أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيستبدل رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة تشالز براون، وذلك في إطار سلسلة تغييرات واسعة في قيادة القوات المسلحة للولايات المتحدة التي يقوم بها.
ولم يقدم ترامب أي تفسير لقراره إنهاء مهام براون المعروف باسم «سي كيو»، بعد أقل من عامين على توليه منصبا عادة ما تكون ولايته أربع سنوات. وأتت الخطوة عقب سلسلة إقالات في المؤسسات الفيدرالية وتعديلات في الهيئات الحكومية، كلها خلال مدة لم تتجاوز شهرا على بدء الولاية الثانية للرئيس الجمهوري في البيت الأبيض.
وعقب قرار ترامب، أعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث أنه يعمل كذلك على استبدال الأدميرال ليزا فرانكيتي، أول امرأة تتولى قيادة البحرية الأميركية.
وكتب ترامب على شبكته الاجتماعية تروث سوشيال «أود أن أشكر الجنرال تشالز براون على خدماته» التي امتدت لأكثر من 40 عاما في القوات المسلحة، مشيدا به بوصفه «قائدا بارزا».
وكان الرئيس السابق الديموقراطي جو بايدن قد عين في سنة 2023 الجنرال براون (63 عاما) رئيسا لهيئة أركان الجيوش المشتركة، وهو أعلى منصب عسكري في الولايات المتحدة.
وأصبح براون ثاني أميركي من أصول أفريقية يتولى هذا المنصب.
وبراون هو من الطيارين المخضرمين في الجيش الأميركي. وتولى خلال مسيرته قيادة سرب من الطائرات الحربية، إضافة إلى القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية (سنتكوم) التي تشمل منطقة عملياتها الشرق الأوسط.
وعقب مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد عام 2020 على يد شرطي أبيض، نشر براون شريط فيديو روى فيه بتأثر تجربته الشخصية، بما في ذلك معاناته من التمييز في القوات المسلحة.
وقال براون «أفكر بمسيرتي في سلاح الجو عندما كنت غالبا الوحيد من أصول أفريقية أثناء خدمتي في سرب، أو الوحيد في غرفة (قيادة) كضابط».
وتابع «أفكر بالضغوط التي شعرت بها لأؤدي مهمتي من دون أن أرتكب خطأ، خصوصا من المشرفين علي الذين كانوا يتوقعون أن أقدم أقل من الآخرين، لمجرد أني أميركي من أصول أفريقية».
وكان سبق لوزير الدفاع بيت هيغسيث أن قال في نوفمبر إن أي ضابط كبير «ضالع في أي من سياسات التنوع والمساواة والانخراط.. يجب أن يرحل». لكنه أكد الشهر الماضي أنه «يتطلع قدما للعمل» مع براون.
وسيحل دان كين محل الجنرال براون. وقد وصف الرئيس الأميركي كين بأنه «طيار مؤهل، وخبير في الأمن القومي، ورجل أعمال ناجح، ومحارب يتمتع بخبرة واسعة في العمليات الخاصة».
وكتب ترامب الجمعة أن كين سيعمل مع هيغسيث على «وضع أميركا أولا وإعادة بناء جيشنا».
وسبق لكين، وهو جنرال متقاعد من القوات الجوية، أن تولى مناصب عدة منها مساعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» للشؤون العسكرية.
وفي تعديل بارز آخر ضمن هيكلية «الپنتاغون»، أعلن هيغسيث أنه يبحث عن بديل لفرانكيتي، أول سيدة تقود البحرية الأميركية وتنضم إلى هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة.
وقال هيغسيث «أنا أدعو للترشح إلى منصب قائد البحرية ونائب قائد هيئة أركان القوات الجوية»، مضيفا «من يشغلان المنصبين حاليا، الأدميرال ليزا فرانكيتي والجنرال جيمس سلايف، يتمتعان بمسيرة مرموقة. نشكرهما على خدمتهما وتفانيهما حيال بلادنا». ولم يوضح وزير الدفاع أسباب القرار.
لكن قرارات ترامب لا تمر مرور الكرام دون معارضة، حيث علقت المحكمة العليا الأميركية مؤقتا طلبا منه يهدف إلى السماح له بإقالة موظف كبير على رأس وكالة فيدرالية، في أول قرار تتخذه الهيئة القضائية العليا بشأن مرسوم رئاسي منذ تنصيب الجمهوري.
وكانت إدارة ترامب قدمت التماسا اطلعت عليه وكالة فرانس برس، هو الأول في المعركة القضائية الجارية حول أولى قرارات الحكومة الجديدة، للسماح لها بتنفيذ أمر اصدره ترامب في السابع من فبراير، قضى بإقالة هامبتون ديلينغر من رئاسة وكالة فيدرالية مكلفة حماية مسربي الوثائق من الموظفين الفيدراليين.
وطعن المسؤول بالقرار وقضت محكمة ابتدائية بإعادته إلى مهامه بموجب «أمر حماية موقتة» يمنع إقالته، وفق ما أفادت عدة وسائل إعلام أميركية.
وتوجهت إدارة ترامب إلى المحكمة العليا معتبرة أن أمر الحماية هو «هجوم غير مسبوق على فصل السلطات».
لكن المحكمة العليا أشارت في قرارها إلى أنها قد تعاود النظر في الطلب بعد أيام، عند انتهاء مهلة الأمر الموقت.
وجاء في قرار المحكمة العليا غير الموقع أن «طلب إلغاء الأمر... يبقى عالقا حتى 26 فبراير، عند انتهاء مهلة أمر الحماية الموقتة».