في خضم احتفالات دولة الكويت بالذكرى الـ 64 للعيد الوطني والذكرى الـ 34 ليوم التحرير، انطلقت فعاليات «حفل أوبريت السور الخامس»، إذ يترقب الكويتيون كل عام الأوبريت الوطني الذي يجمع القلوب على حب الكويت صادحا بأعذب الألحان التي تحاكي قصة فخر وانتماء مع كل إيقاع وكل كلمة وكل لوحة إبداعية.
ومنذ فجر الاستقلال كانت الأغنية الوطنية رفيقة درب الكويتيين في مسيرتهم نحو التطور والنماء، إذ تحكي للأجيال قصة كفاح الآباء والأجداد وتوثق مراحل مفصلية في تاريخ الكويت من الاستقلال إلى فترة الغزو العراقي الغاشم وصولا إلى يوم التحرير.
ومع بزوغ نجم تلفزيون الكويت في العام 1961، تسارعت رحى المنتج الغنائي الوطني في الدوران بأعمال وطنية متعددة فيما برزت أسماء كويتية أثرت مسيرة الأغنية الوطنية التي تمدد صداها من الكويت إلى محيطها الخليجي وشيدت جسورا للتواصل الثقافي والوجداني بين شعوب المنطقة.
وفي مطلع سبعينيات القرن الماضي انطلقت الأوبريتات الغنائية الوطنية بقلم الشاعر محمد الفايز العلي، إذ لحن المايسترو سعيد البنا مجموعة من الأوبريتات كان أبرزها أوبريت لطلبة وزارة التربية مدته 45 دقيقة تغنى فيه بأمجاد الكويت وأبنائها.
ويعد الفنان عبدالعزيز المفرج «شادي الخليج» والفنانة سناء الخراز من أبرز المطربين الذين ارتبطت أسماؤهم بالأوبريت الوطني، حيث قدما مجموعة كبيرة من الأوبريتات التي أثرت المسيرة الغنائية الوطنية الكويتية.
ومن أبرز الأوبريتات الوطنية التي غناها كل من «شادي الخليج» وسناء الخراز أوبريت «مذكرات بحار» للشاعر محمد الفايز، والذي يمثل ملحمة شعرية خالدة قدمت سردية أدبية ملهمة عن حياة أهل الكويت أيام البحر والغوص، إذ وثقت ذلك التاريخ الإنساني في البلاد قديما بما أحاطه من عناء وكفاح.
كما تضم قائمة الأوبريتات الوطنية التي قدمها الفنان أعمالا مميزة منها: صدى التاريخ وحديث السور وقوافل الأيام وأنا الآتي وقلادة الصابرين والزمان العربي، إضافة إلى أوبريت «عاشق الدار».
وجرى توثيق أعمال أخرى منها أوبريت «احنا عشقناها» للملحن الراحل سلمان الملا عام 1981، وأوبريت «قصة بلدنا» الذي لحنه يوسف ناصر وغناه عدد من الفنانين أبرزهم الراحل عبدالكريم عبدالقادر، وكذلك أوبريت «نصر الله الحق» و«حديث الشهور السبعة» من ألحان أنور عبدالله وشعر يعقوب السبيعي الذي ضم ثلاث لوحات جسدت عمل المأساة جراء الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت عام 1990.
كما ضم أوبريت «سلاحي كلمة الحق» ست لوحات غنائية شارك في كتابتها مجموعة من الشعراء منهم بدر بورسلي ولحنها سليمان الملا ود.بندر عبيد وأنور عبدالله والملحن الراحل محمد الرويشد وشارك في غنائها كل من المطرب الراحل غريد الشاطئ ومحمد البلوشي وطارق سليمان والعنود والمطرب الراحل حسين جاسم.
وقد أنتجت وزارة الإعلام الأوبريت الوطني «أسرانا في الضمير»، بينما قدم مكتب الشهيد أوبريت «كويتنا شمس لا تعرف الغروب»، كما قدمت وزارة التربية أوبريت «العهد الجديد» و«ذكرى الأسير» في حين قدمت الهيئة العامة للشباب والرياضة حينها أوبريت «حديث الأجيال».
ومن الأوبريتات الوطنية التي قدمت مطلع الثمانينات أوبريت «قصة بلدنا» للشاعر الغنائي الراحل الشيخ خليفة العبدالله الخليفة الصباح ولحنه يوسف ناصر وغناه عدد من الفنانين منهم عبدالكريم عبدالقادر وفيصل عبدالله وخليفة بدر وهدى حسين.
وقدم الموسيقار الكبير غنام الديكان في العام 1988 رفقة المطرب «شادي الخليج» والشاعر د.عبدالله العتيبي أوبريت «حديث السور» في خمس لوحات فنية وشارك فيه نحو 50 عازفا من أوركسترا وزارة التربية و70 طالبا من كورال الوزارة.
ومن الألحان الوطنية التي قدمها الملحن الديكان كذلك «مواكب الوفاء» و«قوافل الأيام» و«قلادة الصابرين» و«الزمان العربي» و«أهل الكويت» و«أين الكويت».
وتعد ملحمة «أنا الآتي» من الأعمال الوطنية الخالدة التي اشترك فيها الديكان وشادي الخليج، فيما لحن الديكان خلال فترة الاحتلال والغزو العراقي الأوبريت الوطني «في وجه الطوفان».
وكتب الشاعر الراحل عبدالله العتيبي عددا من الملاحم التي تغنت بالوطن منها «الزمان العربي» وأوبريت «ميلاد أمة» الذي اشترك في كتابته مع الشاعرين يعقوب السبيعي وخالد سعود الزيد وأوبريت «قلادة الصابرين» و«أنا الكويت» إضافة إلى أوبريت «في وجه الطوفان».
كما كتب العتيبي مطولة «عاشق الدار» لتخرج إلى النور في يناير 1995 بصوت «شادي الخليج» وتلحين غنام الديكان.
وبقلم الشاعر د.يعقوب الغنيم ظهرت أعمال وطنية منها «الكويت الخالدة» و«تحيا الكويت» و«حكاية وطن» و«نحمد لله عاد بالخير الأمين» و«في العودة السلامة» و«وطن المجد» إضافة إلى «ما أروع الوطن».
وفي السنوات الثلاث الأخيرة برزت عدة أوبريتات وطنية منها الأوبريت الغنائي الوطني «ذرية مبارك» الذي يروي سيرة حكام الكويت حيث شارك في العمل الغنائي الذي كتبه الشاعر أحمد الشرقاوي عشرة من أشهر نجوم الغناء في الكويت.
واحتضن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في مارس 2023 الأوبريت الوطني التاريخي «سدرة اللؤلؤ» الذي جسد من خلال 8 مشاهد مبهرة أهم الأحداث التاريخية التي مرت على دولة الكويت منذ عصر الإغريق حتى وقتنا الحاضر.
كما جسد أوبريت «قصة وطن» الذي عرض العام الماضي في لوحاته الفنية مضامين وطنية، يؤكدها تاريخ الوطن، وترسخ لمفاهيم الوحدة الوطنية والتلاحم والمحبة بين القيادة والشعب في مسيرة البلاد العطرة.