سألني تقريبا كل من اتصل بي عبر الهاتف من الأقارب والأصدقاء عن سؤال طبي، أظنه يدور في خلد كل شخص الآن، بل وأعتقد أن الكثيرين يريدون إجابة واضحة عنه لتكون لهم هذه الإجابة شفاء لما في الصدور من الظنون والتكهنات.
والسؤال الحائر هذا، الذي تكاد تلمسه بوضوح على صفحات السوشيال ميديا هو متى ينتج العلماء لقاحا لفيروس كورونا؟ وهل كل ما نسمعه من أخبار تقول إن العلماء باتوا قاب قوسين أو أدنى من صنع اللقاح صحيحة؟ وإن كانت صحيحة فلماذا تتضارب الأخبار في طول المدة وقصرها؟
وللإجابة عن هذا السؤال أستطيع أن أقول إن هناك مجهودات كبيرة ومضنية تتم الآن في عدد من المعامل العالمية لإنتاج لقاح يقف في وجه هذا الفيروس «الشبح»، وهو أمر بالطبع ممكن تقنيا، وقد تقل فعلا المدة اللازمة لإنتاج اللقاح، وذلك بعد أن تبادل العلماء التسلسل الجيني للفيروس، وهي خطوة تقلل جدا من فترة الاكتشاف، إلا أننا ننبه أن أي لقاح لا بد أن يخضع لتجارب سريرية بعد أن يتم التوصل إلى تركيبته.
ونستطيع أن نضرب مثالا على ذلك باللقاحات المحتملة التي طورت في بريطانيا وكذلك الولايات المتحدة الأميركية منذ بضعة أسابيع، ووفقا لما نشر في الأخبار العالمية فقد تم إعطاء اللقاح لعدد كبير من المتطوعين، وفي حال كانت النتائج إيجابية، فمن الممكن أن يكون اللقاح مطروحا في المستقبل القريب.
قد تسمعون كثيرا على الصفحات الإخبارية أن لقاحا ما قد تم التوصل إليه، إلا أن ذلك يحتاج إلى تجارب سريرية قد تطول وقد تقصر، بحسب النتائج والمؤشرات، ولذا فإن هناك بحوثا موازية تحاول التوصل إلى علاج للمرض بما هو متاح بين أيدي العلماء، وسواء تم التوصل إلى اللقاح، أو إلى العلاج فالعلماء بالطبع يحتاجون إلى وقت للتجارب السريرية قبل أن يخرجوا علينا بما ينقذ البشرية، ويعيد إليها حياتها الطبيعية، وإلى أن يتم ذلك -إن شاء الله- علينا أن نأخذ حذرنا من هذا الفيروس «الشبح»، ونلتزم بكل الإجراءات الاحترازية والوقائية من التباعد الاجتماعي وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى مع لبس الكمام وكذلك المحافظة علي غسل الأيدي بانتظام.. سلمكم الله جميعا من كل الشرور، وتقبل الله صيامكم وقيامكم.
* رئيس وحدة المسالك البولية بمستشفى جابر للقوات المسلحة