مما لا شك فيه أن السلطات الصحية في الكويت قادت معركة «كوفيد 19» بكفاءة عالية، واقتدار كبير، والأدلة على ذلك كثيرة، والأمثلة عديدة، لكل متأمل منصف، خصوصا أنه ليس هناك مقياس معد، أو نموذج مسبق نستطيع أن نقيس عليه.
في الفترة الأخيرة توجت وزارة الصحة نجاحاتها المتوالية للتصدي لفيروس كورونا المستجد، وقامت بوضع خطة محكمة تكونت من خمس مراحل ستعود على إثرها الحياة - إن شاء الله - إلى طبيعتها، ووضعت وزارة الصحة شرطا أساسيا للتدرج في هذه المراحل ألا وهو تحقيق نتائج ملموسة بالأرقام في مجابهة «كوفيد 19»، وإلا الارتداد إلى المرحلة التي تسبق المرحلة التي نريد الانتقال إليها.
في الواقع نريد الآن أن نصل إلى نقطة مهمة جدا، وهي شرط السلطات الصحية للانتقال والتدرج بين المناطق، وهذا الشرط يرتبط بنا نحن، الذين نعيش على هذه الأرض الطيبة مواطنين ووافدين على حد سواء.
على الجميع الآن أن يتوقف ليسأل نفسه سؤالا على قدر كبير من الأهمية.. هل نريد عودة الحياة إلى طبيعتها؟ والإجابة ستكون نعم بالتأكيد، ولكن نعم لا تكفي بمفردها لتحقق نتائج العودة التدريجية للحياة، المطلوب هو تحقيق شرط السلطات الصحية، والذي لن يتأتى إلا إذا تمسك الجميع، وحث غيره على الالتزام بالاحترازات الصحية والوقائية، والذي سينعكس بدوره على تقليل نسبة الإصابات، ومن ثم سرعة انحسار المرض.
في هذه الخطة الخماسية التدريجية سيكون الفرد «المواطن أو الوافد» هو محور الارتكاز، فالرهان على الوعي أصبح لزاما، خصوصا بعد مضي فترة معقولة على هذا الوباء، مما جعل الناس تكتسب معلومات أكثر، وخبرة أفضل في الوقاية منه.
لم يتبق الآن في جعبة السلطات الصحية بعد كل هذا المجهود المضني، سوى الرهان على وعي الفرد، وتوجيهيه توعويا للمصلحة العامة، وهذا رهان سيكون كاسبا - بإذن الله.
دمتم بخير.. ودامت كويتنا الغالية العزيزة على قلوبنا جميعا بألـف خير.
* د.محمد الغانم: رئيس وحدة المسالك البولية بمستشفى جابر للقوات المسلحة