سيطر الجيش السوداني على أحد آخر معاقل قوات الدعم السريع في شمال الخرطوم، مقتربا بذلك من السيطرة بشكل كامل على منطقة شمال الخرطوم التي تشكل إلى جانب الخرطوم وأم درمان عاصمة السودان.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله في بيان «اكملت قواتنا مع الوحدات المتحالفة معها تطهير منطقة ابوقوتة ومناطق بشرق النيل وكافوري من شرازم ميليشيات دقلو الإرهابية»، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب «حميدتي».
وهذه المنطقة التي تعد واحدة من أغنى مناطق الخرطوم ويسكنها مليون نسمة، تشكل معقلا لقوات الدعم السريع.
وفي سياق متصل، قال مصدر في الجيش لوكالة فرانس برس إن «قوات اقتربت من الوصول إلى وسط الخرطوم والسيطرة عليه وطرد ميليشيا دقلو».
وأضاف المصدر ذاته طالبا عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام أن «قواتنا من سلاح المدرع تتقدم من عدة محاور».
في الغضون، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني الفريق اول عبدالفتاح البرهان انه«ليس هناك حاليا أي مفاوضات مع قوات الدعم السريع»، مضيفا: «يمكن أن نتحدث مع الدعم السريع حال وضعت السلاح فقط».
وأكد البرهان في تصريحات نقلتها أمس عنه قناة «العربية» الفضائية أنه تلقى «دعوات للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار في شهر رمضان»، وقال: «لن نقبل أي وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع من جميع الولايات وتجمعها في مراكز محددة».
وتابع: «لن نمنح الدعم السريع مكاسب بوقف إطلاق النار»، مشددا على أن القتال مستمر حتى فك الحصار عن الفاشر.
هذا، وكشف البرهان أن الخرطوم مقبلة على تشكيل حكومة تكنوقراط، مضيفا أنه يجري حاليا التشاور لاختيار رئيس وزراء مدني. وتابع: «الحكومة التي ستشكل ستعيننا على إنجاز ما تبقى من الأعمال العسكرية». كما أكد أن «توصيات القوى السياسية ستجد الاهتمام والمجال للتنفيذ».
وأشار إلى أن حزب المؤتمر الوطني، وهو حزب الرئيس السابق عمر البشير، لن يعود للحكم مجددا، ووجه خطابه لمسؤولي الحزب قائلا: «ابعدوا من المزايدات لو كنتم وطنيين.. لن تجدوا فرصة لحكم البلاد على دماء السودانيين». وتابع: «المؤتمر الوطني وغيره من يريدون الحكم عليهم الاحتكام للانتخابات مستقبلا».
ووجه البرهان حديثه إلى «تنسيقية قوى الحرية والتغيير» قائلا: «أنتم مثل المؤتمر الوطني، وليس لديكم فرصة للعودة للحكم.. أنتم والدعم السريع سواء بالنسبة لنا». وتابع: «نرحب بكم إذا رفعتم يدكم عن الدعم السريع».