التشاؤم
انا سيدة معي قليل من الوسواس، اذا رأيت حادث سيارة في ذهابي للعمل أتشاءم طوال اليوم، وأقول في نفسي اليوم سيحدث لي مكروه، وأظل طوال الوقت قلقة حتى أرجع الى البيت، فهل علي شيء من حكم الشرع وأنا احاول التخلص من هذه الصفة السيئة ولا أستطيع؟
٭ لا يجوز التشاؤم من أشياء معينة، كرؤية قط أسود، والتشاؤم أو التطير من افعال الجاهلية قبل الاسلام، فجاء الاسلام وابطله، بل وعدّه من الكبائر، واذا اعتقد المسلم ان ما تطير او تشاءم فيه يؤثر فيما سيقدم عليه من عمل فإن ذلك شرك وكفر، والعياذ بالله، فكل شيء يرجع الى ارادة وقدرة الله تبارك وتعالى، قال صلوات الله وسلامه عليه مبينا حرمة التطير والتشاؤم «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر» (البخاري 214/10 ـ مسلم 1742/4)، قال صلى الله عليه وسلم «ليس منا من تطير ولا من تطير له» (حديث حسن).
اما التفاؤل فمشروع، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل كما جاء في الأثر «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير، وكان يحب أن يسمع: يا راشد يا نجيح» (احمد 94/4 ـ الترمذي 161/4)، وقال صلى الله عليه وسلم «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح» (البخاري 214/10).
الابتلاء
ما صحة القول إن الانسان المسلم اذا ابتلاه الله فأخذ نور عينيه وأصبح أعمى أنه يدخل الجنة، وما أريد معرفته هل هذا الجزاء العظيم لمن ولد أعمى أو لمن فقد نظره عند الكبر أو بسبب حادث معين؟ وهل الصبر مع فقد الولد الصغير او الكبير له ثواب الجنة كما ورد في بعض الاحاديث؟
٭ وعد الله تبارك وتعالى عبده المؤمن اذا اخذ نور عينيه وصبر فإن جزاءه الجنة، وقد ورد عن انس رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول «ان الله تعالى قال: اذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته عنهما الجنة، يريد عينيه» (البخاري 191/10)، وهذا الوعد العظيم هو لمن رضي بقضاء الله وصبر، وقد وعد الله الصابرين بالأجر العظيم، قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، وقد وعد الله من صبر على فقد ولده الجنة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة» (البخاري 191/11).
كتابة الاسم على المسجد
والدتي بنت أكثر من مسجد داخل البلاد وخارجها وترفض ان يذكر اسمها او حتى اسم العائلة على المسجد، فهل لو كتبت يكون من الرياء كما تقول هي وأن هذا يحبط الأجر، فهل كلامها صحيح؟
٭ لا بأس ان يكتب على المسجد اسم بانيه رجلا أو امرأة من غير ان يكون القصد الشهرة والسمعة، وإنما يبنيه لله تعالى ابتغاء مرضاته، ودعاء الناس له بالخير، والاولى ان يذكر عليه اسما محببا كالفضيلة والرحمة والنور وما الى ذلك، او يذكر عليه اسم صحابي ليذكر به وبجميل افعاله ليقتدي به غيره، فإن بنى بقصد الشهرة والسمعة فيخشى ألا يكون له حظ من الأجر، فأجره شهرته وسمعته، وقد اخذها.