أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس عن تدابير بخصوص الميزانية وذلك بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قطع المساهمات عن المنظمة والتي تقدر بـ18% من الميزانية ما يجعلها أكبر دولة مساهمة.
وأوضح غيبريسوس في تقريره السنوي أمام المجلس التنفيذي للمنظمة المنعقد في جنيف حتى 11 فبراير الجاري، أهم التدابير في ظل هذه الأزمة المالية أبرزها إعادة توجيه الموارد لتغطية الأنشطة ذات الأولوية القصوى وتجميد عمليات التوظيف باستثناء الوظائف الأكثر أهمية وتقليل النفقات إلى جانب إعادة التفاوض على العقود الرئيسية لخفض التكاليف التشغيلية وتقليص الاستثمارات.
وأكد أن الهدف الرئيسي لهذه الإجراءات هو حماية موظفي المنظمة الذين يعملون في أصعب الظروف حول العالم من قطاع غزة إلى السودان لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية الأساسية في هذه المناطق.
وردا على الادعاءات الأميركية حول «فشل المنظمة في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة» شدد غيبريسوس على أن المنظمة نفذت على مدار السبع السنوات الماضية «أعمق وأوسع إصلاحات في تاريخها وبتوجيه الدول الأعضاء وإشرافها».
وأوضح أن عملية الإصلاح شملت إعادة هيكلة شاملة لنموذج العمل والحوكمة الداخلية وتحسين آليات التمويل لتقليل الاعتماد على عدد محدود من المانحين التقليديين وتعزيز قدرة المنظمة على الاستجابة للأزمات الصحية العالمية من خلال فرق الطوارئ والمبادرات الجديدة بالإضافة إلى تنفيذ 85 من أصل 97 توصية صادرة عن مجموعة العمل المكلفة بالإصلاح.
وبخصوص الاتهامات الأميركية بفرض «مساهمات غير عادلة» على الولايات المتحدة، قال غيبريسوس إن الدول الأعضاء تدرك كيف يتم حساب المساهمات المقررة وإن بعض الدول تختار تقديم مساهمات طوعية أعلى من غيرها مؤكدا أن معالجة اختلال التوازن في المساهمات المقررة والطوعية من «الأولويات الرئيسية» في عملية إصلاح المنظمة.
وأضاف أنه أوصى لجنة البرامج والمالية بزيادة المساهمات المقررة للدول بنسبة 20% آملا من المجلس التنفيذي اعتماد هذه التوصية التي اعتبرها جزءا حيويا من خطة المنظمة لتوسيع قاعدة المانحين وتقليل العبء المالي على المانحين التقليديين على الأمد الطويل بما في ذلك الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بالاتهامات الأميركية حول سوء تعامل المنظمة مع جائحة فيروس (كورونا المستجد ـ كوفيد 19) والأزمات الصحية العالمية ذكر غيبريسوس أن المنظمة ومنذ تلقيها أول إشارات حول «التهاب رئوي فيروسي» في مدينة (ووهان) الصينية فعلت نظام إدارة الطوارئ وأصدرت تحذيرا عالميا واستدعت خبراء الصحة كما نشرت إرشادات شاملة للدول حول كيفية حماية شعوبها ونظمها الصحية وذلك قبل تسجيل أول حالة وفاة في الصين في يناير 2020.
وأضاف أن المنظمة اتخذت عددا من التدابير لتعزيز الأمن الصحي العالمي بينها إنشاء صندوق للجوائح وإنشاء مركز للاستخبارات الوبائية ومركز لنقل تكنولوجيا اللقاحات ومركز للتدريب العالمي للتصنيع الحيوي وفيلق الطوارئ الصحية العالمي وشبكة الطوارئ المؤقتة للتدابير الطبية إلى جانب التزام الدول الأعضاء بالانتهاء من المفاوضات حول «الاتفاقية الدولية بشأن الجوائح» قبل انعقاد جمعية الصحة العالمية هذا العام.