- الشطي: عن طريق الرابط الخاص بالجمعية الخيرية لإخراجها قبل العيد بيوم أو يومين
- الجميعة: الأخذ برأي الشافعي بأن يخرجها المسلم في أول رمضان للظرف الاستثنائي الذي نعيشه
- العصيمي: إما عن طريق الوكالة للجمعيات الخيرية أو بدفعها مالاً ليشتروا بها طعاماً للفقراء خارج الكويت
- العتيبي: التوكيل مع اشتراط عدم إخراجها للفقير إلا قبل العيد بيوم أو يومين
تجب زكاة الفطر بغروب شمس آخر يوم من شهر رمضان، والسُنة إخراجها يوم عيد الفطر قبل صلاة العيد، ويجوز تعجيل اخراجها قبل العيد بيوم او يومين، ولكن مع الظروف التي نعيشها فكيف يخرج المسلم زكاة الفطر في حالة الحظر الكلي؟ وهل يجوز اخراجها نقدا؟
في البداية، يرى د.بسام الشطي انه اذا وقع الحظر الكلي يوكل الناس الجمعيات الخيرية بإرسال مبلغ الزكاة عبر الرابط الخاص بالجمعية، وبدورها تقوم الجمعية بإخراجه طعاما قبل العيد بيوم او يومين، لأن الهدف من الزكاة طهرة للصائم من الرفث وطعمة للفقير يوم العيد.
ظرف استثنائي
من جانبه، يقول د.جلوي الجميعة: الاصل ان زكاة الفطر تجب بالفطر من رمضان بالاتفاق، واختلف الفقهاء في تحديد وقت الوجوب، فذهب الشافعي واحمد ومالك في رواية عنه: الى انها تجب بغروب الشمس من آخر يوم من ايام رمضان، وقال مالك في احدى الروايتين عنه وابوحنيفة: تجب بطلوع الفجر من يوم العيد، اما وقت الاخراج فهو قبل صلاة العيد، لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بزكاة الفطر قبل خروج الناس الى الصلاة، فعن عكرمة قال: يقدم الرجل زكاته يوم الفطر بين يدي صلاته، فإن الله تعالى يقول (قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى)، انتهى. واختلفوا في تعجيلها عن وقتها، فمنع ابن حزم وقال: لا يجوز تقديمها قبل وقتها اصلا.
وذهب مالك واحمد في المشهور عنه الى انه يجوز تقديمها يوما او يومين، وذهب الشافعي الى انه يجوز اخراجها اول رمضان، وذهب ابو حنيفة الى انه يجوز اخراجها قبل رمضان، والراجح ما ذهب اليه مالك واحمد من جواز اخراجها قبل الفطر بيوم او يومين، اي اعتبارا من 28 رمضان، ولا يجوز اكثر من ذلك لما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم او يومين. فقوله: كانوا اي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن في ظروف الحظر للجميع والحجر الصحي للبعض وصعوبة اخراجها في وقت متأخر قبل العيد ولخشية فواتها، ارى ان الاخذ برأي الشافعية والذي يجيز اخراجها في اول رمضان هو المناسب لهذا الظرف الاستثنائي الذي نعيشه.
عن طريق الجمعيات الخيرية
بدوره، يقول د.محمد ضاوي العصيمي: اختلف الفقهاء في اخراج الزكاة قبل العيد بيوم او يومين، ومن اهل العلم من ذهب الى جواز اخراجها من اول رمضان وليس قبل رمضان، لأنه قال زمن الوجوب لم يدخل وهو شهر رمضان، ومنهم من قال تخرج نصف رمضان، ومنهم من ذهب الى ان تخرج قبل العيد بيوم او يومين، وهذا هو القول الراجح كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
ولفت د.العصيمي الى اننا في ظل هذه الظروف وهذه الازمة التي نعيشها فالحلول كالتالي: الحل الاول ان المزكي يخرجها للجمعيات الخيرية بنية الوكالة على ان يخرجوها في وقتها الشرعي وهو قبل العيد بيوم او يومين، فالزكاة لا تخرج للفقير الا في وقتها الشرعي، ولكن اخرجها من قبل بنية التوكيل، الامر الثاني ان يدفعها الانسان عن طريق الروابط الموجودة فيدفعها للجمعيات الخيرية واللجان مالا ليشتروا بها طعاما خارج الكويت وتوزيعها على الفقراء فهم في حاجة، والحظر عندهم اقل بكثير، وهناك من اهل العلم من قال ان سقط اخراج الزكاة في وقتها والاصل انه لا يجوز تأخيرها ليوم العيد، ولكن اذا وجدت الضرورة والحاجة كما هو في حالة الحظر يجوز تأخيرها بعد العيد، فهذا الانسان معذور لوجود الحاجة الماسة او الضرورة.
التوكيل
ويضيف الشيخ فيصل علوش العتيبي: الاصل في زكاة الفطر ان تدفع بعد مغيب شمس آخر يوم من رمضان، والافضل في وقتها ان يدفع المسلم للفقير بعد صلاة الفجر من يوم العيد قبل ان يخرج للمصلى، لكن ذكر اهل العلم انه يجوز اخراجها قبل العيد بيوم او يومين، وهو مذهب المالكية والحنابلة، واستدلوا بحديث ابن عمر رضي الله عنهما «وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم او يومين» رواه البخاري.
وقال ابن قدامة في «المغني» سبب وجوبها الفطر، بدليل اضافتها اليه، والمقصود منها الاغناء في وقت مخصوص، فلم يجز تقديمها قبل الوقت، ويقول العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله «زكاة الفطر اضيفت الى الفطر لأن الفطر سببها»، ومن المعلوم ان الفطر من رمضان لا يكون الا في آخر يوم من رمضان، فلا يجوز دفع زكاة الفطر الا اذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان، الا انه رخص ان تدفع قبل الفطر بيوم او يومين رخصة فقط، والا فالوقت حقيقة انما يكون بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان، لأنه الوقت الذي يتحقق به الفطر من رمضان لهذا نقول: الافضل ان تؤدى صباح العيد اذا امكن.
واشار العتيبي الى انه في ظل الظروف التي يمر بها العالم اجمع من انتشار وباء كورونا، فإنه بإمكان المسلم ان يوكل من الآن الجمعيات الخيرية بإخراج زكاة فطرة عن طريق الدفع «اون لاين» لهم على ان يشترط عليهم عدم اخراجها للفقير الا قبل العيد بيوم او يومين، وهم بدورهم يشترون بالمبالغ المتحصلة طعاما ويصلونها للفقراء في الوقت الشرعي.
وقال: والذي ينبغي بالدولة اذا فرضت الحظر الكلي ان تصدر تصاريح خروج لمنتسبي الجمعيات الخيرية لكي تتمكن هذه الجمعيات من توزيع زكاة الفطر على المحتاجين قبل العيد بيوم او يومين.
عثمان الخميس: يمكن دفعها عن طريق «الأونلاين» وبعض أهل العلم أجازوا إخراجها قبل أيام العيد إذا كانت هناك حاجة
«زكاة الفطر تخرج مبكرا هذا العام وتدفع نقدا للجمعيات الخيرية عبر المواقع الإلكترونية».
هذا، ما أعلنته جمعية احياء التراث الإسلامي في طرحها لمشروع زكاة الفطر مبكرا هذا العام نظرا لتخوف الناس من عدم القدرة على اخراجها في الوقت الذي حدده الشرع بسبب فرض الحظر الكلي.
وفي رده على سؤال حول ذلك، قال الشيخ عثمان الخميس: ان زكاة الفطر كما هو معلوم تخرج في يوم العيد بعد صلاة الفجر وقبل صلاة العيد، هذا الوقت الذي تخرج فيه زكاة الفطر، ولكن في السابق كانت المدينة صغيرة والفقراء معروفين، والإنسان يصلي الفجر ويذهب الى الفقير فيأتيه ويعطيه زكاته والأمور سهلة جدا، الآن مع اتساع بلاد الاسلام قد يكون بعض الفقراء بعيدين في مساكنهم، وقد يكون الأغنياء لا يعرفون الفقراء فيحتاج الناس الى ان يخرجوا الزكاة قبلها بيوم او يومين او اكثر حتى يمكن ايصال هذه الصدقات للفقراء، وابن عمر رضي الله عنهما كان يخرج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، ونص بعض اهل العلم على انه يجوز قبل ذلك اذا كانت هناك حاجة.
ونتكلم عن واقعنا في الكويت او اكثر العالم الإسلامي اليوم لمن يريد أن يخرج زكاة الفطر، الآن يقول البعض نظرا لوجود حظر كلي فلا نستطيع ان نخرج لنعطي زكاة الفطر لمستحقيها.
نقول لهم: الحمد لله في هذه البلاد التي أسأل الله جل وعلا ان يجعلها مباركة بأهلها، هذه البلاد فيها الكثير من الجمعيات والكثير من اللجان، يمكنك من اليوم ان تسلم هذه الزكاة لأي لجنة من اللجان وهم يكونون وكلاء عنك وهم يسلمونها قبل العيد بيوم او يومين، وحتى لو اعطيتهم مالا توكلهم بان يشتروا لك بهذه الاموال الطعام، فالحمد لله الامور سهلة ويسيرة ولله الحمد والمنة، فأي لجنة من اللجان تذهب اليها وتخبرها بأن هذا المال زكاة الفطر، وتستطيع ان تدفع عن طريق الاونلاين وليس بالضرورة ان تذهب الى هذه اللجان، لكن اهم شيء تتأكد من ان هذه اللجنة فعلا تشتري طعاما وتوصله الى الفقراء في هذا الوقت ولا تستعجل في ايصاله للفقراء، ولا تسلمها مالا وإنما تسلمها طعاما في الايام التي يستحب ان تخرج فيها هذه الزكاة، وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى، والله أعلى وأعلم.
وفي الحديث «فرض صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس، صاعا من تمر، او صاعا من شعير، على كل حر او عبد، ذكر او انثى، من المسلمين» رواه مسلم. ويمكن لمن يريد اخراج زكاة الفطر توكيل جمعية احياء التراث الاسلامي بإخراج زكاة الفطر طعاما من قوت اهل البلد للفقراء في وقتها الشرعي قبل العيد ان شاء الله عن كل شخص 1 دينار ويمكن الدفع عن طريق الاونلاين على رابط زكاة الفطر. وختاما، نحذر من خطر الاشاعات ومدى الضرر الذي قد تلحقه بالبلاد والعباد، ووجوب اخذ الاخبار من مصادرها الرسمية المعتمدة الموثوقة.
اقرا ايضا