شارك آلاف الطلاب في تظاهرة ضخمة بمدينة كراغوييفاتس الصربية، للمطالبة بالمساءلة وبإصلاحات حكومية، استكمالا لتحرك احتجاجي بدأوه منذ أشهر.
وحمل العديد من المتظاهرين سعف النخيل الملطخة بالدماء، وهي واحدة من رموز حركة الاحتجاج التي ظهرت إثر مقتل 15 شخصا في انهيار سقف محطة القطارات في نوفي ساد الواقعة في شمال صربيا في نوفمبر الماضي.
وقالت ماريا دامدارسكي (42 عاما) من ستاري بانوفشي البعيدة نحو 200 كيلومتر لوكالة فرانس برس «ما يحدث أمر لا يصدق حقا» مضيفة «ستبدأ ابنتي دراستها قريبا. لم يكن بإمكاننا تفويت ذلك».
ومنذ نوفمبر2024، يقود الطلاب التحركات الاحتجاجية التي لم تشهد البلاد مثيلا لها منذ تسعينيات القرن العشرين، ما دفع عددا من المسؤولين للاستقالة، وبينهم رئيس الوزراء ميلوس فوتشيفيتش في نهاية ينايرالماضي.
وأشعل الحادث الذي وقع في محطة القطار في نوفي ساد، ثاني أكبر مدينة في البلاد، فتيل حركة مناهضة للفساد على مستوى البلاد.
والتظاهرة في كراغوييفاتس (وسط)، هي الثالثة من نوعها بعد تنظيم أخريات في بلغراد ونوفي ساد في الأسابيع الماضية.
وعند الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش، وهو وقت حدوث المأساة، وقف المتظاهرون 15 دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا.
ويرى نيكولا كنيزيفيتش (25 عاما)، وهو طالب في الكيمياء من بلغراد أنه من المهم «إلغاء مركزية» التظاهرات في العاصمة «لإظهار أن جميع المدن تدعم مطالبنا».
وسافر إلى كراغوييفاتس برفقة إحدى أستاذته في الجامعة، دراغانا ميتيتش (55 عاما) التي أشارت إلى أن «(الطلاب) يحاربون الفساد في البلاد، حتى تعمل كل المؤسسات كما ينبغي».
ويولي سكان كراغوييفاتس اهتماما كبيرا بالطلاب، على غرار فلاديمير بيتروفيتش الذي قدم لهم الفطائر والشطائر.
وقال الرجل البالغ 50 عاما «لقد أيقظونا من سباتنا» و«أعادوا إلي الأمل. لقد حاولنا ذلك منذ 25 عاما لكن النظام غشنا. والآن نأمل ألا يتكرر ذلك مرة أخرى».
وفي حين تشهد جامعات البلاد حركات احتجاجية منذ عدة أشهر، حاولت الحكومة تلبية العديد من مطالب الطلاب، لكن المحتجين اعتبروا الاستجابة غير كافية وواصلوا ممارسة الضغط عليها.
وكرر رئيس الوزراء المستقيل دعوة الطلاب والأساتذة ومسؤولي الجامعات إلى التحدث مع الرئيس والحكومة.