بيروت ـ عامر زين الدين
وقع لبنان تحت تأثير عاصفة ثلجية طال انتظارها، بعد مرحلة بالغة الصعوبة اتسمت بجفاف مائي لافت، ودق ناقوس الخطر حول مستقبل الأمن المائي، خصوصا في فترة الصيف المقبل.
كثير من الناس والجمعيات العلمية والزراعية والبيئية المعنية، دعوا خلال الفترة المنصرمة إلى «صلاة الاستسقاء» ابتهالا بهطول المطر، للتخفيف من وطأة الهواجس والأخطار بهذا الخصوص. وعززت تلك المخاوف عوامل الجفاف الذي يأتي على البحيرات مثل القرعون، حيث انخفض مستوى المياه فيها إلى مستوى قياسي. والمشهد ينطبق على بقية المستنقعات والمجاري المائية.
شهر فبراير أعاد مع العاصفة التي بدأت أمس الحياة الطبيعية إلى الأرض والأنهر والعناصر المائية، بعدما غطت طبقات الثلج التي بدأت منذ ساعات الصباح الأولى الجبال والمرتفعات المتوسطة في المناطق، اعتبارا من ارتفاع 900 متر وما فوق عن سطح البحر.
اما المناطق التي غمرها الثلج الأبيض، فتسببت بقطع الطرق الرئيسية، لاسيما الطريق الدولي بين بيروت ودمشق في منطقة ظهر البيدر. وكذلك الطرق الرئيسية، التي تشكل بدورها الشريان الحيوي، وعزلتها عن بعضها البعض، مثل الشوف والبقاع، والمتن الشمالي مع زحلة، واهدن وبشري والضنية ومناطق شمالية عدة، وبعلبك الهرمل.
العاصفة الثلجية التي قطعت أوصال البلدات والقرى تسببت بتوقف مؤسسات عدة عن العمل، وبتعطيل للمدارس والثانويات والجامعات في مناطق جبلية عدة، بعدما ترافقت مع عواصف رعدية وضباب كثيف، وصواعق الحقت أضرارا بخطوط التيار الكهربائي والهاتف وشبكة الانترنت.
وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية وعدد من المعنيين بأحوال الطقس، بحسب بيانات اصدرتها بهذا الخصوص، انحسار العاصفة الثلجية الجمعة، على ان يستمر هطول المطر ليوم غد السبت، من دون تحديد كمية الأمطار والمتساقطات ومدى قدرتها على تعويض فترة الجفاف السابقة.