رفض المستشار الألماني أولاف شولتس أي تدخل أجنبي في الانتخابات الألمانية، وذلك غداة خطاب لاذع لنائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس دعا فيه أوروبا إلى فتح الباب أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وكان شولتس الذي تنظم بلاده انتخابات في 23 فبراير، يتحدث في اليوم الثاني من اعمال الدورة الـ61 من مؤتمر ميونيخ للأمن أمس، على نفس المنصة التي شن منها فانس هجومه على ألمانيا والاتحاد الأوروبي بشأن حرية التعبير ومواضيع أخرى في كلمة أشاد بها في وقت لاحق الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
والتقى فانس أيضا أليس فيدل، أكبر مرشحي حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، والذي حصل على دعم قوي من ملياردير قطاع التكنولوجيا إيلون ماسك حليف ترامب.
وفي كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، رد شولتس على خطاب فانس فدافع عن المحرمات الألمانية ضد التعاون مع اليمين المتطرف وهو ما يطلق عليه «جدار العزل».
وقال شولتس «لن نقبل تدخل الغرباء في ديموقراطيتنا وفي انتخاباتنا. هذا غير لائق، وخاصة بين الأصدقاء والحلفاء».
استهل شولتس خطابه بالإشارة إلى زيارة فانس السابقة لمعسكر الاعتقال النازي داخاو قرب ميونيخ، وتعهده بعدم السماح بارتكاب مثل هذه الجرائم «أبدا مرة أخرى».
وقال شولتس «لا يمكن التوفيق بين الالتزام بعدم تكرار ما حدث ودعم حزب البديل من أجل ألمانيا».
وأضاف «لهذا السبب لن نقبل تدخل الغرباء في ديموقراطيتنا وفي انتخاباتنا، وفي التشكيل الديموقراطي للرأي لصالح هذا الحزب».
وعندما سئل بإلحاح بشأن تصريحات فانس خلال جلسة أسئلة وأجوبة، قال «نحن واضحون تماما في أن اليمين المتطرف يجب أن يظل خارج عملية صنع القرار السياسي وأنه لن يكون هناك تعاون معهم».
غير أن شولتس أعلن أنه في حين يتعين على أوروبا بناء صناعتها الدفاعية، فإن ألمانيا ستواصل أيضا شراء معدات عسكرية مصنوعة في الولايات المتحدة.
ودعا إلى «صناعة أسلحة أوروبية قوية»، لكنه أضاف «لن نتخلى عن التكامل عبر ضفتي الأطلسي لصناعاتنا الدفاعية. سنستمر في شراء معدات عسكرية أميركية جديدة في المستقبل».
من جهته، ندد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بالانتقادات الشديدة التي وجهها دي فانس إلى أوروبا بشأن الهجرة والديموقراطية، مشددا على أن «حرية التعبير مضمونة في أوروبا».
وكتب بارو على منصة إكس قبل إلقاء كلمته في مؤتمر الأمن في ميونيخ «لا أحد ملزم باعتماد نموذجنا، لكن لا أحد يمكنه فرض نموذجه علينا».
وكان فانس شن هجوما واسع النطاق ضد أوروبا وألمانيا بشكل خاص، واتهمهما بفرض قيود على حرية التعبير واستبعاد الأحزاب التي تعبر عن مخاوف قوية بشأن الهجرة.
وقال نائب الرئيس الأميركي في كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن إن «الديموقراطية ترتكز على المبدأ المقدس المتمثل في أن صوت الشعب مهم».
وأضاف «لا مجال لجدران العزل»، في إشارة إلى الموقف التقليدي للأحزاب الألمانية الرافضة للتعامل مع اليمين المتطرف.