سلمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» أمس سابع وآخر دفعة من المحتجزين تنفيذا للمرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في قطاع غزة.
وأطلقت «حماس» سراح 6 محتجزين، بينهم 3 جنود إسرائيليين في مخيم النصيرات وسط غزة، وهم: إيليا ميمون إسحق كوهن، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، فيما أفرجت من مدينة رفح جنوبي القطاع عن كل من: تال شوهام وأفيرا منغستو الذي كان محتجزا في غزة منذ نحو 10 سنوات، كما أطلقت الحركة من مدينة غزة محتجزا ينتمي لفلسطيني الداخل هو هشام السيد ولكن من دون مراسم علنية.
وأوضحت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لـ (حماس)، أن تسليم الأسير هشام السيد دون مراسم جاء «احتراما لفلسطينيي الداخل».
وقال مصدر من «حماس» لوكالة فرانس برس مفضلا عدم الكشف عن هويته إن الجيش الإسرائيلي تخلى عن هشام السيد لـ 10 سنوات رغم خدمته في صفوفه، لأنه فلسطيني من الداخل، مشيرا إلى أن حالات التجنيد في صفوف الاحتلال مرفوضة من جانب جميع الفلسطينيين.
وفي السياق نفسه، قال رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب: «إن فلسطينيي الداخل تلقوا رسالة كتائب القسام بفخر واعتزاز كتعبير عن وحدة المصير».
في المقابل، اخـــرت إسرائيل الافـــــــراج عــن 602 أسير فلسطيني إلى ما بعد اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة أمس.
وكشفــت صحيفـــة «يديعوت أحرونــــوت» الإسرائيلية، أن أسرى فلسطينيين كتبوا على جدران السجن قبل الإفراج عنهم «لن نغفر ولن ننسى ولن نركع».
وقالت حركة (حماس) في بيان صحافي إن «إنجاز المقاومة عملية التبادل السابعة يؤكد مجددا التزامها بالاتفاق في مقابل مواصلة الاحتلال المماطلة في تنفيذ بنوده».
وأضافت أن «الحضور الجماهيري الحاشد خلال عملية تسليم أسرى العدو يحمل رسالة متجددة له ولداعميه مفادها أن الالتحام بين شعبنا ومقاومته متجذر وراسخ».
كما أكدت «حماس» جاهزيتها للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والاستعداد لإتمام عملية تبادل شاملة بما يحقق إيقافا دائما لإطلاق النار وانسحابا كاملا للاحتلال.
وحذرت الحركة في الوقت نفسه من محاولات الاحتلال التنصل من الاتفاق، مشددة على أن الطريق الوحيد لعودة الأسرى إلى ذويهم هو «التفاوض والالتزام الصادق ببنود الاتفاق».
وجاء عملية التبادل السابعة ذلك بعدما أكدت إسرائيل أن الجثة التي سلمتها «حماس» أمس الأول هي للمحتجزة شيري بيباس، التي أثارت جدلا بعدما قالت تل أبيب ان الجثامين الـ 4 التي سلمت الخميس الماضي ليس بينها جثة شيري وان هناك أخرى «مجهولة الهوية».
من جانبها، قالت «حماس» في بيان مساء أمس الأول إن ادعاءات المتحدث باسم جيش الاحتلال واتهامه للمقاومة بقتل عائلة بيباس ليست سوى «أكاذيب محضة تضاف إلى سلسلة طويلة من الأكاذيب التي يطلقها منذ 15 شهرا في سياق حرب الإبادة».
وكما في عمليات التسليم السابقة، أعدت حركة «حماس» منصات تسليم صعد إليهما المحتجزون برفقة مقاتليها قبل تسليمهم إلى الصليب الأحمر.
وتجمع مئات الفلسطينيين حول مواقع التسليم في النصيرات ورفح ومدينة غزة، فيما رفعت أعلام الحركة فوق المباني التي دمرتها الحرب التي استمرت 15 شهرا.
وفي مشهد لافت وغير مسبوق، قبل أحد الجنود الإسرائيليين الـ 3 المفرج عنهم في مخيم النصيرات، رأس عنصر من «كتائب القسام» الذي كان يقف إلى جواره على منصة التسليم، وبعد احتفاء واسع من قبل الجماهير الحاضرة بذلك، بادر الجندي بتقبيل رأس مقاوم آخر.
والـ 6 الذين أطلق سراحهم أمس هم آخر المحتجزين الأحياء من مجموعة من 33 تقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
وفي هذه الأثناء، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن إسرائيل تطالب بالإفراج عن 22 أسيرا أحياء في المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة.
وأضافت أن الولايات المتحدة حددت لإسرائيل و«حماس» فترة الأسبوعين المقبلين للتوصل إلى اتفاق بشأن هذه المرحلة.
ونقلت قناة «الجزيرة» الفضائية عن هيئة البث الإسرائيلية قولها أمس إن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أجرى محادثات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بشأن الاتفاق، بما في ذلك مفاوضات المرحلة الثانية.
وقال موقع «اكسيوس» الإخباري الأميركي إن ويتكوف يأمل أن «تنتقل النوايا الحسنة التي ظهرت خلال المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية».
بدوره، حث زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد حكومة بنيامين نتنياهو على «اختيار الحياة بدل الألم والمضي نحو المرحلة الثانية من صفقة التبادل».
إلى ذلك، بدأت حملة تطعيم ثالثة واسعة ضد شلل الأطفال في غزة، بهدف إيصال أول جرعة لحوالي 600 ألف طفل في القطاع.
وتلقى عشرات الأطفال دون العاشرة الجرعة في مسجد في جباليا في شمال غزة حيث دمرت العملية العسكرية الإسرائيلية العام الماضي العديد من الأبنية وحولتها إلى ركام.
وتشارك عدة وكالات أممية في حملة التطعيم بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتأتي في ظل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والذي أدى إلى توقف القتال إلى حد كبير. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الحملة تهدف إلى تطعيم أكثر من 591 ألف طفل بحلول 26 الجاري.