إذا كانت السلطات الصحية قد وضعت الخطة ذات المراحل الخمس للعودة إلى الحياة، لننتقل تدريجيا إلى الحياة الطبيعية، فإنها قد وضعت من دون شك وعي المواطن والمقيم في اعتبارها، بل وراهنت عليه أيضا، واعتبرته أساسا للانتقال من مرحلة إلى أخرى.
والآن وبعد أن انتهى الموعد المحدد للمرحلة الأولى، وكدنا ندخل إلى المرحلة الثانية، ارتأت السلطات الصحية التمديد لمدة أسبوع آخر، والتي سيكون التخفيف فيها أكثر يتبقى لنا عدة ملاحظات على المرحلة الأولى لابد أن نتجنبها في المرحلة الثانية، خصوصا بعد التمديد للمرحلة الأولى، بل ونعمل على تلافيها تماما ومنها:
1- لاحظنا في المرحلة الأولى وعند العودة إلى الحظر الجزئي ورفع الحظر الكلي عن مناطق المواطنين اندفاعهم نحو التزاور، والخروج غير المبرر، وهذا بالطبع مناف تماما لمتطلبات المرحلة.
2- التقارير الطبية أكدت أن هناك بعض كبار السن وصل إليهم الفيروس على الرغم من أنهم لم يغادروا منازلهم، وهذا دليل على أن أفراد المنزل من الشباب هم من نقل إليهم الفيروس، وهذا دليل أيضا على أن التعامل مع المرحلة لم يكن بالجدية الكافية.
3- ازدحام الطرقات والسيارات كان أيضا دليلا على الخروج بشكل عشوائي، «خروج من أجل الخروج»، وهذا بالطبع جاء على عكس التوصيات الصحية، والاحترازات الوقائية.
هذه الملاحظات نتمنى ألا نراها في المرحلة التالية، فمعركتنا اليوم هي معركة وعي، تأمل معي عزيزي المواطن والوافد.. فيروس خطير ليس له علاج أو مصل حتى الآن كيف نستطيع التعامل معه؟
نستطيع التعامل معه فقط من خلال الوعي الكامل، واتباع التعليمات الصحية، والتباعد الجسدي، حتى نستطيع حماية أنفسنا وأهلنا وأحبائنا، وألا نؤذيهم من دون قصد منا، إلى حين ظهور العقار ـ إن شاء الله -.
في الآونة الأخيرة أعجبتني مقولة انتشرت على مواقع السوشيال ميديا، وهي مقولة واقعية وبليغة تقول: «لا يوجد عقار يحميك من فيروس «كورونا» حتى الآن سوى العقار الذي تسكن فيه.. فلا تخرج».
* رئيس وحدة المسالك البولية بمستشفى جابر للقوات المسلحة