- العبدالله: هذا العام مختلف ونقوم بجميع العبادات كاملة بالبيت كما هي في المسجد
- السويلم: فرصة للخلوة ومراجعة الحسابات وتصفية الذهن
- الشيباني: الحظر من المنح التي هي من أبرز ما في المحنة فاستفيدوا من وقتكم
- طالب: هناك من الأمور الكثيرة التي يستفيد منها الصائم أثناء الحظر
لا شك أن الظروف التي فرضها علينا فيروس كورونا غيرت من نمط حياتنا التي تعودنا عليها سواء في الأمور التعبدية أو اللقاءات وتلبية الدعوات وصلاة التراويح، والآن كل ملتزم في بيته حماية ووقاية من الإصابة من المرض ووقت الحظر الذي يصل الى 16 ساعة، فكيف يستفيد الصائم من هذا الوقت؟
عمل فردي
يقول الباحث خالد العبدالله: لقد أمر الله سبحانه وتعالى أن ينتشر هذا الفيروس ويتم الحظر لنا وعلينا، لذا هذا العام يمر علينا شهر الصيام بشكل مختلف، حيث إننا نقوم بعباداته الواجبة كاملة بالبيت، كل الفرائض بالبيت كما هي في المسجد، من تلاوة القرآن وصلاة التراويح التي تجمع بين أهل البيت وتؤلِّف بين قلوبهم، إذن أضاء نور الايمان بيوتنا وقلوبنا أكثر وتعلمنا الصبر وزاد اليقين بالله، وعلمنا أن ما يفرضه الله ويكتبه على كل خلقه خير ورحمة عظيمة يريد بها سلامة البشر من كل شر، لذلك فهو خير العادلين، فلقد نقلنا الله من عالم خارجي الى عالم داخلي على كل مسلم الاستفادة منه ومن فوائده المتعددة، وكما قال تعالى في محكم آياته (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين) فلما نعلم أن الكثير من خلقه لجأ اليه سبحانه وازداد إيمانا ويقينا، فلن يتم التخلف عن العبادات والكل تقريبا سواسية، كل هذا بفضل من الله تعالى.
وزاد: صحيح ان المجهود فردي ولكن اجتمعت عند الخالق سبحانه في آن واحد، لذلك هي خيرة طيبة قد منّ الله بها علينا، فصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
تصفية الذهن
يضيف الشيخ يوسف السويلم: وقت الحظر فرصة للخلوة ومراجعة الحسابات في هذه الحياة الهشة التافهة، وهو فرصة لتصفية الذهن والتفكير السليم لأن الانسان يكون غير مشغول مثل السابق وعليه صياغة وبرمجة حياته من جديد ونبذ كل ما يعطل أوقاته أو يكون معوقا لمسيرته، وعليه التركيز على ما هو مفيد من قراءة الكتب الشرعية وكتب الحديث والسيرة والاشتراك في دورات مفيدة عبر الإنترنت. كما عليه التخطيط للمستقبل بترو وتؤده ومعرفة الأخطاء والعمل على تصحيحها، وعلى الانسان أن يجعل لنفسه وقتا للاخلاء بالنفس ونستغلها في إعادة ترتيب أمور حياتنا في هدوء.
فرصة لن تعوض
ويؤكد ماجد الشيباني أن الصحة والفراغ من النعم التي يتحسف ويخسر الانسان اذا ضيعها، قال صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» البخاري. وهذا العام رمضان مختلف عن غيره، بل وقد لن يتكرر، فنحن نعيش ولله الحمد بأمان ورغد من العيش وإجازة من الأعمال ومطالبون بالجلوس في المنازل وفق القانون، فلابد من استغلال هذه الأوقات بما يعود على الانسان بالنفع، أولها التفرغ التام للعبادة، فليس عند المسلم أشغال يتعذر بها كما كان في السابق، وكذلك تصحيح بعض الأخطاء في العلاقات الأسرية وتربية الأبناء والتي كانت بسبب انشغال ولي الأمر وكثرة مكوثه خارج المنزل قبل هذه الفترة، أيضا بالتواصل والاطمئنان على أرحامه وأصدقائه ومعارفه وإعادة ترميم تلك العلاقات الاجتماعية التي تقطعت بسبب المشاغل الدنيوية، والاستفادة أيضا من المنصات الافتراضية على الشبكة العنكبوتية عن بُعد لكثير من العلوم ومن أجلها وأفضلها العلوم الشرعية، فهاهي منصات الحلقات القرآنية نشطة وبكثرة وكذلك المنصات العلمية والدعوية وأيضا التوعوية التي يحتاج الانسان الى زيارتها خاصة في هذه الجائحة ليزيد من معلوماته حولها.
وأكد الشيباني أن هذه الفرصة من المنح التي هي من أبرز ما في هذه المحنة، فالواحد منا يجد الوقت الكافي بل والزائد وليس هناك كثير مشاغل تشغله عن الأساسيات التي يجب عليه إعادة النظر فيها، ونحن ننعم بفضل الله في كثير من النعم، وقد لا تتهيأ هذه الفرصة مرة أخرى، فعلى المسلم الجد والاجتهاد فيما يعود عليه بالنفع والاستفادة الحقيقية من هذا الوقت. ويضيف الداعية عبدالرحمن طالب: لا شك بأن هناك أمورا كثيرة يمكن عملها أثناء الحظر وهي كالتالي: وأهمها بشهر القرآن عمل من 4 الى 5 ختمات للقرآن ويكون التنافس بين الأسرة، كذلك بر الأم بمساعدتها في عمل البيت خلال الحظر، وعمل شبكة تواصل اجتماعي مع ذوي الأرحام من عم وعمة وخال وخالة بشكل يومي والسؤال عنهم، وكذلك عمل مسابقات ثقافية ودينية تعم بالفائدة على الجميع، وتكليف أفراد الأسرة بعمل يومي لخاطرة دينية أو ثقافية أو علمية بين الأفراد لتعليم طريقة الإلقاء ومواجهة الجمهور، وأيضا من الممكن اختيار إحدى القنوات بالوقت المناسب لمتابعة درس منهجي لشرح كتاب قيم من أحد المشايخ المعروفين، وعمل جلسات حوارية بين الأسرة من خلال طرح قضية للنقاش في أمور دينية أو غيرها تعم بالفائدة، وتخصيص وقت للرياضة الجسدية التي تعود بالنفع على الجسم بتخصيص أي مكان داخل البيت لممارسة الرياضة، وكذلك تخصيص وقت للقراءة من الكتيبات الصغيرة، وعمل جلسات خاصة درس بين الحين والآخر عن سيرة خير البشر، والمحافظة على صلاة التراويح الجماعية لكل أفراد الأسرة تعطي شعورا إيمانيا طيبا عوضا عن صلاة الفراض، ولا شك في أنها إيمانيات قوية للقلب وبإمكاننا عمل جولات تفقدية بالهاتف حق الجار والأصدقاء وغيرهم للسؤال عنهم بين الحين والآخر، لما فيه من أجر عظيم اتباعا لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في تفقد أصحابه.
اقرا ايضا