- النشمي: يجوز تعجيل الزكاة عن وقتها لمتضرري «كورونا» ممن انقطع مصدر معيشتهم
- النجدي: ذهب المالكية إلى أنه لا يجوز تعجيل الزكاة قبل تمام الحول بمدة كبيرة
- فجحان: يجوز إذا كانت هناك حاجة ماسّة ولمصلحة المسلمين
الزكاة فرض عين على المسلم تجب في ماله مادام ناميا بالغا للنصاب وحال عليه الحول، قال تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) وقال صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع احد لله إلا رفعه» فهل يجوز تعجيل دفع الزكاة لمتضرري «كورونا» الفقراء والمعطلين لسنة أو أكثر.
هذا ما يجيب عليه العلماء:
عن إخراج الزكاة قبل وقتها يقول العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.عجيل النشمي: نظرا للأزمة الحالية بسبب وباء فيروس كورونا فقد انقطعت رواتب بعض الناس وتعطلت أعمال كثيرين فانقطع مصدر معيشتهم فهل يجوز لمن تجب عليه الزكاة من ميسوري الحال أن يعجل زكاته ليقدمها لهؤلاء المتضررين؟ الجواب: يجوز تعجيل الزكاة عن وقتها وهذا قول جمهور الفقهاء وقد ورد ان العباس رضي الله عنه «استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته - أي زكاته - فأذن له». أخرجه أبوداود وغيره وخاصة إذا وجد سببا للتعجيل بل هو افضل في حال الحاجة والضرورة وأحوال الكوارث التي تحل بالمسلمين فيحتاجون إعانتهم، وكذلك في حال ترتب ديون على أناس حلت وعجزوا عن سدادها، ويشمل ذلك من انقطعت رواتبهم أو توقفت اعمالهم وهي مصدر رزقهم كمن ألجأتهم ظروف ازمة وكارثة البلاء والوباء بفيروس كورونا، ويجوز تعجيل الزكاة في هذه الأحوال لسنة او سنتين او اكثر. ومن عجل زكاة ماله ثم جاء موعد زكاته المعتاد، فإن كان ماله نقص او لم يزد شيئا فلا زكاة عليه لأنه عجل نصيب الزكاة وإن زاد ماله عند الحول المعتاد فيزكي المال الذي زاد.
سبب الوجوب
ويضيف د.محمد الحمود النجدي مبينا حكم تعجيل الزكاة، يقول: اشترط اهل العلم لوجوب الزكاة شروطا منها بلوغ النصاب وحولان الحول بالشهور الهلالية، وأجمعوا على أنه لا يجوز تعجيلها قبل أن يكتمل النصاب، قال ابن قدامة: «ولا يجوز تعجيل الزكاة قبل ملك النصاب بغير خلاف علمناه» والعلة في ذلك أنه تعجيل للحكم قبل سببه.
واختلفوا في جواز تعجيلها قبل تمام حولها، فذهب المالكية الى انه لا يجوز تعجيل الزكاة قبل تمام الحول بمدة كبيرة، لما رواه ابن ماجة: عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول»، وبه قال ربيعة وسفيان الثوري، وداود وابوعبيد. وذهب اكثر اهل العلم الى جواز تعجيلها قبل تمام الحول من غير كراهة، لاسيما ان كانت هناك مصلحة للمسلمين كوجود حاجة عاجلة لدى الفقراء، او تنزل بالمسلمين نازلة، لما رواه الخمسة إلا النسائي: عن علي رضي الله عنه ان العباس سأل النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل زكاته قبل ان تحل فرخص له ذلك» قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وعن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر: «إنا قد أخذنا زكاة العباس عام الأول للعام» رواه الترمذي، وقال: «وقد اختلف أهل العلم في تعجيل الزكاة قبل محلها، فرأى طائفة من أهل العلم ألا يعجلها، وبه قال سفيان الثوري قال: أحب إلي ألا يعجلها، وقال أكثر أهل العلم ان عجلها قبل محلها أجزأت عنه، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «يجوز تعجيل الزكاة قبل وجوبها بعد وجوب سبب الوجوب، عند جمهور العلماء منهم الأئمة: أبوحنيفة والشافعي وأحمد، فيجوز تعجيل زكاة الماشية والنقدية وعروض التجارة إذا ملك النصاب».
يجوز
وأكد د.سعد فجحان انه يجوز تقديم الزكاة عن موعدها بسنة او سنتين كذلك، لاسيما اذا كانت هناك حاجة ماسة ولمصلحة للمسلمين فيجوز تعجيل الزكاة قبل تمام الحول على مذهب الجمهور المالكية لما ثبت ان العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل الرسول صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل ان تحل، فرخّص له في ذلك.
اقرا ايضا