أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أنه سيكون من الصعب على أوروبا الاستعاضة سريعا عن القوات الأميركية المنتشرة في القارة، في ظل الحديث عن احتمال خفض واشنطن عديد قواتها.
وقال بيستوريوس خلال «مؤتمر ميونيخ للأمن» الجمعة «سيتعين علينا التعويض عما سيخفف الأميركيون من القيام به في أوروبا.. لكن لا يمكن أن يتم ذلك بين ليلة وضحاها».
وأشارت إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى أنها بحاجة إلى إعادة تركيز تموضعها الاستراتيجي بعيدا عن أوروبا وباتجاه آسيا لمواجهة الصين، عدوتها الأساسية.
وأفاد بيستوريوس بأنه عرض خارطة طريق على نظيره الأميركي بيت هيغسيث عندما التقيا أثناء قمة «الناتو» في بروكسل.
وشملت الخطة «تغيرا في تشارك العبء، بطريقة منظمة» و«لا تظهر فيها فجوات خطيرة في الإمكانيات مع الوقت»، بحسب بيستوريوس.
وقال بيستوريوس إن هيغسيث يرى الأمر «بالطريقة ذاتها».
وأضاف «سيكون أمرا جيدا إذا تمكنا من ترجمة اتفاق الأمس الشفوي إلى تحرك بشكل سريع».
من جهته، قال نائب الرئيس الاميركي جيه دي فانس للصحافيين في ميونيخ إن الرئيس ترامب يرى أن على أوروبا لعب دور أكبر في الدفاع عن نفسها وبأن على ألمانيا القيام بدور أكبر أيضا.
وأضاف «بكل بساطة، على ألمانيا القيام بدور رئيسي هناك باعتبارها أكبر اقتصاد في أوروبا».
من جانبها، قالت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أي هزيمة محتملة لأوكرانيا ستعني أيضا «إضعاف الولايات المتحدة».
وقالت فون دير لاين في خطاب ألقته خلال مشاركتها في مؤتمر ميونيخ للأمن إن «انهيار أوكرانيا سيضعف أوروبا ولكن هذا الانهيار سيضعف الولايات المتحدة أيضا».
وناشدت المسؤولة الأوروبية الرئيس الأميركي دونالد ترامب العمل على تحقيق «سلام عادل» في أوكرانيا «لا يأتي على حساب الأوكرانيين والأوروبيين».
وأضافت أنه على الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين أن يثبت في أي مباحثات مع نظيره الأميركي ترامب أنه لا يريد الحرب إلى جانب إثبات أنه «تخلى عن هدفه المتمثل في رغبته في تدمير أوكرانيا».
وذكرت أن أوكرانيا تريد «السلام والقوة» وأن الرئيس ترامب «أكد أنه ملتزم بهذا المبدأ».
على صعيد متصل، أشار بيان أصدره الاتحاد الأوروبي إلى أن فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا اجتمعا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن.
ونقل البيان عن فون دير لاين تأكيدها أنها ستسرع العمل على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي مجددة دعم الكتلة الأوروبية لكييڤ حتى يتم التوصل إلى «سلام عادل ودائم» مع ضمانات أمنية «قوية».
وأضاف البيان أن فون دير لاين وكوستا أكدا لزيلينسكي أن «السلام العادل والشامل والدائم هو الذي سيؤدي إلى أوكرانيا ذات سيادة ومزدهرة ويضمن أمن أوكرانيا وأوروبا».
وأبدى المسؤولان الأوروبيان كذلك استعداد الاتحاد الأوروبي «لوضع أوكرانيا في موقف قوي قبل أي مفاوضات مستقبلية وتوفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا».
كما شددا على ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي وتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية ومساعدة تعزيز القوات المسلحة الأوكرانية.