يطالب البعض بفتح المساجد للصلوات الخمس في المناطق الخالية من وباء كورونا وإقامة صلاة رمزية للجمعة في المسجد الكبير مع فرض احتياطات تشمل التعقيم والكمام والتباعد، مطالبين بفتح المساجد الآن وأن الإغلاق في بداية الأزمة له مبرر والآن آن الأوان، فما رأي علماء الشرع؟
يرى د.عبدالله الشريكة ان قضية فتح المساجد متروكة للسلطات الصحية في البلاد، فإذا رأت ان الوضع يسمح بفتح بعض المساجد، ولا خوف من انتشار الوباء بعد فتحها فهذا جيد بشرط ان تقرر السلطات الصحية ذلك دون ضغط يؤثر على قرارها، أما اذا كان الحظر مازال قائما وفق تقديرهم فإنه لا يجوز ان يخاطروا بصحة وسلامة الناس وأرواحهم.
أما د.راشد العليمي فيشدد على عدم الفتح الآن، وقال: المشكلة في هذا الموضوع ان يطرح عاطفيا وكأن الحياة تعبدية والعلاقة بين الله سبحانه وتعالى كأنها متوقفة ونجد بعض الناس يطرح هذه القضية على وسائل التواصل ويشوش على العامة، والغالب عليهم تجنبهم العواطف ويجب عرضها على الجهات المسؤولة عن الفتوى في الكويت ولا ينظر الى بعض الدول التي فتحت مساجدها، ربما هذه الدول نسبة الوباء بها محدود، أما ان يقول البعض: «آن الأوان لفتح المساجد» وما أدراك ان أحدا ممن يحمل المرض لن يدخل إليها؟ ربما يكون الفحص عند باب المسجد وبعض الناس حالتهم مشتبه فيها ولا يظهر عليهم المرض في البداية، وتساءل د.العليمي: ماذا لو تأخروا في فتح المساجد شهرا او شهرين او لبعد رمضان، هل تعبدنا لله سبحانه وتعالى سيكون ناقصا؟ وهل هناك بخس في الأجر (حاشا لله)، أبدا، والله تعالى كريم وله الفضل العظيم لما أراد منا ان نحافظ على صحتنا، جعل لنا الرخص والبدائل بل أصبحت عزائم بأن نصلي في بيوتنا حتى يأتي الأمر بجلاء ووضوح أن المرض قد انتهى من دولتنا الحبيبة إن شاء الله، ونسأل الله ان يكون هذا عاجلا وليس آجلا.
وطالب بالحذر من طرح هذه القضية من باب العاطفة والظن بأن صلاة الناس في بيوتهم ناقصة وكأن فيها خللا وغير متقبلة، وكأن الناس اذا لم يصلوا في المساجد فرمضان سيكون عليهم غير وسيئا أو شاقا، وكل هذا الكلام القبيح في موضعه.
وأكد ضرورة ان نواظب ونستمر على الحفاظ على صحتنا، وقال: ندعو دولتنا ألا تستعجل في فتح المساجد الآن، في المسجد لن يستطيع المصلون ان يضبطوا المسافات بينهم يمنة ويسرة.
وأشار د.العليمي إلى ما حدث من بعض الناس عندما قيل لهم ان هناك حظرا في المنازل، فرأينا التسيب والاستهانة والاستكانة، ووجدنا قضية الولائم وتجمعات الأعراس، بعضهم يعاند ويخالف ويصر ويناقض كلام الدولة، فإذا كان هذا في الأمور اليسيرة فما بالنا في المساجد وخطبة الجمعة ونحن نرى انتشار وازدياد نسبة المصابين، ولذا لا أنصح بفتح المساجد فالدولة أحرص وأرحم بنا من أنفسنا وستقوم بفتح المساجد مع وجود الشفاء وانقضاء المرض بإذن الله.
آن الأوان
أما د.جلوي الجميعة فيعارض في الرأي ويقول: نعم آن الأوان لإعادة الجمعة والجماعات مع الأخذ بالاحتياطات اللازمة والتعقيمات وأخذ مسافة بين المصلين في الصفوف وان يحضر كل مصل سجادة خاصة به، ومبدئيا ان يصلي الإمام بالعاملين في المسجد الصلوات الخمس وأن يكون هناك جامع واحد في كل منطقة يصلى فيه الجمعة بالأئمة والمؤذنين، شيئا فشيئا حتى ترجع الأمور إلى وضعها الطبيعي مع فتح الميكروفونات للصلوات لمن أراد ان يتابع المسجد ممن يكون بجوار المسجد بالصلاة في بيته.
المسجد الكبير
وأضاف الشيخ عبدالرحمن السماوي: هذا الموضوع مرتبط ومرهون بتوجيهات أصحاب الشأن في وزارة الصحة هل آن الوقت أم لا؟ فنحن نرجو الله ان يذهب عنا هذا البلاء وتفتح المساجد عاجلا غير آجل، أما بخصوص إقامة صلاة الجمعة في المسجد الكبير فهي تكون جيدة ان تقام مع أخذ الاحتياطات اللازمة والإجراءات المتبعة.
نسأل الله أن يرفع الغمة عن هذه الأمة وأن يرفع عنا الوباء والبلاء.
اقرا ايضا