العام الدراسي.
كذلك يغادر من استطاع إلى حجز تذكرة سفر سبيلا، عبر رحلات مباشرة لـ «الميدل إيست» إلى بغداد. وفي ضوء اتخاذ العراق وجهة نزوح من بعض اللبنانيين، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني منع استخدام كلمة نازحين على اللبنانيين القادمين إلى العراق واستبدالها بكلمة «ضيوف العراق».