جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد على رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث تدخل الحرب الروسية - الأوكرانية غدا الاثنين عامها الرابع، في وقت حض وزير خارجيته ماركو روبيو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أمس، على تأييد مشروع قرار تقدمت به واشنطن يدعو إلى «نهاية سريعة» للحرب بين موسكو وكييف، لكنه لا يشير إلى وحدة الأراضي الأوكرانية.
وقال روبيو: «تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار بسيط وتاريخي في الأمم المتحدة، وندعو كل الدول الأعضاء إلى تأييده بهدف رسم مسار نحو السلام».
واقترحت الولايات المتحدة الجمعة على الجمعية العامة مشروع قرار يدعو إلى «نهاية سريعة للنزاع وإلى سلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا»، في صياغة مقتضبة تنطوي على اختلاف كبير مقارنة بنصوص سابقة للجمعية تدعم صراحة أوكرانيا.
ولم يعلق الوزير الأميركي في بيانه أمس، على خلو مشروع القرار من ذكر وحدة أراضي أوكرانيا.
ووصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مشروع القرار الأميركي بأنه «فكرة سديدة»، لافتا في الوقت نفسه إلى افتقار النص لما يشير إلى «جذور» النزاع.
وتلتئم الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا في الذكرى السنوية الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي هذه المناسبة، أعدت أوكرانيا والأوروبيون مشروع قرار يشدد على ضرورة «مضاعفة» الجهود الديبلوماسية من أجل وضع حد للحرب «في هذا العام»، ويشير إلى مبادرات دول أعضاء عدة طرحت «رؤيتها لاتفاق سلام شامل ومستدام».
ويكرر النص أيضا المطالب السابقة للجمعية العامة فيما يتصل بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية من أوكرانيا ووقف الهجمات الروسية ضد أوكرانيا. وحظيت نصوص سابقة بهذا الصدد بأكثر من 140 صوتا مؤيدا من بين الأعضاء البالغ عددهم 193.
لكن انعقاد الجمعية العامة غدا هو الأول منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وقد سبق ووجه انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأوكراني، معتبرا أن حضور الأخير مفاوضات مع روسيا لا يمتلك فيها «أي أوراق»، ليس أمرا «ذا أهمية كبيرة».
ومن المرجح أن يثير النص الأميركي المقترح والذي يقتصر على 65 كلمة، حفيظة الأوروبيين المتوجسين من الحوار الأميركي - الروسي بشأن أوكرانيا.
ووسط مخاوف أوروبية من أن يكون إنهاء الصراع ذلك على حساب كييف والأمن الأوروبي الجماعي بشكل عام، أعرب ترامب خلال تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض أمس الأول عن اعتقاده بأن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي «سيضطران إلى الاجتماع معا» للتفاوض من أجل إيقاف القتال.
وأضاف: «نريد أن نوقف قتل الملايين من الناس حيث يقتل الجنود بالآلاف أسبوعيا وبينما نتحدث يقتلون.. لهذا السبب أريد أن أرى إيقافا لإطلاق النار وأريد التوصل إلى اتفاق».
وعبر ترامب عن اعتقاده بأن «لدينا فرصة للتوصل إلى اتفاق»، مضيفا أنه كان عليه التأكد من أن روسيا «تريد القيام بذلك» في إشارة إلى الاتصالات الديبلوماسية بين واشنطن وموسكو بهذا الخصوص. من جهة أخرى، شدد الرئيس الأميركي على رغبة بلاده في التوصل إلى صفقة معادن مع أوكرانيا، حيث تريد الولايات المتحدة الحصول على معادن حيوية من كييف بقيمة مئات المليارات من الدولار.
وقال ترامب في هذا السياق «نأمل أن نوقع اتفاقا أو سيكون هناك الكثير من المشكلات معهم.. لذا فإننا سنوقع اتفاقا للحصول على الأمن، لأننا مضطرون للقيام بذلك.. نحن ننفق ثروتنا».
من جهة أخرى، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس السبت أن اجتماعا روسيا - أميركيا على مستوى الخبراء سيعقد خلال أسبوعين في دولة ثالثة ويجري حاليا الاتفاق على مكان انعقاده.
وأعرب ريابكوف في حديثه لوكالة الأنباء الروسية (ريا نوفوستي) عن ترحيب موسكو بتغير لهجة واشنطن في التعامل مع القضايا العالقة.
وأكد في هذا الصدد أن روسيا تعمل على تجاوز العقبات التي تعترض العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن، لافتا إلى أن استعادة ستة ممتلكات ديبلوماسية روسية في الولايات المتحدة تمثل أولوية في هذه المرحلة من الحوار بين البلدين.
وأكد المسؤول الروسي أن بلاده تولي اهتماما خاصا بالإشارات الصادرة عن واشنطن بشأن إمكانية عودة موظفي السفارة الروسية إلى عملهم داخل أراضيها بعددهم السابق، لكنه شدد على أن الأولوية حاليا هي حل المشكلات التي تواجه الديبلوماسيين العاملين في كلا البلدين قبل مناقشة مسألة زيادة أعدادهم.