نجح الوسطاء في إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد تعهد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل بالالتزام بالجدول الزمني المحدد للهدنة في القطاع.
وقالت قناة «إكسترا نيوز» الإخبارية إن مصر وقطر نجحتا في «تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة».
وأفاد مصدران فلسطينيان مطلعان على المفاوضات المتعلقة لوكالة «فرانس برس» بأن عملية التبادل السادسة للمحتجزين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين سيتم تنفيذها غدا وفق الجدول الزمني المقرر في اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
من جهة أخرى، قالت قناة «القاهرة» الإخبارية إن شاحنات محملة بمنازل متنقلة اصطفت عند معبر رفح استعدادا لدخول غزة.
إلا ان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي عومر دوستر قال إنه «لا معدات ثقيلة» ستدخل القطاع عبر معبر رفح الحدودي.
وأوضح دوستر عبر منصة «إكس» أمس «لا دخول للكرفانات (المنازل النقالة) أو معدات ثقيلة إلى قطاع غزة ولا تنسيق بهذا الخصوص». وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، يستخدم معبر رفح لإجلاء الجرحى والمرضى فيما تدخل المساعدات الإنسانية والبضائع عبر معبر كرم أبوسالم.
وأوضح مصدر لوكالة «فرانس برس» أن «الوسطاء أجروا مباحثات مكثفة وتم الحصول على تعهد إسرائيلي مبدئيا بتنفيذ بنود البروتوكول الإنساني في غزة».
من جهتها، أكدت «حماس» في بيان أمس «الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد»، مضيفة أن محادثات القاهرة الهادفة إلى تجاوز المأزق وتنفيذ كامل بنود اتفاق الهدنة كانت «إيجابية».
وقال الناطق باسم الحركة عبداللطيف القانوع «لسنا معنيين بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحريصون على تنفيذه وإلزام الاحتلال به كاملا»، مضيفا ان «الوسطاء يمارسون ضغطا لإتمام تنفيذ كامل الاتفاق وإلزام الاحتلال بالبروتوكول الإنساني واستئناف عملية التبادل يوم السبت المقبل» كما هو مقرر.
في الغضون، أعرب سكان في غزة عن رغبتهم في صمود الهدنة، وقال عبدالناصر أبوالعمرين لـ «فرانس برس»: «باعتقادي لن تعود الحرب مرة أخرى لأنه لا أحد معنيا بعودة الحرب، لا حركة حماس ولا حتى إسرائيل، لأن الحرب تشكل ضررا على جميع الأطراف».
وفي الضفة الغربية المحتلة، قالت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية إن شابا فلسطينيا «استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب مدينة نابلس».
وذكرت الهيئة في بيان صحافي أمس أنها أبلغت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل الشاب عيسى جبالي (28 عاما) برصاص الاحتلال قرب بلدة حوارة قرب نابلس إلى جانب احتجاز الاحتلال جثمانه.
في المقابل، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في بيان، إن قواته قتلت فلسطينيا وصل راكبا قرب مدخل قاعدة قيادة لواء شومرون العسكرية.
وأوضح البيان أن الفلسطيني تقدم نحو القوات الاسرائيلية في المكان «بطريقة مريبة»، مشيرا إلى عدم وقوع إصابات في صفوف الجيش.
وباركت «حماس» العملية التي وقعت قرب حاجز حوارة في نابلس، وقالت إنها «عمل بطولي جديد يأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال ومستوطنيه المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، وقطاع غزة».
وأكدت الحركة في بيان أن جرائم الاحتلال ضد «شعبنا الفلسطيني، من اقتحامات واعتداءات على المقدسات، ومخططات الضم والتهجير، لن تحصد سوى مزيد من العمليات البطولية والرد بكل الوسائل المتاحة».
جاء ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية «السور الحديدي» في مدينة جنين ومخيمها والتي بدأها في 21 يناير الماضي، ما أسفر عن مقتل 25 فلسطينيا وإصابة العشرات، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية.
وقال مساعد محافظ جنين في السلطة الفلسطينية، منصور السعدي، في تصريحات صحافية إن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 120 منزلا بشكل كامل في مخيم جنين، إضافة إلى حرق ونسف منازل في عدة أحياء بالمدينة.
وأضاف السعدي أن الجيش الإسرائيلي أجبر نحو 20 ألف فلسطيني على النزوح من مخيم جنين، حيث أفرغه بشكل كامل، في وقت يواصل الدفع بتعزيزات عسكرية مصحوبة بالجرافات إلى المدينة ومحيط المخيم.
وذكرت مصادر محلية وشهود عيان أن جيش الاحتلال يواصل شق طرق جديدة في عمق المخيم، حيث نشر صورا للافتات تحمل أسماء شوارع بالعبرية تم توسيعها أو فتحها حديثا.
من جانبه، قال مدير مستشفى «جنين» الحكومي وسام بكر إن المستشفى يعاني من نقص في المياه بسبب تدمير شبكات الإمداد، فيما تواجه الكوادر الطبية صعوبة في الدخول والخروج بسبب عمليات التجريف.
وأوضح بكر في بيان أن أقسام المستشفى تعمل بالحد الأدنى، مشيرا إلى أن المواطنين يخشون الوصول إليه بسبب وجود آليات الجيش الإسرائيلي أمام بواباته بشكل يومي.
وبحسب مؤسسات فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى، فإن عدد المعتقلين في جنين وصل إلى ما لا يقل عن 110 أشخاص، مع توقعات بارتفاع العدد مع استمرار العملية العسكرية.
في الغضون، أفادت مصادر فلسطينية قناة «الجزيرة» الفضائية بسماع دوي انفجار ضخم في مخيم نور شمس بطولكرم في الضفة.