أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي أن موعد القمة العربية الطارئة المقرر عقدها بمصر 27 الجاري قد يتأجل إلى موعد آخر لأسباب «لوجستية» تتعلق بارتباطات قادة الدول العربية.
وأكد زكي، في تصريحات للصحافيين، أن حرص مصر على حضور أكبر عدد من القادة لضمان نجاح القمة هو الدافع الرئيسي لأي تأجيل محتمل، مشددا على أن الأسباب ستكون لوجستية بحتة.
وأوضح زكي أن القمة تهدف إلى صياغة موقف عربي موحد وقوي بشأن القضية الفلسطينية خاصة في ظل رفض مخطط التهجير الذي طرح من جانب الاحتلال الإسرائيلي وتبنته الإدارة الأميركية لاحقا.
وأضاف أن الطرح المصري سيكون محور النقاشات خلال القمة، ويتضمن مقترحات لإعادة إعمار غزة من خلال الشعب الفلسطيني نفسه بما يضمن توفير فرص عمل دون الحاجة إلى تهجير السكان خارج القطاع.
وشدد على أن الهدف الأساسي من عقد القمة هو دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده مع إصدار وثيقة رسمية تعكس هذا الموقف.
وقال ان الموقف العربي تجاه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة سيتبلور بشكل كامل عند بدء الحوار الرسمي مع الجانب الأميركي، مشددا على أن الأساس هو احترام إرادة الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره.
إلى ذلك، أرجئت إلى يوم الجمعة قمة عربية مصغرة كانت مقررة الخميس في الرياض لمناقشة الرد على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة وتوسعت لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى جانب مصر والأردن، حسبما أفاد ديبلوماسيان عربيان لوكالة «فرانس برس» أمس.
وقال مصدر سعودي، فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول الحديث للإعلام، إن «مؤتمر القمة العربية المصغر في الرياض تم تأجيله من الخميس إلى الجمعة 21 الجاري»، مشيرا إلى أنه «سيضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست مع مصر والأردن لبحث البدائل العربية لخطط ترامب في قطاع غزة»، وأكد مصدر ديبلوماسي عربي آخر إرجاء القمة يوما واحدا.
في السياق، أكدت جامعة الدول العربية أمس ضرورة التصدي لمحاولات تغيير الجغرافيا البشرية لقطاع غزة وتهجير سكانه، مشددة على أن ذلك يمثل تجاهلا لأحكام القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة وفق رؤية حل الدولتين والتعايش السلمي بين دول المنطقة.
وقال الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية السفير أحمد خطابي، في تصريح صحافي، إن «الشعب الفلسطيني الذي عانى لعقود من الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك آثار الحرب الأخيرة على غزة التي أودت بآلاف الضحايا ودمرت البنية التحتية يواجه اليوم معركة وجودية مع تصاعد سيناريوهات التهجير من أرض ارتبط بها تاريخيا».
وأضاف خطابي أن «مكونات الشعب الفلسطيني تستشعر أكثر من أي وقت مضى أهمية تجاوز الانقسام والتمسك بالوحدة الوطنية والحقوق غير القابلة للتصرف تحت أي ظرف».
ولفت إلى أن الجميع يتطلع إلى مبادرات عملية للتعامل مع هذه التطورات من خلال مواقف تضامنية داعمة للشعب الفلسطيني لاسيما في قطاع غزة عبر خطة عاجلة تشمل انخراطا دوليا فاعلا لتأمين انسياب الإمدادات الإغاثية والصحية اللازمة وإطلاق عملية إعادة الإعمار بهدف استعادة الأمل واستشراف حل منصف وواقعي ومستدام لهذه القضية المشروعة.
في الأثناء، ناقش مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أمس المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو المملكة العربية السعودية للدفاع عن اقتراح دونالد ترامب للسيطرة على قطاع غزة.
ووصل روبيو إلى الرياض قادما من إسرائيل، حيث كان بدأ أول زيارة إلى الشرق الأوسط كوزير للخارجية في إدارة ترامب.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، أنه يتعين عليه أن يلتزم بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لما بعد الحرب في قطاع غزة، والتي تدعو إلى تهجير سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وقال نتنياهو في بيان «كما تعهدت بأنه بعد الحرب في غزة لن تكون هناك لا حماس ولا السلطة الفلسطينية، يتعين علي أن ألتزم بخطة الرئيس الأميركي ترامب لإنشاء غزة أخرى».
إلى ذلك، يعتزم الاتحاد الأوروبي ابلاغ اسرائيل انه يعتزم المساهمة في بناء قطاع غزة المدمر، ونقلت عنه وسائل اعلام عالمية أنه سيؤكد معارضته لكل الإجراءات التي تقوض جدوى حل الدولتين.
كما يعتزم إبلاغ إسرائيل بضرورة ضمان عودة كريمة للفلسطينيين الذين هجروا من قطاع غزة.