أكد قيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس أن الحركة مستعدة لإطلاق سراح كل الأسرى المتبقين دفعة واحدة في المرحلة الثانية من التهدئة في قطاع غزة، في حين أعلنت مصر إعداد تصور شامل ومتعدد المراحل للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في القطاع.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس «حماس» طاهر النونو إن حماس «أبلغت الوسطاء بأنها مستعدة ضمن اتفاق لإطلاق سراح كل الأسرى في المرحلة الثانية دفعة واحدة وليس على دفعات كما كانت الحال في المرحلة الأولى، في مقابل إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال».
وأضاف النونو أن حماس «أبدت للوسطاء أنها مستعدة لعملية تبادل واحدة لكل الأسرى بإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين الذين لديها ولدى المقاومة، الأحياء والجثث، بمن فيهم الضباط العسكريون الكبار».
وأوضح أن هذه الخطوة «للتأكيد على جديتنا واستعدادنا التام للمضي قدما في إنهاء هذا الموضوع وكذلك المضي في خطوات تثبيت وقف اطلاق النار وصولا للوقف المستدام».
ولم يوضح النونو عدد المحتجزين الإسرائيليين الذين ما زالوا لدى حماس أو فصائل مسلحة أخرى في قطاع غزة، ولا عدد الأحياء منهم بعد انتهاء المرحلة الأولى للتبادل.
لكن مصدرا آخر في «حماس» قال إن «حماس لم تفصح عن عدد المحتجزين المتبقين، الأحياء أو الأموات منهم، والمعلومات بشأنهم خاضعة للتفاوض في اطار المرحلة الثانية».
وكان رئيس حماس في قطاع غزة ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية أعلن أن الحركة ستسلم جثث أربعة إسرائيليين اليوم وستفرج عن ستة رهائن أحياء السبت.
وأعلنت كتائب المجاهدين وهي مجموعة عسكرية فلسطينية صغيرة في غزة أنها ستسلم ثلاث جثث من بين أربع تحتجزها اليوم، في إطار عملية التبادل الجديدة بموجب اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحماس.
وقال الناطق باسم المجموعة العسكرية ويدعى أبو بلال في بيان إنه سيتم اليوم «تسليم جثامين ثلاثة أسرى، تم أسرهم على يد مجموعة من مجاهدي كتائب المجاهدين في 7 أكتوبر 2023... قبل أن يتم قصفهم بصواريخ الاحتلال ومقتلهم واستشهاد المجموعة الآسرة».
وذكر مصدر في حماس أن الثلاثة أفراد عائلة واحدة قتلوا في نوفمبر 2023 في غارة جوية إسرائيلية في منطقة لم يحددها في قطاع غزة.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري د. بدر عبدالعاطي قيام بلاده بوضع تصور شامل ومتعدد المراحل للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، معربا عن التطلع لقيام المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي بدعم المساعي المصرية.
وذكرت وزارة الخارجية والهجرة المصرية في بيان أمس أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي أجراه د.عبدالعاطي مع نظيره البلغاري جورج جورجيف تناولا خلاله سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.
وأضاف البيان أن د.عبدالعاطي تناول مع نظيره البلغاري التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، إذ تم تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
من جهتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية أمس من مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي حربها الشاملة على الشعب الفلسطيني وأرضه في الضفة الغربية خاصة بمحافظتي جنين وطولكرم وارتكاب المزيد من جرائم القتل والتهجير.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة في تصريح صحافي إن قوات الاحتلال تشن حملة تدمير ممنهجة وتهجير للمواطنين، ما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين ومئات الجرحى.
وطالب بالتدخل لإيقاف عدوان الاحتلال وعدم تشجيعه على التمادي في عدوانه الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
إلى ذلك، قالت وسائل إعلام إن إسرائيل قررت البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بقطاع غزة بشرط نزع سلاح المقاومة، في حين رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أي مقترح بنزع السلاح أو إبعادها من القطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر البدء رسميا في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل الأسبوع المقبل، على قاعدة نزع سلاح حركة حماس.
وأضافت هيئة البث أن مفاوضات المرحلة الثانية ستبدأ مع وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل.
من جانبها، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو التزم بشأن المرحلة الثانية من صفقة التبادل، بنزع السلاح في غزة ورفض خطة نقل السيطرة من حماس إلى السلطة الفلسطينية.
وأوضحت القناة أن هناك استعدادات لاستئناف القتال نظرا لصعوبة تقييم فرص نجاح المرحلة الثانية، بحسب تعبيرها.
في المقابل، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم ـ في بيان ـ إن اشتراط الاحتلال إبعاد حماس عن القطاع «حرب نفسية سخيفة».
وأضاف أن خروج المقاومة (من غزة) أو نزع سلاحها أمر مرفوض. وشدد على أن أي ترتيبات لمستقبل قطاع غزة ستكون بتوافق وطني.