بيروت ـ أحمد منصور
تتوسع رقعة الخوف يوما بعد يوم، على الطريق الرئيسي والوحيد، الذي يربط منطقة جزين بإقليم الخروب (قضاء الشوف) لجهة بسري، المهددة بالانهيار.
وتشهد الطريق انخسافات وتشققات نتيجة زحل التربة عند الكوع الذي يقع عند بلدة خربة بسري، قبل جسر بسري القديم، وتحديدا بالقرب من مفرق كنيسة مار موسى فوق مجرى نهر بسري.
وعلى الرغم من النداءات والمناشدات والمراجعات العديدة لوزارة الأشغال العامة، لتحمل مسؤولياتها، ورفع المخاطر عن المواطنين والسيارات العابرة، والتي قامت بإعداد الدراسات منذ سنوات للطريق لتنفيذ جدار الدعم، الا انه لم يبصر النور بعد.
عمليا، باءت المراجعات بالفشل، ولا يزال الانتظار سيد الموقف وتحديد الساعة الصفر للإنهيار الموعود.
وإزاء هذا الواقع، يعلق أهالي المنطقة آمالا كبيرة على عهد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والحكومة، الحريص على سلامة أبناء الوطن وحمايتهم من أي تهديد.
وقال مختار خربة بسري شفيق عيد: «وضع الطريق بات خطيرا، والمعاناة عليها مزمنة، وتعود إلى العام 2014 حيث انخسفت. قمنا بتصويرها وقتذاك، ونظمنا عريضة، وتقدمنا بطلب إلى وزارة الاشغال العامة في عهد الوزير السابق غازي العريضي، بمتابعة من الوزير والنائب السابق علاء الدين ترو. وقد حول العريضي الطلب إلى دائرة الدراسات، وقام فريق هندسي بالكشف عليها، ولكنهم لم يضعوا الدراسة المطلوبة، وتتالت بعدها الوعود مع وزراء الأشغال وحتى الساعة.»
وأضاف عيد: «العام الماضي، وبعد تفاقم الوضع، ومع ازدياد التشققات، تابعنا الموضوع مع وزير الأشغال السابق علي حمية، من خلال النائب بلال عبدالله، فأرسل حمية مهندسين وأعدوا دراسة من أجل البدء بالتنفيذ. وكانت لها الأولوية لأنها خط عام تربط منطقة الشوف بمنطقة جزين، كما ان باصات المدارس والشاحنات تسلك هذه الطريق، كونها شريانا حيويا يصل جبل لبنان بمنطقة الجنوب. ولكن للأسف منذ ذلك الوقت لم يعد أحد يسأل والمعاناة مستمرة ووضعت مجددا في أدراج النسيان».
ولفت عيد إلى انه قام «بمراجعة جميع فاعليات المنطقة للمساعدة في وضع حد لهذا المسلسل الخطر. وفي هذا الإطار، تفقدت قائمقام الشوف مارلين قهوجي والرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، واطلعا عن كثب على الوضع وحجم المخاطر ووعدا بمتابعة الأمر مع الجهات المختصة».
وأضاف: «الأسبوع الماضي انزلقت سيارة على الكوع، وكانت بداخلها عائلة كاملة، وكادت السيارة ان تتدهور إلى النهر لكنها علقت بالاشواك على جانب الطرق، فسارعنا إلى رفعها وسحبها».
وأكد «ان الطريق باتت تشكل خطرا كبيرا، على أبناء المنطقة وعلى الوافدين اليها والذين لا يعلمون بوضعها».
وطالب وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني «بالإسراع في أخذ هذا الموضوع على محمل الجد، والعمل على تنفيذ حائط الدعم على الطريق، لأن سلوكها خطر جدا حاليا ويزداد مع هطول المطر»، واصفا الطريق «بالقنبلة الموقوتة، التي لاندري متى تنفجر بنا».
من جهتها، توجهت الرئيسة العامة للراهبات الباسيليات المخلصيات، الأم تريز روكز، بإلحاح إلى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، للمساعدة في دحر مشهدية الموت عن الطريق، إيمانا منها «بأن فجرا جديدا سيشرق على منطقتنا في إقليم الخروب الجنوبي المنكوبة والمهملة منذ سنوات. فطريق الوصول إلى جزين والمناطق المجاورة، والتي تشكل الشريان الوحيد الذي يربط إقليم الخروب بمنطقة جزين، مهددة بالانهيار نتيجة التشققات المتفاقمة منذ سنوات عدة. وقد تفاقمت هذه الأضرار بسبب الأمطار الغزيرة وحمولة الشاحنات الثقيلة، ما يعرض السلامة العامة للخطر، خاصة المواطنين العابرين من وإلى جزين، بما في ذلك باصات وسيارات الأهالي والهيئات التعليمية في المدارس: ثانوية سيدة البشارة التابعة لجمعيتنا وثانوية دير المخلص».
وقالت: «لأخطار تتفاقم دون أي استجابة فعالة، فالطريق أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا على السلامة العامة. ونخشى أن يؤدي الوضع الراهن إلى كارثة إنسانية. وعليه، نطالب باتخاذ التدابير العاجلة والإجراءات اللازمة لحماية أرواح المواطنين وضمان سلامتهم لدرء المخاطر عنهم».
وختمت: «نرفع هذا النداء، نأمل أن يحظى بالأهمية التي يستحقها».
كما أبدى المختار جوزف فارس أسفه الشديد «لإهمال الدولة لهذه الطريق والقرى المجاورة والذين يسلكونها»، معتبرا ان المنطقة لا تحظى بالاهتمام والرعاية الرسمية كونها قرى صغيرة وليست فيها بلديات.
وأمل «أن تتغير هذه النظرة تجاهنا، وتتحمل وزارة الأشغال مسؤولياتها على أرض الواقع وليس الاكتفاء بالتصريحات والمواقف».
وأكد سليم أسعد تن «هناك معاناة كبيرة لجميع الناس على الطريق، خصوصا عند تلاقي سيارتين في نفس الوقت، فالأكيد ان إحداهما ستسقط في النهر، نتيجة تخسف الأرض»، مشيرا إلى «ان المطلوب انشاء حائط دعم، وقناة لمياه الأمطار على الطريق لمنع زحل التربة».
وأشار إلى «انه تتم متابعة هذا الموضوع مع النائب بلال عبدالله ووزير الاشغال الحالي الذي نأمل به خيرا، علما ان وزير البيئة السابق ووزير الشؤون الاجتماعية قد تفقدا الموقع أيضا، ووعدا بمتابعة الوضع مع الجهات المعنية».
وأمام هذة الواقع، تستمر المعاناة، على أمل ان تكون نهايتها على أيدي المخلصين في هذا الوطن وهم كثر.