لم تــأت إشـادة منظمة الصحة العــالمية بإجراءات الكويت في مجابهة فـيروس كورونا من فـــراغ، بل كانت بناء على ما رأته المنظمة العالمية من تدابير احتـرازية فاقت نظيراتها من دول العــالم المتقدم .
الكويت ضربت مثالاً رائعاً بهذه التدابير الوقائية، وبتشكيلها خلية عمل على مستوى أكثر من رائع لإدارة هذه الأزمة ، لتوصل بـــذلك رسالة طمأنة لكل المواطنين والمقيمين على أرضها بأنها ستتخذ شعار الإنسان وصحته أولاً ، وقبل كل شيء .
وجاءت كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لتبعث الطمأنينة والسكينة في نفوس الجميع، فقد كانت بمنزلة البلسم الشافي، والدواء المعافي، وذلك عندما قال سموه في خطبة له في أول أيام حظر التجوال «وجهت سمو رئيس مجلس الوزراء باستنفار أجهزة الدولة وإمكاناتها لحماية سلامة وصحة الإنسان في الكويت - مواطنا أو مقيما أو زائرا - على حد سواء فالمرض لا يفرق بين إنسان وآخر وأنها أمانة في أعناقكم فلا تدخروا جهدا ولا تبخلوا بمال في هذا السبيل، واحرصوا على المكاشفة والشفافية الكاملة في كافة صور التعامل مع هذا الوباء».
إن فيروس كورونا المستجد وكما بين غيري من الأطباء يحتاج إلى إستراتيجية خاصة في مواجهته تقوم على مبدأين أولهما منع التفشي باستخدام كل الطرق المتاحة، وثانيهما معالجة الحالات المصابة، وعزل الحالات المشتبه بها، وهي خطة تمضي الكويت فيها على طريق النجاح.
إلا أن الدولة وحدها لن تستطيع تنفيذ خطة كهذه إلا إذا كان أفرادها على قدر من الوعي الصحي، والمسؤولية الصحية، ولذا فإن الالتزام بالتعليمات التي تؤكدها الجهات الصحية لا بد من تطبيقها حرفياً، حتى نستطيع أن نقهر هذا الفيروس الشبح، ومن هذا المنطلق فإنني أضم صوتي إلى صوت جميع المسؤولين في البلاد، وأطالب الجميع بالبقاء في المنزل .
أخيراً أود توجيه تحية خاصة إلى جيشنا الأبيض في الخطوط الأولى الذين يواصلون الليل بالنهار، تحية إجلال واحترام وتقدير، نثق في قدرتكم على الانتصار.. وسيكون ذلك قريباً، بإذن الله.
* رئيس وحدة المسالك البولية بمستشفى جابر للقوات المسلحة