بيروت - زينة طبّارة
رأى الوزير السابق رشيد درباس في حديث إلى «الأنباء»، ان عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى الساحة السياسية، «كانت مطلوبة لاكتمال عقد التوازن السياسي في لبنان، لاسيما ان خطابه في ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبغض النظر عن إحاطته بحشد شعبي غير مسبوق، كان ممتازا سواء من حيث الاعتدال الذي رافق مضمونه من المقدمة حتى الخاتمة، أم من حيث الرسائل الإيجابية التي بعث بها في كل الاتجاهات المحلية والخارجية، بما فيها رسالة خاصة إلى ضحايا حرب الإسناد، الذين وصفهم فيها بالشهداء الأهل، على الرغم من وجود من هم متهمون بينهم باغتيال والده (على حد تعبير درباس)».
وأضاف: «قلائل هم الذين يتحلون بشجاعة الرئيس سعد الحريري، حيث مارس على نفسه النقد العملي البناء، فاستقال من رئاسة الحكومة في 29 أكتوبر 2019 وانسحب بهدوء من الحياة السياسية نتيجة شعوره الصادق ان المرحلة ليست مرحلته، ليعود بعد 5 سنوات ونيف، أي في 14 فبراير الماضي، ويعترف في خطابه الأخير بأنه اخطأ في عدد من المحطات السياسية، ويقر بالتالي بوجوب تصحيح تلك الأخطاء وفق ما يراه مناسبا لمسيرته واعتداله في العمل السياسي». واعتبر درباس «ان ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 فبراير الماضي، لم تقتصر هذه السنة فقط على خطاب تميز بالاعتدال والنبل في مقاربة المستجدات والمتغيرات، انما وهذا الأهم على حشد شعبي فاق التوقعات، وأعاد اللبنانيين بالذاكرة إلى مشهدية الحشد الشعبي في 14 مارس 2005، الأمر الذي ان أكد على شيء، فهو ان الفراغ الذي توخاه البعض من إقصائه لم يحصد سوى الريح. والأهم منه ان الانتخابات النيابية المقبلة في ربيع 2006، سوف تأتي بتغيير جذري في الخريطة البرلمانية، لاسيما على مستوى التمثيل للطائفة السنية».
رعلى صعيد مختلف، وصف درباس حكومة العهد الأولى «الإصلاح والإنقاذ» برئاسة د.نواف سلام بـ «الاستثنائية الآتية من خارج السوق السياسي والسوء في الوظيفة الوزارية، ومن خارج إرادة ورؤية وتطلعات فريق الممانعة».
واعتبر «ان ما يميز حكومة الرئيس نواف سلام عن سابقاتها، ليس فقط نوعية وكفاءة الوزراء، انما تكاملها مع رئيس للجمهورية متجرد من كل الالتزامات والتطبيقات والصفقات السياسية التي سادت البلاد خلال السنين والعهود السابقة، والتي أوصلت لبنان إلى الحضيض وأدخلته في جهنم الانهيارات والإفلاس على المستويات كافة».
ولفت إلى «ان التكامل في الرؤية والمشروع الوطني بين الرئيس عون وحكومة الرئيس سلام، يبعث على الاطمئنان ويبشر اللبنانيين بمستقبل مشرق وواعد».
وعن قراءته لأحداث طريق المطار، قال درباس: «مشهدية قطع طريق المطار والاعتداء السافر على الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، أبعد ما تكون عن قضية طائرة إيرانية مشبوهة منعت من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي. والدليل هو ان وزير حزب الله في حكومة تصريف الأعمال السابقة علي حمية، كان أول من بادر إلى منع إحدى الطائرات الإيرانية من الهبوط في بيروت».
وتابع: «خطأ حزب الله انه يرفض من جهة الاعتراف بالهزيمة في حرب الإسناد، ويتهم اللبنانيين من جهة ثانية بأنهم حلفاء موضوعيون للكيان الصهيوني، علما ان اللبنانيين لا يريدونه مهزوما انطلاقا من رفضهم لتمزيق النسيج اللبناني بين منهزم ومنتصر. وتصرفات حزب الله ومواقفه وخطاباته لا تتوافق والمنطق السياسي العقلاني، لاسيما انها قائمة على منطق الناقض والمنقوض قولا وفعلا، وتعطي إسرائيل الذريعة الكاملة للبقاء في لبنان».