يبحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة في قطاع غزة خلال لقائه اليوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أكد تحقيق «تقدم» في المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى.
ووصل نتنياهو أمس الاول إلى العاصمة الأميركية، حيث سيكون أول مسؤول أجنبي يستقبله ترامب بعد تنصيبه، ما يرمز الى التحالف الثابت بين البلدين.
وفي السياق، ذكرت هيئة عائلات الأسرى في غزة ان نتنياهو سيحاول التلاعب بترامب كما خدع بايدن للنجاة بالائتلاف الحكومي.
واضافت: قبل لقاء ترامب بنتنياهو مخرب الصفقات علينا رفع الصوت ضد من يحاولون عرقلتها، وقالت ان ترامب أثبت أنه الرافعة الأكثر فاعلية للضغط على نتنياهو.
وتجري الزيارة فيما يتوقع استئناف المفاوضات من خلال الوسطاء بين إسرائيل وحركة «حماس» بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، والتي يفترض أن تؤدي إلى إطلاق سراح آخر الرهائن المحتجزين في القطاع وإنهاء الحرب. وأعلن نتنياهو قبل سفره إلى الولايات المتحدة أنه سيبحث مع ترامب «الانتصار على (حماس)، وعودة جميع رهائننا ومحاربة المحور الإيراني بكل أبعاده».
وأشار إلى أن قرارات إسرائيل أثناء الحرب أعادت تشكيل الشرق الأوسط وهو أمر يمكن لدعم ترامب أن يدفع به إلى الأمام.
وقال «أعتقد أنه من خلال العمل عن كثب مع الرئيس ترامب، سيكون بإمكاننا إعادة رسم (خارطة الشرق الأوسط) بشكل إضافي وأفضل».
وبعد عمليات تبادل الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية التي جرت في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الساري المفعول منذ منتصف يناير الماضي، لا يزال نحو 50 رهينة محتجزين في قطاع غزة، بعضهم لقي حتفه.
إلى ذلك، أدانت الرئاسة الفلسطينية في بيان أمس المخططات الإسرائيلية «لتهجير المواطنين والتطهير العرقي» في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت الإدارة الأميركية بالتدخل، في وقت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 70 فلسطينيا منذ بداية العام 2025.
وفي البيان، أدان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نـبـيـل أبـورديـنـة «قـيام سلطات الاحتلال بتوسيع حربها الشاملة على شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية لتنفيذ مخططاتها الرامية لتـهـجـير المواطنين والتطهير العرقي».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية من جانبها أن 70 فلسطينيا قتلوا في الضفة الغربية منذ بداية العام الحالي، من بينهم 10 أطفال وامرأة ومسنان.
ودعـا الـبـيـان الإدارة الأميركية إلى التدخل «قبل فوات الأوان»، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزور واشنطن.
وتأتي الإدانة الفلسطينية لإسرائيل في ظل عملية عسكرية ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيمي جنين وطولكرم في شمال الضفة الغربية منذ أواسط يناير وأسفرت عن مقتل 29 فلسطينيا، إضافة إلى تفجير عشرات المباني والمساكن، خاصة في مخيم جنين.
في الأثناء، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمق سيطرته على شمال الضفة الغربية.
وقالت ان قوات الاحتلال تركز عملياتها في 3 مواقع هي جنين وطولكرم وطمون والفارعة التي هي جزء من القرى الخمس، وذلك من أجل تفكيك البنية التحتية للمقاومة، والكشف عن الطرقات المفخخة، وإحباط المسلحين.
من جهة اخرى، قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة مروان الهمص لقناة «الجزيرة»: لدينا نحو 25 ألف مريض في قطاع غزة، ونؤكد أن ما يصل إلينا من مساعدات أقل مما كان يدخل سابقا.
وأضاف: نعاني نقصا بالمستلزمات الطبية ونحذر من انتشار الأوبئة، مؤكدا ان مستشفيات العودة وكمال عدوان والإندونيسي غير صالحة للعمل. وقال ان الاحتلال الاسرائيلي يعوق إدخال المستلزمات الطبية لمرضى الفشل الكلوي، ولا مبرر للاحتلال أو لأي طرف لعدم إنقاذ المنظومة الصحية.
وأكد الهمص ان مدينة رفح منكوبة على كل الصعد وتحديدا في القطاع الصحي.
من جهته، قال وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبوالريش ان المساعدات الطبية لا تلبي 20% من الاحتياجات العاجلة ونحذر من تلاعب في قوائم الأولويات.
وأكد أبوالريش «أهمية الإسراع بإدخال اللوازم الطبية لتقديم الحد الأدنى من الخدمة الطبية»، مضيفا ان الجهات الدولية استملت قوائم الاحتياجات الطبية لكن ما يصل ليس ضمن دائرة الأولويات.
وحذر من سياسة التلاعب في إدخال المساعدات عبر تأخير الضروري وتقديم غير المهم.
بدوره، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة «الحاجة الملحة لتوفير المأوى للنازحين الذين فقدوا منازلهم في العدوان».
وطالب المكتب «الضامنين والمجتمع الدولي والوسطاء الضغط على الاحتلال لإدخال مواد الإيواء فورا».