بيروت – داود رمال
قال مصدر سياسي لبناني لـ«الأنباء» ان «الدولة اللبنانية تمارس في هذه المرحلة ضغطا ديبلوماسيا مكثفا، لاسيما على المستوى الرئاسي، بهدف إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية التي احتلتها في الحرب الأخيرة ضمن مهلة محددة تنتهي في الثامن عشر من الشهر الجاري».
وأضاف: «يأتي هذا الضغط في ظل محاولات إسرائيلية متواصلة للتمييع وطلب تمديد المهلة حتى الأول من مارس المقبل، وسط اقتراحات بأن تتسلم الولايات المتحدة الأميركية أو فرنسا النقاط الإستراتيجية الخمس داخل الأراضي اللبنانية، والتي تعتبرها إسرائيل ذات مخاطر أمنية عالية».
وأوضح المصدر ان «لبنان يرفض أي مساومات أو اقتراحات قد تمس سيادته، أو تفرض حلولا مؤقتة على حساب حقه القانوني والدولي. وأكد (الجانب اللبناني) بوضوح تمسكه ببسط سيادته الكاملة على منطقة جنوب الليطاني، مطالبا بانسحاب إسرائيلي كامل إلى ما بعد الخط الأزرق المعترف به دوليا. ويستند الموقف اللبناني إلى قرارات دولية صريحة، أبرزها القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، والذي ينص على انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية وضمان الأمن والاستقرار في الجنوب».
وقال المصدر: «يعكس التوتر حول النقاط الاستراتيجية الخمس حجم التعقيد في المفاوضات الجارية، اذ تحاول إسرائيل الاحتفاظ بها بحجة المخاطر الأمنية التي قد تتعرض لها. إلا أن لبنان يعتبر أن هذه الذريعة غير مقبولة، وتتنافى مع مبدأ السيادة الوطنية وحقوقه المعترف بها دوليا. الموقف الرسمي اللبناني مدعوم بجهود ديبلوماسية مكثفة عبر القنوات الأممية والدولية. ويأتي التنسيق مع حلفاء لبنان الإقليميين والدوليين، لضمان عدم استفراد إسرائيل بفرض وقائع جديدة على الأرض».
وأشار المصدر إلى انه «في المقابل، تحاول إسرائيل استغلال الوضع الإقليمي والدولي، بما في ذلك انشغال الأطراف الدولية بملفات أخرى، لفرض شروطها على المفاوضات. لكنها تواجه صلابة الموقف اللبناني، الذي يضع في أولوياته الحفاظ على حقوقه الوطنية كاملة دون تنازل أو مقايضة. وعلى رغم محاولات التمييع الإسرائيلية، فإن لبنان يبقى مصمما على انتزاع حقه المشروع بالوسائل الديبلوماسية، أو اللجوء إلى خيارات بديلة قد تشمل تصعيد التحرك على المستوى الدولي لفرض المزيد من الضغوط على إسرائيل».
ورأى المصدر ان «الأيام المقبلة ستكون حاسمة، إذ من المتوقع أن تتكثف الجهود الدولية لتفادي أي تصعيد ميداني أو ديبلوماسي قد يعيد المنطقة إلى أجواء التوتر. ويبقى لبنان متمسكا بثوابته الوطنية، ومصمما على تحقيق انسحاب كامل يكرس سيادته على كافة أراضيه، رافعا شعار: لا مساومة على الحقوق ولا تفريط بسيادة الوطن».