أتمت إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية الدفعة السادسة من تبادل المحتجزين والمعتقلين بإشراف طواقم اللجنة الدولية للصيب الأحمر، وذلك تنفيذا لبنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما عائلات المحتجزين الإسرائيليين تدعو إلى عدم السماح بانهيار الهدنة.
وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن 369 أسيرا، فيما أطلقت حركتا المقاومة الإسلامية «حماس» و«الجهاد الإسلامي» سراح 3 محتجزين أحدهم يحمل الجنسية الروسية وآخر أميركي الجنسية. وكان مئات الفلسطينيين في استقبال الأسرى المحررين الذين كانوا يلفون الكوفية على أعناقهم، حيث التقوا أهلهم وأقاربهم وحملوا على الأكتاف قبل أن يتوجهوا إلى المراكز الصحية لإجراء الفحوصات اللازمة لهم.
وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في بيان أن من بين الأسرى المفرج عنهم 333 من غزة اعتقلهم الاحتلال بعد السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف البيان ان 36 أسيرا من الضفة الغربية محكوم عليهم بالسجن المؤبد ومن بينهم 24 قرر الاحتلال إبعادهم إلى الخارج وإلى قطاع غزة.
وقد انتشرت عبر وسائل إعلام إسرائيلية، صورة تظهر أسرى فلسطينيين وهم يرتدون ملابس تحمل رسالة موجهة من إسرائيل إلى «حماس».
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن مصلحة السجون زودت جميع الأسرى بملابس رياضية كتب عليها رسالة باللغة العربية: «لن ننسى ولا نغفر».
من جهتها، قالت «حماس» في بيان إن «هذه اللحظات التي نشهد فيها أسرانا الأبطال يعانقون الحرية، هي خطوة جديدة في مسيرتنا الطويلة نحو القدس». وأكد المتحدث باسم الحركة، عبداللطيف القانوع ان استئناف عملية التبادل جاء نتيجة التزام «حماس» مع الوسطاء والحصول على ضمانات إسرائيلية بتنفيذ الاتفاق. ولفت إلى أن الحركة تنتظر بدء إسرائيل بتنفيذ البروتوكول الإنساني بناء على الوعود والضمانات التي قدمها الوسطاء، لافتا إلى استمرار الاتصالات لمتابعة تنفيذ الاتفاق واستعدادا لمفاوضات المرحلة الثانية.
من جهة أخرى، طالب الإسرائيليون الـ 3 المفرج عنهم، من على منصة التسليم، باستكمال الإفراج عن الرهائن، بعد أكثر من 16 شهرا في الاحتجاز.
وتمت عملية تسليم المحتجزين الـ 3 بطريقة منظمة، حيث اصطحبهم الصليب الأحمر من قطاع غزة وسلمهم إلى السلطات الإسرائيلية، وبدا المفرج عنهم، في حالة صحية جيدة.
والمحتجون الـ 3 الذين جرى تسليمهم، هم: الإسرائيلي الروسي ساشا تروبانوف (29 عاما)، والإسرائيلي الأميركي ساغي ديكل تشين (36 عاما)، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن (46 عاما).
وطالب الثلاثة في كلمات ألقوها باللغة العبرية من على منصة التسليم: «بضرورة إتمام مراحل وقف إطلاق النار، وإعادة كل الرهائن إلى بلادهم».
ولفت تروبانوف إلى «أن الوقت ينفد أمام بقية الرهائن».
وقبيل عملية التسليم، ملأت مسؤولة في الصليب الأحمر أوراقا على طاولة إلى جانب عنصر من حركة «حماس». وقدمت «حماس»، للمحتجز المفرج عنه يائير هورن هدية عبارة عن ساعة رملية وصورة لرهينة إسرائيلي آخر لايزال في غزة يظهر فيها مع والدته.
وقد كتب إلى جانب الساعة الرملية وصورة الرهينة ووالدته باللغات العربية والعبرية والانجليزية عبارة: «الوقت ينفد» (بالنسبة للرهائن الذين لا يزالون في غزة)، وذلك لتسليط الضوء على أهمية الوقت في عملية المفاوضات ضمن صفقة غزة.
وبعد 5 عمليات تبادل سابقة، حرصت فصائل المقاومة الفلسطينية على أن تكون المنصة أكبر هذه المرة. وعلقت خلفها صورة كبيرة تتوسطها قبة الصخرة لمدينة القدس القديمة وبعض أحيائها، وقد كتب عليها: «نحن الجنود يا قدس، فاشهدي» باللغات الثلاث.
وعلى أحد الجانبين، علق ملصق يبدو فيه رئيس المكتب السياسي السابق لـ «حماس» يحيى السنوار جالسا على كرسي أحمر داخل مبنى مدمر، تذكيرا باللحظات الأخيرة قبل مقتله في 16 أكتوبر 2024.
وبدا السنوار، من الخلف وهو ينظر من خلال فجوة في الجدار نحو قبة الصخرة وقد كتب أعلاها باللغات الثلاث: «لا هجرة إلا للقدس».
ورحب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعودة المحتجزين الـ 3، وقال في بيان: «إن حماس حاولت خرق الاتفاق وخلق أزمة وهمية بمزاعم كاذبة، مشيرا إلى أنه بفضل تمركز القوات الإسرائيلية في قطاع غزة وفي محيطه، وبفضل تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الواضح والصريح، تراجعت الحركة واستمر إطلاق سراح الرهائن».
وأوضح مكتب نتنياهو أن إسرائيل تعمل بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة بهدف إنقاذ جميع الرهائن - الأحياء والأموات - في أسرع وقت ممكن، وتستعد بكل قوة لمواصلة هذه المهمة على كل الأصعدة.
من جهته، حذر «منتدى عائلات الرهائن» الذي يقود حملة من أجل إطلاق سراح المحتجزين في غزة من إفشال الهدنة الحالية، مؤكدا على ضرورة عدم ضياع الزخم المكتسب في الأسابيع الأخيرة.
وقال المنتدى في بيان أمس: «لا يمكننا السماح بانهيار هذا الاتفاق، يجب أن نستمر في استخدام هذا الزخم للتوصل إلى اتفاق سريع ومسؤول للجميع!».
أمين عام «التعاون الخليجي» يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وذكرت الأمانة العامة لمجلس التعاون في بيان أمس أن ذلك جاء خلال لقاء البديوي مع رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأدميرال جوزيبي كافو دراغوني على هامش أعمال مؤتمر (ميونيخ) للأمن في نسخته الـ 61 بألمانيا.
وذكر البيان أن الجانبين تناولا آخر التطورات الإقليمية والدولية بما فيها الأوضاع في المنطقة وفي مقدمتها الوضع في غزة، حيث شدد البديوي على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدا موقف مجلس التعاون الداعم للاستقرار الإقليمي والجهود الدولية لحل الأزمات الإنسانية.
من جهته، أكد رئيس اللجنة العسكرية لحلف «الناتو» خلال اللقاء أهمية الدور المتميز الذي تؤديه دول مجلس التعاون في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مشيدا بالمكانة التي تحظى بها دول مجلس التعاون في الأوساط الإقليمية والدولية.