كيف نستقبل رمضان؟
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي: «كل عمل ابن ادم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة» ذلك وللصوم فضائل عظيمة وجليلة فيجب على كل مسلم اغتنامها وما أحوجنا إلى التأسي برسول الإنسانية، حول فضائل الشهر العظيم يحدثنا الداعية د. عيسى الظفيري.
أهلا رمضان
يعدد الداعية د. عيسى الظفيري فضائل رمضان المتعددة فيقول: شهر رمضان شهر اصطفاه الله عز وجل من بين الشهور واختصه بفضائل كثيرة وهي رحمات من الله عز وجل بالعباد، فهو شهر جعل الله سبحانه وتعالى فيه الخير وفيرا وكثيرا والأجر كبيرا، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه عز وجل: قال الله عز وجل «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
إن هذا الاصطفاء والتفضيل من الله عز وجل لرمضان وللعمل الصالح في رمضان، رحمة من رحمات الله عز وجل الكثيرة بالعباد، فهذا الشهر بأيامه المعدودة فضلت فيه الأعمال بل ان الله عز وجل هيأ الزمان والمكان لإقبال العبد على طاعة الله سبحانه وتعالى: قال صلى الله عليه وسلم: إذا جاء رمضان «فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين».
فالجنان تفتح ابوابها والنيران تغلق ابوابها ومردة الشياطين تصفد لتندفع النفوس وتقبل القلوب وتشمر السواعد وترص الصفوف طاعة لله عز وجل ولتتضافر الجهود تعاونا على البر والتقوى.
عتقاء من النار
واضاف د. الظفيري معددا فضائل الشهر الكريم ويقول، بل ان النبي صلى الله عليه وسلم يزيدنا اقبالا على رمضان بالعمل الصالح فيقول: «ان لله تبارك وتعالى تعالى عتقاء في كل يوم وليلة» عتقاء من النار في كل يوم وليلة، يا له من فوز يا لها من سعادة ان يستشعر العبد في يومه وليله انه قد اعتق من النار بفضل الله عز وجل لأنه كان عبدا طائعا لله عز وجل.
ونادى د. الظفيري قائلا: أيها المسلم، أيتها المسلمة لنستبشر جميعا بهذه الفضائل ولنستعد لهذا النور، ولننهل من هذا الكرم العظيم.
مدرسة
وأكد د. الظفيري ان شهر رمضان هو شهر التربية الاخلاقية موضحا ذلك بقوله: قال صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل أني صائم» متفق عليه.
ورسولنا صلى الله عليه وسلم يصحح مفهوم العبادة عند المسلمين فالبعض يتمسك ببعض الشعائر التعبدية ويظن بذلك انه قد استكمل العبادة وحقق مفهوم العبودية لله عز وجل، فتجده صائما ممسكا عن الطعام والشراب، إلا أن اخلاقه لا تتناسب مع الصيام فيشتم ويلعن ويتعدى ويظلم ويكذب ويغتاب ويسخر ويستهزئ ويتجرأ على شهادة الزور.
مؤكدا ان رمضان مدرسة للاخلاق الفاضلة، فإمساك عن الطعام والشراب بل امساك عن مواجهة الاساءة بالاساءة، ومقابلة الظلم الواقع على المسلم الصائم بالعفو والصفح.
وهذا التحلي بالأخلاق الحسنة والصفات الكريمة هو انتصار للقيم والمبادئ واشاعة للفضائل والاخلاق، وارغام للشيطان وتربية للنفس طوال السنة، والتحلي بالحكم وكظم الغيظ واستشعار للاجر والثواب من الله عز وجل لأن المسلم يستطيع ان يقابل الكلمة بكلمات والفعل بأفعال، ولكن ابتغاء وجه الله في هذه الاخلاق يلزمه بالإمساك والالتزام بأخلاق المسلم الصائم الطائع لربه والمدرك لمفهوم العبادة الشاملة.
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)، مشيرا الى ان هذه الاخلاق الفاضلة في رمضان تتمثل في التسامي على الجراح ونبذ الخلاف واصلاح ذات البين وانهاء الخلافات بين الجيران والاصحاب والارحام.
قال تعالى: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يشرف له في البنيان وترفع له الدرجات فليصل من قطعه ويعف عمن ظلمه».
وأكد د. الظفيري ان هذه هي الاخلاق التي تجعل المسلم يتجاوز الخلافات ويقبل على الطاعة في الاصلاح، بل يكون هو المبادر ليكون هو الأفضل كما جاء في الحديث الشريف: «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
أخرج الإمام أحمد في مسنده والإمام النسائي في سنته بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان فيقول: «قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك كتب عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه ابواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم».
وقال الحافظ ابن رجب - رحمه الله- في لطائف المعارف «قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان».
فكيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب والمقصر امثالنا بغلق ابواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت تغل وتسلسل وتصفد فيه الشياطين؟ قال معلى بن الفضل: كانوا - يعني الصحابة - رضي الله عنهم - يدعون الله ستة اشهر ان يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة اشهر ان يتقبل منهم رمضان.
وقال يحيى بن ابي كثير: كان من دعائهم - أي الصحابة رضي الله عنهم - اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا، فبلوغ رمضان لصيامه وقيامه نعمة عظيمة ومنحة ربانية كريمة لا يعرف فضل هذه النعمة الا من عرف فضل هذا الشهر الكريم العظيم المبارك.
أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد فأد حقوقه قولا وفعل وزادك فاتخذه للمعاد فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادما يوم الحصاد ومن فضائل شهر رمضان:1 - ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
2 - وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر».
3 - وروى البزار وابن خزيمة وابن حبان بإسناد صحيح عن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت ان شهدت ألا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فمن أنا؟ قال: من الصديقين والشهداء.
كتاب أعجبني
رقائق القرآن
كتاب من تأليف إبراهيم بن عمر السكران، جمع فيه حصيلة تأملات ومشاهدات اجتماعية مر بها في حياته، ويعرضها للقارئ تحت سراج القرآن مما اكتشفه من معان أخاذة في ترقيق القلب وتليينه وتزكيته وتطهيره وإعادته لمساره الطبيعي، وقد دون هذه الخلاصة من النتائج والتأملات في كتاب أعجبني يستحق قراءته، والكتاب يدور حول خواطر ونظرات وتأملات في بعض معاني الإيمان والتدين التي استعرضها القرآن، وتدور حول استحضار الآخرة ولقاء الله والأحداث التفصيلية التي قصها القرآن عما سيحدث في هذا اليوم القريب القادم، وما وصفه القرآن من قسوة بعض القلوب حتى تتفوق على الصخور، مستندا الى نماذج وأمثلة وقصص وبراهين من معاني احتواها كتاب الله وحقائق وأسرار العلاقة مع الله سبحانه وتعالى.
والكتاب من 175 صفحة متوسطة الحجم، بدأها الكاتب بعنوان «ذهول الحقائق»، ثم انتقل الى لحظة فداء، ثم الإطراق الأخير الذي فيه وصف لصور القرآن التي تنخلع لها القلوب مثل الحبو على الركب في ذلك اليوم، ثم انتقل الى توضيح فضل الصخور على القلوب، وتساءل: هل مجتمعنا خير من مجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وتحدث عن الراضين والصالحين واللاهجين بذكر الله، والكتاب يستحق ان يقرأه كل مسلم شغوف برقائق القرآن.
اكتشافات حديثة أثبتها القرآن والسنة قبل 1400 عام
والجبال أوتادا
قال تعالى: (والجبال أوتادا)، وقال (وألقى في الأرض رواسي ان تميد بكم).
بما أن قشرة الأرض وما عليها من جبال وهضاب وصحارى تقوم فوق الأعماق السائلة والرخوة المتحركة المعروفة باسم «طبقة السيما» فإن القشرة الأرضية وما عليها ستميد وتتحرك باستمرار وسينجم عن حركتها تشققات وزلازل هائلة تدمر كل شيء.. ولكن شيئا من هذا لم يحدث.. فما السبب؟
لقد تبين منذ عهد قريب ان ثلثي اي جبل مغروس في أعماق الأرض وفي «طبقة السيما» وثلثه فقط بارز فوق سطح الأرض، لذا فقد شبه الله تعالى الجبال بالأوتاد التي تمسك الخيمة بالأرض كما في الآية السابقة، وقد ألقيت هذه الآيات في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض عام 1979 وقد ذهل البروفيسور الأميركي «بالمر» والعالم الجيولوجي الياباني «سياردو» وقالا ليس من المعقول بشكل من الأشكال ان يكون هذا كلام بشر خاصة انه قيل قبل 1400 سنة لأننا لم نتوصل الى هذه الحقائق العلمية إلا بعد دراسات مستفيضة مستعينين بتكنولوجيا القرن العشرين التي لم تكن موجودة في عصر ساد فيه الجهل والتخلف كل أنحاء الأرض كما حضر النقاش العالم «فرانك بريس» مستشار الرئيس الأميركي «كارتر» والمتخصص في علوم الجيولوجيا والبحار وقال مندهشا «لا يمكن لمحمد ان يلم بهذه المعلومات ولابد ان الذي لقنه إياها هو خالق هذا الكون، العليم بأسراره وقوانينه وتصميماته».
وأكد العلم الحديث ان الجبال تعمل كمساكات للقارات من الصخور السائلة التي توجد تحت القشرة الأرضية الصلبة، ولولا جذور هذه الجبال المغروسة لطفت القشرة الى الخارج وانعدم توازن الأرض وثباتها، وقد عرفت هذه الحقائق العلمية مؤخرا عام 1956 فقط.
وإذا تأملنا قوله تعالى: (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) نجد أن العلماء يرون ان الجبال الالتوائية ألقيت فعلا من عل، من قمم الجبال القديمة بعد ان نحتتها عوامل التعرية ونقلتها ورسبتها في البحار التي نقلتها بدورها بواسطة الرياح لتستقر مرتفعة عن سطح البحر وقد التوت ونشأت منها السلاسل الالتوائية اي ان الجبال الالتوائية الموجودة وجدت من الرواسب التي ألقيت من هذه البحار القديمة.
فتاوي الصيام
نقط الأنف والأذن
ما حكم استخدام نقط الأنف والأذن أثناء الصيام؟
٭ وضع النقط في الانف يكون مفسدا للصوم اذا وصل الدواء الى الدماغ، فإذا لم يجاوز الخيشوم فلا قضاء عليه وكذلك وضع النقط في الاذن، حيث ذهب جمهور الفقهاء الى ان الصوم يفسد بالتقصير في الاذن اذا كان يصل الى الدماغ بينما يرى الشافعية انه لا يفطر.
الحجاب في رمضان فقط
ما حكم ارتداء الحجاب في شهر رمضان فقط ونزعه بعده؟
٭ على المرأة المسلمة ان تلتزم بالحجاب الشرعي في رمضان وغير رمضان، وشهر رمضان هو شهر توبة ورجوع الى الله وعلى المسلمة التي التزمت بأوامر الله وطاعته في شهر رمضان ان تستمر على ذلك بعد رمضان.
الامتحانات
هل الامتحانات الدراسية عذر يبيح الإفطار في رمضان؟
٭ لا يعتبر الاختبار عذرا للافطار في نهار رمضان.
سحب الدم
ما حكم من سحب منه دم وهو صائم؟
٭ لا يفسد الصوم.
نقل الزكاة
هل يجوز إخراج زكاة الفطر للفقراء في الدول الاسلامية أم يجب إخراجها داخل الكويت؟
٭ يجوز هذا ويجوز هذا إن تخرج الزكاة لأهل البلد أو تخرج لفقراء المسلمين خارج القطر، فلا شيء في ذلك وإن كانت الأولوية للفقراء والمحتاجين الذين هم بداخل الكويت، لكن اذا كانت هناك حاجة للفقراء المسلمين في الخارج كمن تصيبهم المجاعات والكوارث الطبيعية، فيجوز ذلك بل هم أولى.
تكفير الذنوب
كيف يكون شهر رمضان كفارة لكل الذنوب؟
٭ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» وفي هذا الحديث تصريح بأن شهر رمضان يمحو الذنوب السابقة ولكن بشرطين: الأول: أن يصومه مصدقا به بنية خالصة امتثالا لأمر الله تعالى.
والثاني: أن يصومه محتسبا، أي طالبا للثواب غير مستثقل لصيامه ولا مستطيلا لأيامه ولا كارها لما يصيبه من أذى الجوع والعطش، بل يحتسب النصب والتعب طوال أيامه ولا يتمنى سرعة انقضائه.
والحديث شامل لكل ذنب، لكن خصه جمهور الفقهاء بالصغائر دون الكبائر.
سماع الأغاني
سائل يقول: هل سماع الأغاني يفسد الصوم؟
٭ لا شك أن سماع الأغاني من الأمور التي تفسد الصيام وتحبط ثوابه لكنه لا يبطله وحكمها حكم الغيبة والنميمة والنظر المحرم أو الاجتماع على المنكرات وكل هذا من شأنه إفساد أجر الصيام وضياع الثواب وأن كان يبقى الصيام صحيحا لأن شروط صحة الصيام تتضمن الامتناع عن الطعام والشراب والجماع والاستقاءة وهذه الشروط الأربعة مجمع عليها بين أهل العلم وغيرها فيه خلاف بين الفقهاء.
مشاهد رمضانية
تكثيف تنظيم المرور
تنتشر الدوريات والدراجات المرورية في أماكن التجمعات، بحيث تتناسب مع الكثافة المرورية في الشهر الفضيل، خاصة عند المساجد والمجمعات والأسواق التجارية بالتعاون مع باقي اجهزة وزارة الداخلية، خاصة قبل موعد الإفطار، حيث تزداد السرعة من قائدي السيارات وتكثف الحملات الأمنية لمخالفة السيارات التي تقف في الممنوع، كما تنظم حركة المرور أمام المساجد التي يكثر فيها المصلون قبل انتهاء الصلاة وبعدها.
وذلك لردع المستهترين الذين يقودون سياراتهم بطيش وتهور وسرعات زائدة، وأيضا لتفادي عرقلة حركة السير، التي تسبق موعد الإفطار وفي المساء، وأيضا لتيسير حركة الدخول إلى المراكز والمجمعات التجارية ومغادرتها ومنع الازدحام والاختناقات المرورية وتنظيم الدخول والخروج من وإلى ساحات المساجد أثناء الصلاة والتقليل من الظواهر السلبية التي تؤدي إلى مضايقة الجمهور ومستخدمي الطريق في مختلف المواقع.
أقرأ أيضاً:
د.عادل المطيرات: أيها الصائم.. رمضان يدعوك للبذل والعطاء ورحمة الفقراء والمساكين النبي
الخراز: الدعوة باب عظيم لإخراج الناس من الضلال إلى الهداية
كن من المتنافسين في استقبال شهر رمضان الكريم بالطاعات
رمضان فرصة لتأديب النفس وإحياء القلب وحفظ الجوارح
الصيام يطفئ العصبية والغضب ويحسّن الحالة النفسية