هيمن الملف الأوكراني والموقف الأميركي المستجد منه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، على نقاشات مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لا ينبغي اتخاذ أي قرارات بشأن إنهاء الحرب الروسية في بلاده من دون كييف وأوروبا، في اشارة اعلان ترامب الصادم عزمه إجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لانهاء الحرب الاوكرانية فورا.
وقال زيلينسكي أمس إنه «لا قرارات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا، ولا قرارات بشأن أوروبا من دون أوروبا. يجب أن يكون لأوروبا مقعد على الطاولة».
وكان زيلينسكي قد حض واشنطن على وضع «خطة مشتركة» لمواجهة روسيا لكنه أشار إلى عدم وجود موقف مشترك بعد اجتماع مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس أمس الأول.
وقال زيلينسكي «لا يمكننا أن نوافق على وقف إطلاق النار دون ضمانات أمنية حقيقية ودون ضغوط على روسيا ودون نظام لإبقاء روسيا تحت السيطرة».
وأكد هن كييف «منفتحة» على مقترحات نشر قوات أوروبية تعمل كقوة حفظ سلام على الأرض لكنه لا يزال بحاجة إلى «مناقشة التفاصيل» مع نظرائه في القارة.
لكنه حذر من أن بوتين قد يسعى لاستخدام ترامب «كأداة دعائية» ربما من خلال محاولة إحضاره إلى موسكو لحضور العرض بمناسبة الاحتفال بيوم النصر الروسي في الحرب العالمية الثانية في مايو.
وقال زيلينسكي «يجب أن نضغط معا لتحقيق سلام حقيقي».
وقال الزعيم الأوكراني إن كييف لاتزال تناقش إمكانية تمكين واشنطن من الحصول على المعادن النادرة مقابل الدعم الأمني.
وفي رسالة أوسع نطاقا موجهة إلى أوروبا حض زيلينسكي القارة على «التحرك من أجل مصلحتها» في ظل تساؤلات حول الدعم المقدم من الولايات المتحدة في مواجهة التهديد من روسيا.
واعتبر ان «أوروبا تحتاج فقط إلى التكاتف والبدء في التحرك بطريقة لا يستطيع أحد أن يقول لها لا أو يفرض عليها الأوامر أو يعاملها وكأنها ضعيفة».
وكان نائب الرئيس الأميركي أكد لزيلينسكي أن واشنطن تريد تأمين سلام «دائم» في أوكرانيا، وذلك أثناء اجتماعه الأول في ميونيخ مع الرئيس الأوكراني الذي حذر من أن فرصة بلاده للصمود بوجه الغزو الروسي ستكون «ضئيلة» بلا دعم أميركي.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز «ستكون لدينا فرصة ضئيلة، فرصة ضئيلة للصمود من دون دعم الولايات المتحدة. أعتقد أن هذا أمر شديد الأهمية».
من جهته، قال دي فانس في ختام اللقاء «نريد أن نحقق سلاما دائما ومتينا، وليس سلاما يدخل أوروبا الشرقية في نزاع بعد عامين فقط». وأضاف نائب الرئيس الأميركي إنه أجرى مع زيلينسكي «محادثات جيدة» حول سبل بلوغ هذا الهدف وأنهما سيجريان مزيدا من المحادثات «في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة».
من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن أي مباحثات بين الولايات المتحدة وروسيا فيما يتعلق بالحرب الاوكرانية يجب أن تراعي الحفاظ على «سيادة أوكرانيا» وتتضمن دعما عسكريا يجعل حكومتها «قادرة على الدفاع عن نفسها».
وأضاف شولتس في خطاب ألقاه أمام المؤتمر أنه «يجب أن تكون أوكرانيا في نهاية أي مفاوضات قادرة على امتلاك القوات المسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي في المستقبل».